محمد الخوى
اليوم سيسدل الستار على مباريات الذهاب لعصبة الأبطال الأوروبية بإجراء المباراتين السابعة والثامنة.
المباراة الأولى، التي سيديرها الحكم الصربي “سردجان يوفانونفيتش”، سيحتضنها الملعب التحفة الشهير “سان سيرو” و المعروف أيضا بملعب “جيوزيبي مياتزا”، معقل كبيري إيطاليا “الأنتير” و”لاسي”، وستجمع بين نادي “أنتير ميلان” ونادي “بورطو” البرتغالي.
الفريقان معا يعتبران من الدعامات والركائز الأساسية لبطولتي بلديهما ودائما ما تتضمنهما قائمتي المرشحين الأوائل للعب الأدوار المتقدمة من أجل الفوز بها والظفر أيضا بكأسي قطريهما، والأمر نفسه ينطبق على مشاركتهما الأوروبية، سواء تعلق الأمر بكأس عصبة الأبطال أو بكأس “الأوروليغ”.
على مستوى كأس عصبة الأبطال الأوروبية، سبق ل”أنتير ميلان” أن فاز بها في ثلاث مناسبات بتسميتها السابقة خلال سنوات 1964 بفيينا عندما تفوق على ريال مدريد ب3-1 وفي سنة 1965 على حساب بنفيكا البرتغالي ب 1-0 بملعبه ب”سان سيرو” أمام 89000 متفرجا ثم في سنة 2010 عندما تغلب على “بايرن ميونيخ” ب 2-0 في المباراة النهائية التي جرت بملعب “سانتياغو بيرنابيو” بمدربد بحضور حوالي 74000 متفرجا.
وفي المقابل خسر “الأنتير” نهائيتين سنة 1967 أمام “سلتيك غلاسكو” الأسكتلاندي ب 2-1 وفي “روتردام” سنة 1972 أمام أجاكس أمستردام ب 2-0.
أما نادي “بورطو” البرتغالي فقد فاز بكأسين اثنين ولم ينهزم في أية مباراة نهائية.
التتويج الأول كان تحت قيادة مدربه البرتغالي الشهير ذ”أرتور جورج” سنة 1987، وجاء ذلك على حساب الفريق “البافاري بايرن ميونيخ”، بعدما تفوق عليه بفيينا ب 2-1 في مباراة برز فيها بشكل ملفت النجم الجزائري رابح مدجر الذي سجل إصابة التعادل في د 79 بخلف قدم ولا أروع في مرمى الحارس البلجيكي المتألق “جان ماري بفاف” قبل أن يضيف زميله “جواري” إصابة الفوز في د 81 ، في حين كانت الكأس الثانية سنة 2004 بعدما سجل ثلاثية نظيفة في شباك “موناكو” الفرنسي.
المباراة التي ستجمعهما هذه الليلة ستكون مثيرة ومشوقة هي كذلك، وقد لا يحسم في أمر المتأهل عنهما إلا بعد مباراة الإياب المقرر إجراؤها يوم 14 مارس المقبل بملعب “دراغاو” ( التنين) ببورطو.
أما المباراة الثانية فستدور بملعب “ريد بول ارينا” وسيكون طرفيها نادي “ليبزيتش” الألماني و”مانشستر سيتي” وسيقودها الحكم الهولندي “ساردار جوزيبيوك”.
فريقا “ليبزيتش” و”مانشستر سيتي” ليس لهما معا باع طويل في مسابقة كأس عصبة الأبطال الأوروبية في أدوراها المتقدمة. قد يجد المرء العذر للفريق الألماني على اعتبار أنه حديث العهد بالممارسة الاحترافية، إذ لم يتأسس كفريق بتسميته الحالية إلا في سنة 2009 وحقق الصعود إلى بطولة “البوندسليغا” في قسمها الممتاز سنة 2016. وكان أبرز إنجاز له هو وصوله لأول مرة في تاريخه للنصف النهائي من مسابقة هذه الكأس وانهزم أمام نادي “باريس سان جيرمان” في المباراة التي أقيمت بالبرتغال سنة 2020 وفي غياب للجمهور بسبب الاحتياطات الإحترازية المتخذة لمواجهة جائحة “كورونا”.
من جانبه، فإن حضور نادي “مانشيستر سيتي” على مستوى كأس عصبة الأبطال الأوروبية يبقى باهتا وضعيفا ولا يتناسب مع المستويات الكبيرة التي يقدمها نجوم الفريق في المنافسة على بطولة “البرميير ليغ” وعلى كأسي إنجلترا والإتحاد الإنجليزي ولا مع الألقاب التي يحصل عليها هناك في أرض مهد كرة القدم حيث يبقى الفريق مهاب الجانب ويقعد ويقام له ويضرب له ألف حساب من طرف كل خصومه.
على مستوى عصبة الأبطال الأوروبية، وصل الفريق لأول مرة في تاريخه لدور النصف النهائي سنة 2016 بعدما تجاوز نادي “باريس سان جيرمان” في الربع النهائي بالضربات الترجيحية، غير أنه أقصي في دور النصف النهائي على يد النادي الملكي ريال مدريد. ومنذ أن تم خلق منافسة كأس أوروبا للفرق البطلة وبعدها كأس عصبة الأبطال الأوروبية لم يلعب فريق “مانشيستر سيتي” إلا مباراة نهائية واحدة خسرها سنة 2021 أمام نادي “تشيلسي” اللندني بإصابة لصفر.
فلمن ستكون الغلبة في هذا الدور؟ ومن هو الفريق الذي سيقصي الآخر ويزيحه من طريقه لينتقل من أجل لعب الأدوار الطلائعية في الأدوار المتقدمة من هذه الكأس؟ بكل تأكيد الحسم بين الفريقين سيؤجل هو كذلك إلى صافرة النهاية، ليس فقط في مباراة الذهاب، ولكن سيكون ذلك في مباراة بملعب الإتحاد ب”مانشيستر” ليلة 14 مارس المقبل.