اعبي إبراهيم
تفاقمت أزمة المياه بالعديد من قرى الجنوب الشرقي بعد جفاف عشرات الخطارات التقليدية التي يستعملها السكان لسقي الواحات، في ظل توالي سنوات الجفاف التي أدت إلى تراجع منسوب الفرشة المائية الباطنية.
الحكومة أعلنت في وقت سابق عن إعادة تأهيل مدارات الري الصغير والمتوسط بهدف صيانة المعدات وخلق فرص عمل من خلال تطوير وتأهيل السواقي ومآخذ المياه التقليدية والخطارات، وخصصت لذلك ميزانية لتنفيذ المشروع.
وفي الوقت الذي يتشبث فيه البعض بإعادة العمل بالخطارات باعتبارها حلا من الحلول الآنية لمواجهة معضلة ندرة المياه يؤكد البعض الآخر أنه يصعب إحياؤها بفعل استنزاف المياه الجوفية بالمنطقة إلى جانب انعدام مياه الأمطار.
ومع ذلك، تدعو الفعاليات البيئية المهتمة إلى إعادة تشغيل تلك الخطارات من خلال إحداث ثقوب مائية مجهزة بها وبناء شبكة هدرومائية بغرض عقلنة استعمال المياه حيث ترهن عملية الإحياء بتوفر إمكانية تمديدها في اتجاه منابع المياه.
وتعرف جهة درعة تافيلالت خصاصا كبيرا في المياه الجوفية والسطحية بفعل توالي سنوات الجفاف من جهة ونهج سياسات زراعية تستهلك كميات ضخمة بالمياه من جهة ثانية لا سيما بزاكورة.
ومن أجل الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي، طالب عدد من الباحثين المغاربة بمنع حفر الآبار بالمناطق القريبة من الواحات للحفاظ على هذه التقنية في منظومة السقي، وتشييد مجموعة من السدود التلية قرب منابع الخطارات
ويواجه نظام الخطارات خطر الاندثار بالجهة في حال لم يتم اتخاذ تدابير مستعجلة نظرا لتفاقم إشكالية ندرة المياه التى تهدد هذا النوع من التراث المائي الفريد من نوعه بالجهة.
وتعتبر الخطارات جزء لا يتجزأ من النظام الواحي بالمنطقة لكنها أصبحت مهددة بالاختفاء في ظل التغير المناخي الحالي، وكذا استهلاك المياه بشكل معقلن من طرف الضيعات الزراعي.
وبما أن السلطات المحلية في مختلف أقاليم جهة درعة تافيلالت لا تتوفر على استراتيجية واضحة المعالم للحفاظ على الخطارات، فإنه حان الوقت للقيام بدراسات تقنية جديدة لإعداد البدائل التي من شأنها إحياء الخطارات القديمة بالقرى والمداشر التى كانت تعتمد على الخطارات كنمط زراعي ساهم في حفظ الأمن المائي لهذه المناطق ذات المناخ الصحراوي.