طالب مجموعة نشطاء البيئة بالمضيق جميع الجهات المسؤولة، وخصوصا عمالة المضيق الفنيدق وجماعة المضيق، باتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة باستعادة مرجة “اسمير” كمنطقة محمية ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية “SIBE”، مع تعزيز واحترام تصنيفها كمحمية “رامسار”، وتوفير الحماية الوطنية والدولية لهذا التراث الطبيعي المتميز والنادر.
واستنكر النشطاء، في بيان أصدروه بمناسبة تخليدهم لليوم العالمي للمناطق الرطبة تحت شعار “حان الوقت لاستعادة مرجة اسمير”، تكالب لوبيات العقار على منطقتهم التي كانت تتوفر على إحدى المناطق الرطبة ذات الأهمية الإيكولوجية والبيولوجية القصوى، تتمثل في مرجة “اسمير”، التي كانت تمتد على مساحة 200 هكتار، محتضنة تنوعا بيولوجيا حيوانيا ونباتيا، يشمل 50% من مجموع أنواع نباتات المناطق المتوسطية الرطبة بالمغرب، وهو ما جعل المخططات المديرية، سواء للمناطق المحمية بالمغرب، أو للتهيئة الحضرية للساحل السياحي التطواني، يصنفانها سنة 1996 ، إلى جانب “كدية الطيفور” كمناطق محمية ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية “SIBE”، على حد قولهم.
وأشاروا إلى أن ما وصفوه بالمنظور الضيق والقاصر للتهيئة والتعمير، وجشع اللوبيات العقارية المهيمنة وتهافتها على الربح السريع، وادعاءات تحقيق تنمية سياحية وقطب سياحي وازن، حولت تلك المنطقة الساحلية المتوسطية إلى سياحة نخبوية ومنازل ثانوية تظل، بحسبهم، فارغة معظم شهور السنة، دون أية فوائد اجتماعية واقتصادية على مستوى مناصب الشغل وتحسين معيشة الساكنة المحلية، ودون اكتراث بالأهمية البيئية القصوى التي تشكلها هذه المناطق الرطبة على مستوى تعزيز التنوع البيولوجي، وتجديد إمدادات المياه، وتخزين الكربون، والتخفيف من آثار الفيضانات والعواصف، وكذا تطوير السياحة البيئية وتحسين سبل العيش وجودة الحياة.
ودعا نشطاء البيئة إلى توضيح ما راج بشأن صدور أحكام قضائية بطرد الشركة السياحية المسؤولة عن المشروع العقاري المقام في مرجة “اسمير”، وكذا بشأن بروز مشروع” تهيئة مرجة اسمير” ضمن العديد من الوثائق الرسمية والبرامج التنموية، بدون معلومات تفصيلية تؤكد وجود إرادة حقيقية لاستعادة المرجة سالفة الذكر.
كما طالبوا الوكالة الوطنية للمياه والغابات بالعمل على أن تشمل خططها الجهوية والمحلية التشاركية المعلنة، المناطق الرطبة بعمالة المضيق الفنيدق، مع إشراك الشركاء المؤسساتيين وفعاليات المجتمع المدني في تنفيذ وتنزيل تلك الخطط والبرامج.
وأعرب النشطاء عن استعدادهم التام بما يتوفر لديهم من خبرات علمية وإرادة للعمل التطوعي الميداني، من أجل استعادة مرجة “اسمير”، وإعلان غابة “كدية الطيفور” محمية طبيعية وطنية، داعين كل فعاليات المجتمع المدني والبيئي بعمالة المضيق الفنيدق وإقليم تطوان، لتنسيق الجهود من أجل تحقيق كل هذه الأهداف المتعلقة بالمناطق الرطبة والمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
تعد غابة كدية الطيفور إلى جانب جبل موسى و مرجة اسمير من أهم المجالات الطبيعية التي تضفي على عمالة المضيق الفنيدق قيمة مضافة كبيرة تتمثل في كونها تزيد من جمالية المجال الطبيعي الأخضر إلى جانب الشمس و الرمال الذهبية و زرقة مياه البحر، و هذا ما يجعل عرض هذا المنتوج السياحي بالمنطقة يحظى باعجاب كبير من طرف السائح المغربي و الأجنبي. و هذا ما يبرر ضرورة الحفاظ عليها و حمايتها من التسلط المتوحش للوبيات العقار التي تسعى إلى تدمير البيئة لتحقيق الربح السريع.