مبادرة إعادة أنشطة معيشية لبعض المناطق المتضررة من الزلزال بتارودانت

المساء24

في إطار نقل تجربة مبادرة تربية الدواجن الناجحة بمنطقة “أيت عبد الله”، وبشراكة ودعم من لجنة الأمم المتحدة لمساعدة متضرري الزلزال بالمغرب الواقعة بنيويورك، وبتعاون مع المجلس الإقليمي بتارودانت مشكورا، قامت جمعية “تيويزي للتنمية الإجتماعية لأيت عبد الله”، أمس، بتوزيع عدة آلات لتفقيص البيض وإنتاج الكتاكيت مصنعة في ورشة محلية بواسطة إعادة تدوير وتشغيل الثلاجات المهملة مساهمة منها في حماية البيئة وتقليص أعداد النفايات الصلبة.

كما قامت الجمعية، وفق بلاغ أصدرته في هذا الإطار، بإمداد العملية بما يناهز طن ونصف من العلف المصنع و2500 بيضة مخصبة من خليط السلالات، ولوازم أخرى، كالعلافات والشرابات ومصابيح الأشعة تحت الحمراء للتدفئة، على بعض الجمعيات المهتمة والمنتمية للمناطق المتضررة بكل من جماعات تافنكولت، سيدي واعزيز، تسراس، الفيض، تيكوكا، إدوكماض، أوناين، أهل تفنوت بإقليم تارودانت، كإعانة متكاملة للمرحلة الأولى من الإنتاج.

كما تلقى المستفيدون، تضيف الجمعية، تكوينا أوليا مبسطا حول كيفية تشغيل والتعامل مع الفقاصات ومراحل الإنتاج، على أساس أن يستمر التكوين والتواصل وتتبع العملية وتطعيم التجربة عن بعد بمساعدة المؤطر وبواسطة مجموعة إفتراضية تفاعلية لغاية إتمام عملية التفقيص وإخراج وتوزيع الكتاكيت على الأسر المحتاجة.

وتكمن أهمية هذه المبادرة التضامنية، يقول البلاغ،  في تقوية أنشطة النسيج الجمعوي، وتعزيز العملية التشاركية والتواصلية مع الساكنة المتضررة، وزرع الأمل في نفوسهم لتجاوز آلام ومآسي وصعوبة العيش وسط الخراب.

كما تدخل في إطار تتبع أحوال قاطني بعض الأماكن التي زارتها الجمعية أثناء حملات التضامن والإلتفاتة الإنسانية التي ساهم فيها المغاربة قاطبة مباشرة بعد الهزة الأرضية العنيفة والمؤلمة ليلة 8 شتنبر السنة الماضية.

كما أن المبادرة، توضح الجمعية، تسعى إلى دعم التنمية المستدامة في محاولة لإستعادة نمط حياة الفلاحة المعيشية المحلية كأحد مصادر رزق للساكنة، وإحياء تقليد تربية الدواجن الذي قضى عليه دمار الزلزال بشكل كلي، وتثمين موروث معيشي منزلي، المتمثل في التعايش مع الدجاج البلدي، وخلق نواة نشاط يومي متواضع ومستدام ومدر للدخل، خاصة للنساء، في أفق بلوغ إكتفاء ذاتي عائلي في اللحوم البيضاء والبيض كمصدر تغذية غنية ومتوازنة للأسر في ظروف الغلاء الذي تعرفه أسعار اللحوم في الآونة الأخيرة، وذلك على أمل إنتاج كمية قابلة للتسويق لتشجيع الحركة الإقتصادية داخل الأسواق الأسبوعية المحلية والإستقلالية المادية للأسر الهشة في المستقبل القريب.

وتقدمت الجمعية في بلاغها بشكرها للجنة موظفي الأمم المتحدة على الدعم المادي والحس التضامني والرؤية المستدامة للمشروع، وثقتها في جمعية “تيويزي” للمساهمة في تنفيذ المبادرة والعمل على تنزيلها ميدانيا.

كما حيت حماس وإنخراط وإهتمام المستفيدين للعودة للحياة الطبيعية، وتفاعلهم الإيجابي رغبة في تجاوز تحديات وضغوطات العيش القاسية بعد ركود إجتماعي وإقتصادي طال أمده. مثمنة في ذات الوقت تعاون كل من السلطات، والمجلس الإقليمي، والغرفة الجهوية للفلاحة، حتى تمر هذه المبادرة في أحسن الظروف.