أثار عدم انعقاد جلسة فتح الأظرفة المحتوية على العروض المالية للمتعهدين الذين وضعوا طلباتهم من أجل المشاركة في صفقة إنحاز مشروع تهيئة كورنيش مرجة الفوارات بالقنيطرة، الكثير من علامات الاستفهام.
ودعا متابعون للشأن العام المحلي فؤاد المحمدي، عامل إقليم القنيطرة، إلى فتح تحقيق في الأسباب الحقيقية الكامنة وراء عدم انعقاد تلك الجلسة التي غاب عنها أناس البوعناني رئيس بلدية القنيطرة، بالرغم أن الجماعة هي التي أعلنت عن هذه الصفقة.
وكشفت ذات المصادر، أن جلسة فتح الأظرفة حضرتها جميع الأطراف باستثناء الرئيس البوعناني الذي تغيب عنها، وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام مجموعة من التأويلات، خاصة في غياب بلاغ يوضح ما حصل.
وأبدت المصادر استغرابها الشديد من التأخر الكبير في إخراج مشروع تهيئة جنبات مرجة الفوارات إلى حيز الوجود، سواء في عهد المجلس السابق أو الحالي، رغم أن هذا المشروع يدخل ضمن المخطط الاستراتيجي الذي دشنه ملك البلاد في أبريل 2015.
ويشار أن تاريخ فتح الأظرفة كان محددا يوم 4 أكتوبر الجاري، وأن الصفقة المعنية هي محور اتفاقية بين جماعة القنيطرة ووزارة التعمير وإعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة ووزارة البيئة سابقا.
مشروع تأهيل مرجة الفورات والمخطط له أن ينتهي في 2020، رصدت له الاتفاقية أزيد من 10ملاير سنتيم، تم تحويل منها 4 ملايير في عهد المجلس السابق بعدما تم إعداد الدراسة التقنية لإنشاء طريق تربط حي “وريدة” و”الحاج منصور” مع تهيئة جنباتها بمساحات خضراء وملاعب وتزويدها بشبكة الإنارة العمومية.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن هذا المشروع يعد من المشاريع الحيوية بالقنيطرة والتي لم تنطلق بها الأشغال رغم مرور 7 سنوات على تقديمه لملك البلاد. رغم أن الشريكين الرئيسين في هذه الاتفاقية رصدا منذ سنوات الميزانية المطلوب منهما توفيرها، حيث خصصت له وزارة إعداد التراب الوطني مبلغ 15مليون درهم، ووزارة البيئة سابقا مبلغ 20 مليون درهم، فيما التزمت الجماعة بالمساهمة بمبلغ 5مليون درهم.
هذا وسبق لجمعية أوكسجين للبيئة والصحة والجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك أن طالبات الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإنقاذ مرجة الفوارات بالقنيطرة من التدمير والتدهور اللذين يهددان بيئة وسلامة المنطقة الرطبة.
واعتبرت الجمعيتان، في بلاغ مشترك لهما، هذه المرجة من أهم المناطق الرطبة القارية المصنفة منذ سنة 1996 كموقع ذات أهمية بيولوجية وبيئية، والتي تم تسجيلها ضمن لائحة (رامسار) للمناطق الرطبة ذات الأهمية الإيكولوجية على الصعيد العالمي سنة 2018، موضحتين أنها تشمل مجرى مائيا للسهل الأطلسي الأسفل الذي يعد من بين القلائل من أمثاله التي مازالت جارية جزئيا، وتتميز ببراريها الرطبة ذات النباتات القابلة للرطوبة، وتنمو بها أنواع عديدة من النباتات من فصائل مختلفة وساكنة حيوانية، فضلا أنها تتواجد بها أنواع متنوعة من الطيور البرية المقيمة والمهاجرة المهددة بالانقراض.