في خطوة غير مسبوقة، علم “المساء24” من مصادر جد مطلعة، أن أحد أعضاء اللجنة المكلفة بدراسة الترشيحات ومشاريع تطوير جامعة “ابن طفيل” بالقنيطرة لانتقاء رئيس جديد خلفا للدكتور عزالدين الميداوي، قدم استقالته من هذه اللجنة.
وعزت ذات المصادر سبب الاستقالة إلى ما رافق تشكيل هذه اللجنة من جدل واسع وشكوك تناولتها عدد من التقارير الإعلامية، بعدما تواترت العديد من المعطيات عن تشكيلها على مقاس ما بات يعرف ب “مرشح الوزير” وتسريب هوية الرئيس المحتمل لجامعة ابن طفيل.
وكان عدد من المتتبعين للشأن التعليمي قد وجهوا نداءات للجنة الوزير البامي “عبد اللطيف ميراوي” قصد حثها على التزام الحياد التام تكريسا لمبدأ تكافؤ الفرص المنصوص عليه في الدستور، واعتماد معايير الاستحقاق والشفافية والمساواة بين جميع المترشحين والمترشحات وعدم التمييز بجميع أشكاله أثناء اختيار المترشحين وفق ما نصت عليه مقتضيات القانون التنظيمي رقم 02.12 المتعلق بالتعيين في المناصب العليا.
ولوح مجموعة منهم بورقة الاحتجاج والطعون، إذا تمت عملية انتقاء الرئيس الجديد بطريقة مشوبة بمخالفة القوانين والمساطر ذات الصلة بالموضوع، معربين في ذات الوقت عن استنكارهم الشديد لسياسة تثبيت المقربين وإقصاء مترشحي التجربة والحنكة والكفاءة، في تناقض تام مع الخطاب الرسمي الذي مافتىء يترافع عنه الوزير ميراوي أمام المنابر الإعلامية واللجن البرلمانية.
وحذرت المصادر نفسها من تكرار سيناريو جامعة سيدي محمد ابن عبد الله بفاس، والحسن الثاني بالدار البيضاء، وترتيب الأجواء ضد منطق الأشياء بكل من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.
ورجحت ذات المصادر أن تعرف الأيام القليلة القادمة حركة احتجاج واسعة بسبب حالة القلق والتوتر الكبيرين الذي يساور مختلف الجامعات المغربية بمختلف أطرها وهيئاتها بسبب الغموض الذي يشوب طريقة عمل اللجنة المكلفة بدراسة الترشيحات.
وكان مجلس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بجامعة ابن طفيل قد دعا الوزارة الوصية إلى الحرص على تشكيل لجنة قادرة على استحضار ما حققته جامعة ابن طفيل من إنجازات ومكتسبات ومشاريع بوأتها المراتب الأولى وطنيا.
كما شدد المجلس، في بيان توصلت المساء24 بنسخة منه، على ضرورة اعتماد اللجنة المذكورة مبدأ الكفاءة والنجاعة والخبرة في ممارسة مهامها مع التزام الحياد والنزاهة في أشغالها وتحري الموضوعية والمصداقية في اختياراتها.