وزان..سمير الحداد
سال الكثير من المداد وصدحت الآلاف من الحناجر على امتداد 15 سنة الماضية مطالبة بتفعيل وتنزيل المشروع الملكي الرامي إلى تزويد جماعات إقليم وزان بالماء، انطلاقا من سدي الوحدة واد المخازن، الذي أعطى الملك انطلاقته سنة 2007 بكلفة 43 مليار سنتيم، والذي كان من المنتظر أن تنتهي أشغاله في 2012.
وعرفت أشغال المشروع المذكور تعثرا دام لسنوات، وهو ما دفع الساكنة في العديد من الجماعات إلى الخروج إلى الشارع سنة 2017 للتندي بهذا الوضع، خاصة بدواري “المناتة” و”اخراشيش” بجماعة زومي، كما نفذت سلسلة من الاعتصامات مرارا أمام مقر العمالة نالت من التنكيل و الخذلان.
وبحسب المصادر، بجماعات المجاعرة، وسيدي رضوان و سيدي بوصبر، احتج المواطنون العطشى، مما استدعى عقد لقاء الماء بحضور وزيرة القطاع، و هو ما ذلل بعض الصعوبات التي كانت تحول دون استكمال الأشغال.
وأضافت ذات المصادر، أن آليات الأشغال عادت إلى الخط الذي يزود جماعات شرق وشمال الإقليم بالماء، لكن دون أن يصل الماء إلى المنازل، حيث تم الاكتفاء في أغلب الجماعات بإحداث سقايات عمومية لم يتم حين إحداثها مراعاة جغرافية الدواوير و توزيع الساكنة، وجماعات سيدي بوصبر ، ومقريصات ، وزومي، وونانة، وقلعة بوقرة و بني كلة … ، خير مثال، مما حرم نسبة كبيرة من الساكنة من حقها في الماء، وهو ما يحصل حاليا لساكنة ابريكشة التي ليست في أحسن حال بسبب تراجع صبيب الآبار التي تزود شبكة الجماعة بالماء.
وأفاد المصدر، أن جماعة سيدي رضوان، كان لساكنتها النصيب الأفضل نسبيا، حيث تم تفعيل التزامات وزارة الداخلية عقب الاحتجاجات التي عرفتها الجماعة إبان إفلاس جمعية المسيرة الخضراء للماء، فتم تقوية الصبيب انطلاقا من وزان، ثم في سنتي 2021 و 2022 تم ربط ست دواوير بالماء عبر الإيصالات الفردية، و يجري حاليا تنفيذ الشطر الثاني من المشروع، لكن عيوب بالدراسة التقنية وضعف الصبيب الوارد من وزان وعدم الإسراع في بناء الخزان الثاني بـ”الزواقين” أعاد شبح العطش إلى دواوير “الزواقين” الست، حيث تم حرمان الساكنة من الماء طيلة أيام عيد الأضحى، وخصوصا دواري اظهار “طاج” و”القيطون”، ولم يتم تزويدها بالماء إلا بعد تدخل مباشر من عامل الإقليم والسلطات المحلية. ليتم الشروع في تأمين الماء بالتناوب بين الدواوير المعنية وبصبيب ضعيف لبضع ساعات فقط.
وأجمعت المصادر على أن ضعف الصبيب والإكراهات التقنية ليست حدها تحول دون تأمين وصول الماء إلى كل الساكنة. فحقول القنب الهندي، وأحيانا مغروسات أخرى، يتم سقيها انطلاقا من منافذ التوزيع و من السقايات و العدادات ، مما يحول في أوقات الذروة دون وصول الماء إلى التجمعات العليا، الأمر الذي يفرض، في إطار تحذيرات وزارة الماء ودورية وزير الداخلية، تدخلا حازما ومستعجلا من طرف السلطات الإقليمية وإدارة قطاع الماء بوزان من اجل حماية شبكة التوزيع من الاستغلال العشوائي و ضمان استفادة المواطنين من الماء على قدم المساواة، وكذا تدخل كافة الأطراف من ضمنها وكالتي الحوضين المائيين “سبو” و”اللكوس” لحماية ما تبقى من الفرشة المائية من الاستنزاف.
وحذرت المصادر من أن أزمة الماء بإقليم وزان ستعمر طويلا إلا إذا تم الرفع من الصبيب وإحداث خزانات جديدة ذات طاقة استيعابية كبيرة، وإعادة النظر في الدراسات التقنية العشوائية التي حرمت الآلاف من المواطنين من الماء وحماية الشبكة من الاستغلال اللاقانوني.