عكس الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش المجيد عكس أن جلالة الملك يدفع بشكل حازم العمل داخليا لمتابعة متطلبات التنمية وخلق الفرص والحفاظ على الانسجام في بيئة مغربية مواتية، حيث يمكن لجميع المغاربة أن يعيشوا حياة كريمة ويتقدم المغرب.
فبين إصراره الصبور على خدمة العلاقة بين الشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري و رسمه لمقومات المعادلة المغربية في التنمية وقدرته على الابتكار لدعم هذه الأهداف يمنح جلالة الملك محمد السادس حفظه الله للمملكة المغربية خطا تدبيريا و دبلوماسيا نموذجيا و باهرا و يخلق التوازن بحكمة و واقعية.
يمثل الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش المجيد رؤية ملكية مستقبلية ترتكز في جوهرها على تحديد الأولويات و ترسيخ الثوابت و أسس التلاحم بين العرش و الشعب و حماية المواطنين من التقلبات، و التنمية الدامجة و المنتجة، والحرص على جوار طبيعي مع الجزائر .
الخطاب الملكي يحمل تجديدا للإصرار على ترسيخ الإنجازات والبناء عليها من منطلق تاريخ مغربي مشرف، وتجاوز الظرفية الدولية المطبوعة بعدم اليقين بكازيزما مغربية واثقة، كما أنه خطاب مواصلة التحرك نحو مزيد من التقدم والتنمية داخليا وتكريس الوضوح خارجيا لجعل المستقبل واعدا.
الخطاب الملكي السامي يعتبر درسا في التواصل و تقديم الحلول في لحظة مطبوعة بالتحديات علاوة على تجاوب جلالة الملك أيضًا مع التطلعات العميقة للمجتمع المغربي الذي يريد أن يأخذ مكانه في النظام الدولي للقرن الحالي بقيمه و مقدراته و هذا طموح مشترك بين جلالة الملك و شعبه الوفي.
في ما يخص ورش الحماية الاجتماعية و الاسثمار في المنظومة الصحية فإن الطموح الأساسي يقوم على تعزيز فرص المواطنين في تحقيق الحد المطلوب من جودة الحياة و التمكين الاجتماعي وتطوير إمكاناتهم وتعزيز ادماجهم في مسار التنمية والمشاركة في ظروف متساوية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية
ومن خلال تركيز جلالة الملك محمد السادس على المرأة و الأسرة كمكونين أساسيين في المعادلة المغربية من المؤكد أن رؤية جلالة الملك تقوم على بناء شروط مغرب الكرامة و التقدم وترسيخ الهوية المغربية و القيم الوطنية في الضمير الجماعي كما ان الأمر يتعلق برسوخ الالتزام المغربي بتنفيذ خطة مستقبلية لتكافؤ الفرص و القضاء على مختلف الفجوات السوسيولوجية و القانونية وغيرها بين المرأة و الرجل و الأجيال الصاعدة.
في سياق عالمي معقد و وتزايد التوترات الجيوسياسية ، قررت المملكة المغربية برؤية ملكية حكيمة أن تتحمل المسؤولية وتساهم بدور ايجابي في المحيط الاقليمي،فالخطاب الملكي خاطب العقل في الدولة الجزائرية وتمسك بالأخوة بين الشعب المغربي و الشعب الجزائري في تأكيد ملكي على أهمية الحوار ، لأن المرحلة التي تجتازها العلاقات الثنائية ينبغي معها تصور المستقبل بشجاعة وسعة نظر.
لقد أعطى جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش المجيد ،دفعة متجددة وطموحة للأجندة الاصلاحية للمملكة المغربية، من خلال التزامات واضحة و إجراءات وإنجازات ملموسة في المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و الحقوقية لصالح المغاربة رجالا ونساء.
الخطاب الملكي السامي يؤكد أن المملكة المغربية قررت ترك مرحلة المواجهة مع الجزائر في الخلف ومتمسكة بدعمها لخيار تطوير اندماج اقليمي ذكي،من منطلق تقدير الحوار والاحترام كطرق لبناء المستقبل.
ان المغرب من منظور جلالة الملك يرتقي لمستوى الفرص والتحديات في الظرفية الراهنة لتجنب أي نقص أو خصاص او ابتعاد عن المصلحة العامة من أجل المصلحة الفضلى للمواطنين في هذه المرحلة وما يليها،مما يتيح المجال أمام التحسين والتطوير دائما بمشاركة مختلف الفاعلين والقوى الحية لاستيعاب التحولات الجديدة.
انها رؤية ملكية فريدة من نوعها من حيث الشرعية و الحكمة و تحديد الأولويات في سياق دولي مطبوع بالتعقيد وعدم اليقين.
*رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية.