كريم شكري
لا زالت تداعيات الأزمة الصامتة بين فرنسا والمغرب ترخي بغيومها الداكنة على المشهد السياسي و الديبلوماسي بين البلدين، بعد استقبال البرلمان الفرنسي اليوم لوفد انفصالي صحراوي.
و حظيت بعثة جبهة البوليساريو بمراسيم استقبال خاص، تخللها رفع علم الجمهورية الوهمية وسط نخبة برلمانية فرنسية تمثل قسطا كبيرا من مكونات المجتمع السياسي الفرنسي.
و أوردت تقارير إعلامية بأن هذا الاستقبال لم تؤطره أية أجندة واضحة معلن عنها مسبقا، و هو ما يفيد بأن الاعداد لهذه المبادرة كان يكتسي، حسب بعض المحللين، طابع التكتم و المباغثة.
و اعتبر الصحفي و المحلل السياسي يونس دافقير بأن الحدث يندرج ضمن أوراق الضغط التي تلجأ إليها الدول عادة في لحظات الأزمة عبر تسخير قنوات غير رسمية لتصريف رسائل الابتزاز.
كما عرج دافقير في تدوينة له بحسابه الشخصي ضمن منصة فايسبوك، على وضع النخب السياسية و الثقافية و الفنية في صلب مسؤولية الانحدار في سلم الديبلوماسية الموازية من خلال قوله: “فين مشاو وليدات فرنسا، الفرنكوفونيين ديالنا، الصحفيين والكتاب والسياح ، اللي كتضربهم اللقوة العسرية نهار فرنسا كتبتز المغرب؟”، منهيا شريط تساؤلاته بالقول: “علاش هاذو ما يكونوش حاملين للموقف والمصالح الوطنية ماشي الجنسية الفرنسية.
كلشي مربع يديه، وضارب حساب رزقو وتيقول للدولة: إذهبي أنت وربك فقاتلا”.
و تتوقع دوائر التحليل الاستراتيجي أن يواصل الإيليزي تحريك المزيد من أوراق الضغط السياسي ضد المغرب في أفق إرغام هذا الأخير على “العودة إلى دار الطاعة”, على حد تعبير العديد من المراقبين.
و لا زالت الخارجية المغربية لم تبد أي رد فعل تجاه هذا الموقف الفرنسي الحامل لقناع برلماني، و ذلك أسوة بالخط الديبلوماسي المتريث المعهود على بوريطة و فريق عمله.