محمد الخوى
بملعب “أحمد بن علي” المونديالي بالريان وأمام حضور 45032 متفرجا، أغلبه من جمهور منتخب “التانغو”، قاد النجم العالمي والعميد “ليونيل ميسي” منتخب بلاده إلى تحقيق فوز صعب، مساء اليوم، على منتخب أستراليا بهدفين لواحد، في مباراة ممتعة ومثيرة شدت الأنفاس إلى أن أعلن الحكم البولوني “سيمون مارسينياك عن نهايتها في الدقيقة 97.
هذا الانتصار المهم، خول للمنتخب الأرجنتيني التأهل لدور ربع النهاية، حيث سيلاقي المنتخب الهولندي في مباراة ستحيي بكل تأكيد نوستالجيا و ذكريات كثيرة عن مبارياتهما السابقة.
الشوط الأول من هذه المباراة كان نوعا ما رتيبا، وغلبت عليه الحيطة و الحذر والخوف من تلقي هدف مباغث قد يبعثر أوراق مدربي المنتخبين، إلى أن سجل النجم “ليونيل ميسي” الهدف الأول لمنتخب بلاده، وهو بالمناسبة الهدف رقم 94 له ضمن منتخب الأرجنتين و هدفه رقم 789 في 1000 مباراة خاضها في مشواره الكروي حتى الآن.
أما في الشوط الثاني، فقد كان مغايرا تماما لما سبقه، حيث تميز بالإثارة وبالفرجة وبالإندفاع وبالندية القوية، خاصة، بعدما سجل المنتخب الأرجنتيني هدفه الثاني بواسطة اللاعب “جوليان الفاريز” في الدقيقة 57، وهو ما أخرج المنتخب الأسترالي من قوقعته والتخلي عن أسلوبه الدفاعي المحض، ليبدأ في شن هجومات متكررة أوصلته إلى مربع المنتخب الأرجنتيني مرات عديدة وكاد أن يسجل في مرماه بواسطة اللاعب “عزيز بيهيش”، إلى أن تأتى له ذلك في الدقيقة 77 بعدما اصطدمت كرة أسترالية قوية من رجل اللاعب “كريغ غودين” بوجه اللاعب الأرجنتيني “أنزو فيرنانديز” لتحول الكرة من وجهتها وتستقر في مرمى الحارس الأرجنتيني “إيميليانو مارتينيز”. هذا الهدف حرر المنتخب الأسترالي أكثر، وأعاد للاعبيه الثقة في أنفسهم وفي مؤهلاتهم وفي إمكانياتهم، ودفعهم للبحث بقوة عن تحقيق هدف التعادل، وهو ما ترك أيضا فراغات كثيرة في دفاعهم لم يستغلها المنتخب الأرجنتيني بالشكل الجيد من أجل حسم نتيجة المباراة بصفة نهائية، خاصة، بعدما كاد البديل في المنتخب الأسترالي اللاعب “غارانغ كول” من أن يصعق كل الأرجنتين في الدقيقة 97 بهدف تعادل قاتل كان سيدخل الفريقين في الأشواط الإضافية.
وخلاصة القول، فقد تم احترام منطق كرة القدم اليوم في مباراتي هولندا ضد الولايات المتحدة الأمريكية و الأرجنتين ضد أستراليا، مع تسجيل أن المنتخبين المنهزمين خرجا مرفوعي الرأس من هذه الكأس، و ستعطيهما هاته المشاركة المشرفة دروسا وعبرا كثيرة للاستفادة منها من أجل أن يكونا في الموعد العالمي لسنة 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.