نظمت وزارة الثقافة القطرية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوة تحت عنوان «معالم القوامة في تحصين الأسرة».
وشاركَ في الندوة، كلٌّ من المفكر والأكاديمي المغربي الدكتور البشير عصام المراكشي أستاذ الشريعة الإسلامية، والدكتور شافي الهاجري الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر.
وتناول الدكتور البشير عصام المراكشي مفهوم القوامة، موضحا أنها حق الرجل على المرأة أعطاه الله بمقتضى قوله تعالى: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»، سورة النساء 34، مشيرا إلى أن المراد بالقوامة: هو القيام على أمر النساء والرعاية وتلبية مطالب الحياة، وتعني حديثا المسؤولية.
وشدد المراكشي على أن القوامة لا تعني القهر والاستبداد بالرأي، فهي لا تزيد على أن للرجل بحكم أعبائه الأساسية ومسؤولياته وبحكم تفرغه للسعي على أسرته والدفاع عنها والإنفاق عليها أن تكون له الكلمة الأخيرة بعد مشورة أهل بيته فيما يحقق المصلحة له ولأسرته، فهي بذلك تكليف لا تشريف، وضابطها التعامل في نطاق الأسرة بما يُحقق السعادة لها في حدود شرع الله.
وأوضح أن القوامة جاءت وفقا للآية الكريمة لأمرين، أحدهما وهبي والآخر كسبي، فقال: (بما فضل الله بعضهم على بعض)، بسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء، بكمال العقل وحسن التدبير، ومزيد القوة في الأعمال والطاعات، ولذلك خُصوا بالنبوة والإمامة والولاية وغير ذلك، والثاني هو الكسبي وهو المقصود في قوله تعالى: «وبما أنفقوا من أموالهم» من مهر ونفقة، مؤكدًا أن القوامة هي المسؤوليَّة لقيادة الأسرة، فالرجل أشد حزمًا وأمهر في القيادة ويحكم العقل أكثر من العاطفة، مُشيرًا إلى أنَّ كلمة بعض المذكورة في الآية الكريمة تعني أن بعض النساء قد تكون أكثر حزمًا ومهارة من الرجال.
من جهته، قالَ الدكتور شافي الهاجري الأستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر: إنَّ إقرار الإسلام للقوامة جاء للحفاظ على الأسرة التي هي لبنة المُجتمع الأولى، وأنها بمثابة المؤسسة التي تحتاج إلى قائد، فالرجل هو رُبَّان السفينة ما دام لم يخرج عن الضوابط الشرعية؛ لأنَّ عقد الزواج ميثاق قائم على كتاب الله، مُشيرًا إلى أنَّ الادعاء بأن البعض ليس على مستوى القوامة فإن الرد بأن الشخص الذي لا يلتزم بحدود الله هو غير قيّم على نفسه وعلى أهله.
وأضافَ الهاجري: إنَّ الأسرة التي تعتمد القوامة هي التي تقوم على التكامل بين المهام، فالزوجة لها وظيفتها ودورها والرجل له دوره، مؤكدًا أن إقرار قواعد الشريعة يُساهم في استقرار الأسر، حيث إنَّ الحق سبحانه وتعالى هو الذي أرسى قوانين هذا البناء الأسري، مُشددًا في الوقت ذاته على رفض الدعوات الهدامة من قبيل علمنة أفكار المرأة بشتّى الوسائل واتّخاذ الإعلام العلماني وسيلة لتحطيم كيان الأسرة المُسلمة، داعيًا إلى تكاتف جهود كلّ المؤسّسات من الأسرة إلى المسجد إلى المدرسة، إلى الجامعة، حتّى تعود الأسرة المُسلمة إلى نبعها النّقي الصافي، ومن هذا المُنطلق نستطيع أن نقضي على كثيرٍ من الآفات الاجتماعيّة في المُجتمع.