المساء 24
مدينة درنة الليبية التي تأسست في العصر الهلنستي قبل الميلاد، بنيت كمستعمرة يونانية عام 631 قبل الميلاد.
ثم أصبحت فيما بعد، معروفة بمركزها التاريخي الذي يضم مسجداً وكنيسة وكنيساً، متأثرةً بثقافات عديدة هي اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.
خلال الفترة اليونانية، ضمّ الموقع مدرسة فلسفة أسّسها أحد تلاميذ سقراط، وفي العصر الروماني أصبحت معروفة بجالية يهودية كبيرة.
ثم تحول المَعلم الذي يبعد نحو 60 كيلو متراً شرقي درنة، إلى مدينة رومانية في عام 74 قبل الميلاد، وبقي عاصمة كبيرة حتى زلزال عام 365 للميلاد، والذي وقع تحت البحر قرب جزيرة كريت.
إعصار “دانيال” المدمّر ألحق أضراراً جسيمة بأبرز معالم درنة وآثارها، مثل موقع شحات الأثري (قورينة)، الذي أضافته منظمة اليونسكو إلى قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر.
وتتكون آثار موقع شحات من معبد زيوس اليوناني الضخم على بُعد نحو كيلومتر واحد شمال أحياء بطليموس وأغورا.
وإلى الشمال الغربي، يقع حرم أبولو في وادٍ شديد الانحدار حيث تنبثق نبع مياه عذبة من تحت الأرض، وهو موقع المستوطنة اليونانية الأصلية.
ويبدو في الموقع رواقاً يؤدي إلى صالة الألعاب الرياضية الهلنستية، التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، والمسرح الروماني المجاور.
وتضمّ الآثار منزل الكاهن جيسون ماغنوس، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث الميلادي، ويحتوي على فسيفساء هندسية.
حي أغورا يضم أيضاً تمثالاً ضخماً جالسا وتماثيل أخرى بمثابة حرم لإلهة الخصوبة ديميتر وابنتها، كما يقع الأرشيف في الحي، ويظهر فيه نقش يوناني.
كما يضم المَعلم مُدرّجا مسرحيا يعود تاريخه إلى العصر الهلنستي.
ويحتوي حرم أبولو على حمّامات تراجان، حيث تظهر بقايا نظام أرضية الهايبوكوست، الذي سمح للهواء الساخن بالدوران تحت الأرض.
نشرت المحللة البارزة في شؤون ليبيا بمجموعة الأزمات الدولية، كلوديا غازيني، سلسلة من الصور التي أظهرت الضرر اللاحق بالموقع.