رضا سكحال
أتساءل كأي مواطن مقهور بغلاء المعيشة، أنهكه ثمن شراء أضحية العيد، ومصاريف الدخول المدرسي، عن دور الأحزاب المغربية داخل بلادنا؟ سواء تلك التي توجد بدواليب التسيير، أو تلك التي تدعي المعارضة، أحاول أن أفهم سيكولوجية قادة الأحزاب الذين يستحقون الدراسة، وبدل مجهود أكاديمي كبير لتحليل سلوكياتهم عند كل مناسبة.
هل تعي جيدا قيادات هذه الأحزاب مشاكل المواطن اليومية؟ وهل تعرف حجم الدمار الذي يعتري ذلك المعطل الذي ثابر وحصل على شواهد ظن أنها قد تؤهله لضمان مستقبل بهذا البلد الحبيب؟
هل يعرف وزراء الحكومة وبرلمانيو المعارضة معاناة الأحياء المهمشة واحتياجاتهم اليومية؟
وهل تعرف المكاتب السياسية للأحزاب المغربية من ألف اللغة إلى يائها حجم التحديات التي تطرحها مشاكل الوطن؟
بل ما هو الوطن بالنسبة لهم؟
مقعد وزاري؟ منصب ربما؟ مكانة بالمجتمع عبر ديوان وزارة؟
ماذا فعلت هذه الأحزاب التي لم تستطع تغيير حتى أسماء قياداتها بما يواكب تطور المجتمع، نفس الوجوه مع تعديل بسيط في المظهر والخطاب على حساب التموقعات، وزراء في واد والشعب في واد آخر، معارضة بكلام منمق، لم تطبق ما تقوله اليوم بالأمس حين كانت تملك سلطة القرار، وأغلبية لم تستطع أجرأة حتى وعودها والتزاماتها التي أطلقتها من مدينة أكادير.
التزامات حملت أرقاما ضخمة، وقيادات أسالت السلطة لعابها فبدأت في الهذيان كأي مريض بالحمى، والنتيجة أن تنصل الجميع من التزاماته، وتعرض المواطن لعملية خداع كبير كانت بطلتها حمامة صورت نفسها وديعة.
وهاهي الآن ترمينا كل يوم ببرازها المقدس، وبفضالاتها المباركة.
هل هذا ما نستحق حقا؟