دعت نجاة أنوار، رئيسة منظمة “ماتقيش ولدي” الجميع لعدم التراخي والتزام اليقظة تجاه جرائم اغتصاب الأطفال، مؤكدة أن ظاهرة استغلال الأطفال والاعتداء عليهم لن تندثر، حسب تعبيرها.
وأعلنت الناشطة الحقوقية، في بيان توصل المساء24 بنسخة منه، أن منظمتها ستطلق قريبا حملة وطنية “نداء الطفل المغتصب” للتحسيس باستمرار خطورة هذه الظاهرة وتفشيها في المجتمع بشكل يستدعي بحسبها التعبئة الشاملة للتخفيف من حدتها.
وكشفت رئيسة منظمة “ماتقيش ولدي” أنها توصلت برسالتين خطيتين، الأولى من طرف طفلة تعرضت سنة 2019 للاغتصاب من طرف صديق أبيها و كانت تبلغ من العمر 12 عشرة سنة، و قد حكم عليه بأربع سنوات حبسا و غرامة مالية وهي الآن معروضة على أنظار محكمة النقض، حيث طلبت شخصيا من المنظمة مؤازرتها في قضيتها، وهو ما تمت تلبيته بمراسلة الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتطوان ومراسلة الوكيل العام لدى محكمة النقض.
وأشارت إلى أن الشكاية الثانية توصلت بها من أخت طفل تعرض للاغتصاب و لازالت قضيته فـي دهاليز مـحكمة الاستئناف بطنجة التي قضت بـخمس سنوات حبسا على المتهم كحكم ابتدائي، حيث طرحت الطفلة مـجموعة من المشاكل التي يعاني منها العديد من الأطفال، وكتبت قائلة “كيعاني الأطفال من التشرد و العنف المنزلي و الاغتصاب و الاستغلال من طرف البالغين و البيدوفليين … مزال متوقف هادشي و كل مرة كينتاشر…” و أكدت على أن: “… الأطفال هما المستقبل ديال المـجتمع خاص توفر لهم المساكن، التعليم و الـحماية…” و طالبت بما يلي: “… خاص القانون يشدد العقوبات على المغتصبين و كنتمنى من السياسيين يتاخذوا الإجراءات ضد المـحاميين لي كدافعوا على البدوفيل… قبل مايتم الافتراس ديال الأطفال و تشويه صورة الطفولة…” و ختمت ب:”… إضافة إلى أنه بغيت يتم اتـخاذ إجراءات لعدم تفويت الـحصص المدرسية بسبب ظروف الـجلسات…”.
وقالت نجاة أنوار إن المنظمة لـمست فـي هذه الرسالة صرخة حزن من طفلة تنذر الـجميع بـخطر يعرض طفولة المغرب للخطر عبر ما وقع لأخيها و للمحنة التي مازال يمر منها جراء الاعتداء الشنيع، مؤكدة أن منظمة “ماتقيش ولدي” قامت بالرد على الطفلة بشكل رسمي بما يلي:” يشرفني كرئيسة المكتب الوطني لمنظمة “ما تـقيش ولـدي” أن أجيبكم على مراسلتكم التي توصلت بها من طرفكم، وما تضمنت من غيرة على الطفولة، و كيف لا و أخوكم ….. أصبح ضـحية للاغتصاب، و قمنا بمؤازرته و دعمه و لا زلنا على العهد حتى تسترجع حقوقه و كرامته، و يتجاوز مـحنته و يصبح مؤهلا لـخوض غمار الـحياة بدون خوف أو نقص. و لكي أوصل للجميع صدى المشاعر التي لفت قلبي خلال قرآتي لرسالتكم، حتى يتسنى لهم فهم عواقب الآفة بقلوبهم، سنطلق العنان لصرخة الطفولة التي حملتها كلماتكم لكل المتدخلين و المعنيين بمجال حماية الطفولة و حقوق الطفل و المـجتمع أجمع، و نعمل على تـحقيق مطالبكم، و هي ما تطالب به منظمة ماتقيش ولدي منذ تأسيسها، و صرختكم فـي هذه الكلمات الصادقة ستكون دعما للمنظمة من أجل تـحقيق ما نناضل من أجله و شعارا لـحملتنا المقبلة.
وسأكلف السيد المنسق الوطني الطيب بوشيبة من أجل مواكبتكم، و الـحرص على تمرير كلماتكم، و فـي الوقت نفسه سنقوم بالإعداد لـحملة وطنية من أجل اسماع نداءكم. و تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير. و السلام”.