رشيد زرقي
وجه خالد الطرابلسي، رئيس رابطة المحامين الاستقلاليين، رسالة إلى نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، يدعو من خلالها الحزب وفريقيه بالبرلمان إلى الضغط على الحكومة لحملها على التراجع عن المقتضيات المجحفة في حق المحامين.
وقال المحامي الطرابلسي، في رسالته التي توصلت بها المساء 24 “عودة إلى موضوع أزمة قطاع المحامين مع الحكومة، خاصة المستجدات الضريبية، التي يثار حولها الكثير من المغالطات في غياب تام عن معرفة حقيقية بالملف، باسمي الخاص وباسم كافة أعضاء المكتب التنفيذي للرابطة، أود أن أثير انتباهكم و أحثكم على ضرورة تفاعل الحزب مع هذا الحدث الوطني الذي يمس شريحة هامة من المجتمع، تتعلق بمهنة المحاماة، خاصة و أن المقتضيات الواردة في مشروع قانون المالية 2023 جد مجحفة و غير موضوعية و لا تراعي الوضع المهني والاجتماعي الذي يعيشه الأغلبية الساحقة من المحامين عبر ربوع الوطن، وبصفة خاصة فئة المحامين الشباب.كما أود الأخذ بعين الاعتبار كون الحزب أحد مكونات الحكومة الحالية التي تحسب عليها كل هذه القرارات، ويتحمل بدوره مسؤوليتها. إضافة إلى أن النقيب عبد الواحد الأنصاري القيادي الحزبي، على رأس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، وينتظر منه الجميع النجاح في رهان إخراج المهنة من هذه الأزمة”.
وأوضح رئيس رابطة المحامين الاستقلاليين “وأخذا بعين الاعتبار لكل هذه المعطيات، أعتقد أنه من المناسب جدا أن يكون الحزب سباقا ومبادرا إلى جانب فريقيه بالبرلمان لطرح والضغط من أجل التراجع عن هذه المقتضيات المجحفة في حق المحامين، أو من أجل القيام بتعديلها تعديلا يتناسب مع الوضع الاجتماعي الذي يعيشه قطاع المحاماة وهو جزء من الوضع الذي يعيشه المجتمع المغربي عموما”.
واقترح الطرابلسي على “نزار بركة” بالحرص على أن يقوم الحزب بتبني هذا الملف، والسعي إلى فتح حوار شامل وعميق حول الملف الضريبي لقطاع المحاماة للخروج بحلول مناسبة وموضوعية ونهائية، تنهي هذه الأزمة المستمرة، وفق تعبيره.
وأشارت الرسالة إلى أنه سبق وأن تم طرح هذا الموضوع مع الأمين العام في أحد الاجتماعات السابقة مع المكتب التنفيذي للرابطة من أجل أخذ مبادرة حزبية في هذا الشأن، حيث تم التعهد بالقيام بذلك. وزادت “الأخ الأمين العام، الظرفية حساسة جدا، والموضوع ليس بالهين، وانعكاساته خطيرة على قطاع مهني كبير ينتمي إلى أسرة القضاء، في ظل وضع اجتماعي محتقن وفي ظل أوضاع اقتصادية استثنائية يعرفها المغرب ويعيشها العالم. وأتمنى أن نكون على موعد مع التاريخ لوضع بصمة وطنية من حزب وطني، مشهود له بوطنيته منذ ثمانية عقود. ونحن أمام محطة مصيرية في تاريخ مهنة المحاماة، هذه المهنة التي عاشت أمجادها مع نقباء ورؤساء استقلاليين من المجاهد امحمد بوستة مرورا بالرئيس محمد عبد الهادي القباب إلى الأمين العام النقيب عباس الفاسي شفاه الله تعالى وغيرهم. ولا أظن أنك و انت سبط الزعيم الراحل علال الفاسي ستنأى عن مواصلة المسير للذود و الدفاع عن زمرة الدفاع حاملي البذلة السوداء، الذين كانوا دائما في طليعة الحزب و كان الحزب دائما وراء نضالاتهم و دفاعهم عن الحقوق و الحريات وعن دولة القانون”.
وخاطب الأستاذ الطرابلسي نزار بركة قائلا “الأخ الأمين العام، لا أشك في وعيك بخطورة وحساسية المرحلة، كما لا أشك في مدى قدرتك واستعدادك للاهتمام بالموضوع والمساهمة في إيجاد الحلول، وسنكون فرادى و جماعة في رابطة الحزب لهذا القطاع، دعما و سندا لأي مبادرة تخدم مصلحة المهنة و من ورائها مصلحة الحزب. الذي نؤمن يقينا أنه لن يتخلى عن المهنة ورسالتها مهما كان الثمن. ولن يتوانى عن مواصلة الدفاع عن الشعب المغربي بكل أطيافه”.
وأضاف “الأخ الأمين العام، لازالت أمامنا فرصة الغرفة الثانية والقراءة الثانية وهي فرصة ذهبية أمامنا للقيام بالواجب الوطني في مواجهة هذه المحنة، وللتصدي لهذا الاحتقان المهني، ولإثبات وطنية الحزب في معالجة الأزمات. أخاطب فيك الأخ الأمين العام وطنيتك، ومسؤوليتك، ونضاليتك، و غيرتك الحزبية، وإيمانك بالقيم الإنسانية، وأتمنى ألا تخلف الموعد مع التاريخ”.