مبادرة لعامل القنيطرة تعيد الروح للأحياء الصناعية وتنعش آمال المقاولين الشباب

المساء24 ـ القنيطرة

أطلقت مبادرة عبد الحميد المزيد، عامل إقليم القنيطرة، دينامية جديدة أعادت الأمل إلى الفاعلين الاقتصاديين، بعد سنوات من الانتظار وتعثر عدد من المشاريع المرتبطة بالأحياء الصناعية ومشتل المقاولين الشباب. خطوة وُصفت بالنوعية، جاءت عقب زيارة ميدانية قام بها عامل الإقليم لعدد من المناطق الصناعية بالمدينة، في إطار مقاربة ميدانية تروم تشخيص الإشكالات من مصدرها والوقوف المباشر على مكامن الخلل التي أعاقت الاستثمار وعرقلت مسار عدد من المقاولات.

الزيارة الميدانية شكلت محطة مفصلية، حيث اطلع عامل المزيد عن قرب على وضعية البنية التحتية داخل بعض الأحياء الصناعية، وعلى حال الوحدات غير المستغلة، خاصة المحلات التابعة لمشتل المقاولين الشباب، التي أنجزت منذ تسعينيات القرن الماضي وبقيت لسنوات طويلة خارج دائرة الاستفادة الفعلية. وضعية جعلت هذه الفضاءات عرضة للإهمال والتخريب، بدل أن تضطلع بدورها الطبيعي في احتضان المبادرات المقاولاتية وخلق فرص الشغل.

وتفيد معطيات متطابقة أن هذه الزيارة أعقبها استنفار فعلي داخل عدد من المصالح المعنية، خاصة على مستوى قسم الممتلكات بجماعة القنيطرة، وذلك تنفيذا لتعليمات صارمة تقضي بإنجاز إحصاء شامل ودقيق للبقع الصناعية والمحلات غير المستغلة، مع تشخيص الاختلالات المطروحة واقتراح حلول عملية قابلة للتنفيذ في آجال معقولة، بما يضمن إعادة الاعتبار لهذه الفضاءات الاقتصادية الحيوية.

وفي السياق ذاته، احتضنت عمالة إقليم القنيطرة اجتماعا طارئا خصص لدراسة الوضعية الراهنة للمناطق الصناعية، والوقوف على أسباب التأخر الذي طال مشروع توسعة الحي الصناعي البلدي. مشروع استراتيجي يندرج ضمن الرؤية التنموية للمدينة، سبق تقديمه أمام عاهل البلاد الملك محمد السادس، ويعول عليه لتعزيز النسيج الاقتصادي المحلي وترسيخ موقع القنيطرة كقطب صناعي وطني واعد.

وتأتي هذه التحركات في سياق التفاعل مع اللقاء التشاوري الأخير حول إطلاق جيل جديد من برامج التنمية، والذي شاركت فيه جمعية اتحاد المقاولين الشباب بالقنيطرة، حيث طرحت خلاله مجموعة من الإشكالات التي أثقلت كاهل المقاولات، من بينها توقف منح الرخص بعدد من الأحياء الصناعية، وغياب التزود بالماء والكهرباء في بعضها، إضافة إلى تعثر مشروع مشتـل المقاولين الشباب وعدم توزيعه على حاملي المشاريع، ما أدى إلى ضياع فرص استثمارية حقيقية وانتقال عدد من المقاولات نحو مدن أخرى أكثر جاذبية.

وفي هذا الإطار، عبرت جمعية اتحاد المقاولين الشباب عن ارتياحها الكبير للتفاعل السريع والإيجابي لعامل إقليم القنيطرة مع الملفات التي تم طرحها، معتبرة أن الزيارات الميدانية والاجتماعات العاجلة تشكل مؤشرا قويا على وجود إرادة فعلية لمعالجة الاختلالات المتراكمة، وفتح صفحة جديدة في علاقة الإدارة بالفاعلين الاقتصاديين.

وأكدت الجمعية أن هذه المبادرة أعادت الأمل لعدد واسع من المقاولين الشباب وأصحاب الوحدات الصناعية، الذين ظلوا لسنوات ينتظرون تدخلا مسؤولا يعيد الثقة في مناخ الاستثمار المحلي، ويفتح آفاقا حقيقية لتشغيل الشباب وتحريك عجلة الاقتصاد، بدل استمرار حالة الجمود التي كلفت المدينة خسائر اقتصادية واجتماعية معتبرة.

وشدد اتحاد المقاولين الشباب على أن إنجاح هذه الدينامية يظل رهينا باستمرارية التواصل بين مختلف المتدخلين، وتسريع المساطر الإدارية، وتحويل التوجيهات إلى قرارات ملموسة على أرض الواقع، مؤكدا في الوقت ذاته استعداده الكامل للانخراط الإيجابي في أي مسار تشاركي يهدف إلى إيجاد حلول آنية ومستدامة للعراقيل المطروحة.

وبهذه الخطوات، يضيف الاتحاد، تبدو مدينة القنيطرة مقبلة على مرحلة مفصلية قد تعيد تنظيم فضاءاتها الصناعية وتمنح دفعة جديدة للاستثمار المحلي، في أفق ترجمة هذه التحركات إلى مشاريع واقعية تخلق فرص شغل وتكرس تنمية اقتصادية تحفظ كرامة الشباب وتعزز موقع المدينة على المستويين الجهوي والوطني.