سيدي قاسم تحتضن ملتقى السلام للفنون المعاصرة

المساء24 ـ القنيطرة

تحولت مدينة سيدي قاسم، مساء أول أمس، إلى فضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش الإنساني، وذلك باحتضانها فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى السلام للفنون المعاصرة، الذي تنظمه مؤسسة رحلة للفنون الحية تحت شعار تعزيز ثقافة السلام، بحضور وازن لشخصيات دبلوماسية وثقافية وفنية، إلى جانب جمهور غفير.

وشكل هذا الحدث الثقافي مناسبة للتأكيد على الدور الذي يضطلع به الفن في ترسيخ الحوار بين الشعوب، حيث عرف الملتقى مشاركة سفير سلطنة عمان لدى المملكة المغربية خالد بن سالم بن أحمد بامخالف، والقائم بأعمال سفارة دولة فلسطين لدى المغرب محمد ربيع، إضافة إلى فنانين ومثقفين وفاعلين من المجتمع المدني، في مشهد يعكس البعد الإنساني والرمزي للتظاهرة.

وخلال الملتقى، أعلنت الجهة المنظمة عن المتوجين بجائزة السلام برسم دورة 2025، تكريما لإسهاماتهم في دعم قيم التسامح والتفاهم، ويتعلق الأمر بكل من ماريسا سكوت القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، ومحمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، وأندريه أزولاي مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وجمال الشوبكي سفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح عبد اللطيف نحيلة الرئيس المؤسس لمؤسسة رحلة للفنون الحية وملتقى السلام للفنون المعاصرة، أن دورة هذه السنة تميزت بتجديد في الصيغة التنظيمية، من خلال اعتماد نموذج متنقل يشمل عشر مدن مغربية، من بينها الرباط وطنجة والدار البيضاء ومراكش والداخلة والعيون وإيموزار كندر والحسيمة، على أن تنطلق الفعاليات من سيدي قاسم، في إطار رؤية تهدف إلى توسيع دائرة الاستفادة الثقافية ونشر قيم العيش المشترك.

وأضاف أن الملتقى يتجاوز البعد الفني ليقدم برامج ومبادرات جديدة، من ضمنها جائزة السلام، التي تسعى إلى تكريم شخصيات وطنية ودولية كان لها أثر إيجابي في إشاعة ثقافة الحوار وحسن الجوار، باعتبارها مرتكزات أساسية لتحقيق الاستقرار المجتمعي.

ومن جهتها، عبرت ماريسا سكوت عن فخرها بهذا التكريم، من خلال رسالة مصورة، أكدت فيها أن موضوع الدورة المرتبط بالسلام في العالم الرقمي يكتسي أهمية خاصة في ظل التحولات التي يعرفها الفضاء الرقمي، مشيرة إلى أن المبادرات الثقافية قادرة على توجيه هذه التحولات نحو الحوار البناء والتقارب الإنساني.

وفي السياق ذاته، كشف عبد اللطيف نحيلة أن برنامج الملتقى يتضمن مبادرة طريق السلام والحوار، الموجهة أساسا لفئة الشباب من جيل Z، إضافة إلى الفئات التي يصعب الوصول إليها، وذلك عبر منصة رقمية مبتكرة تحمل اسم E-Salam Connect، يرتقب إطلاقها رسميا في 11 يناير 2026، وتهدف إلى ربط الشباب بشبكة دولية تعنى بثقافة السلام والمسؤولية الرقمية.

وفي تصريح له، أكد سفير سلطنة عمان لدى المغرب أن الثقافة والفن يشكلان رافعتين أساسيتين لتعزيز قيم التسامح والتفاهم بين الشعوب، معتبرا أن مثل هذه المبادرات تسهم في توجيه طاقات الشباب نحو البناء والتنمية، وتعكس التزام الدول التي تجعل السلام خيارا استراتيجيا.

من جانبه، نوه القائم بأعمال سفارة دولة فلسطين لدى المغرب بالدور الذي يلعبه الشباب المغربي في دعم قضايا السلام والانخراط في المبادرات الثقافية، معتبرا أن التجربة المغربية في هذا المجال تمثل نموذجا ملهما على الصعيد الإقليمي.

وتتزامن دورة 2025 من ملتقى السلام للفنون المعاصرة مع إطلاق مبادرات موازية، تشمل لقاءات فكرية حول الذكاء الاصطناعي والحقوق الرقمية والإيكولوجيا والابتكار المجتمعي، في أفق تعزيز البعد البيئي والثقافي للتظاهرة.

وبذلك، يواصل ملتقى السلام للفنون المعاصرة ترسيخ موقع المغرب كفضاء للتسامح والانفتاح، ومنصة للدبلوماسية الثقافية، من خلال توظيف الفن والإبداع كوسيلة للحوار وبناء جسور التفاهم بين الشعوب.