*رشيد زرقي*
سجلت الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي باستياء شديد ما وصفته بتملص فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من وعودها السابقة بصياغة خارطة طريق لإنقاذ القطاع والمساهمة في إنقاذه من الإفلاس، وقالت في هذا السياق، إن الوزيرة أصبحت تتعمد تهميش القطاع وإقصائه من الاجتماعات التي تعقدها مع مهنيي السياحة، كما وقفت الفيدرالية على عدم وفاء وزير النقل واللوجيستيك لوعوده للفيدرالية وعدم تفعيل الاجتماعات الدورية، في حين يصر رئيس الحكومة، تضيف الهيئة نفسها، على التعامل مع قطاع النقل السياحي بسياسة الآذان الصماء وعدم الرد على أي من المراسلات التي وصلته منذ تعيينه إلى يومنا هذا.
وأعربت الفيدرالية في بيان لها عن استنكارها الشديد للإقصاء والتجاهل الذي يتعرض له القطاع من طرف الحكومة، ودعوتها إلى فتح الأبواب أمام الحوار قبل أن يجد القطاع نفسه مضطرا إلى العودة إلى الشارع مرة أخرى لإسماع صوته.
وأكد نفس البيان فقدان القطاع للقدرة على مواصلة العمل بسبب غلاء أسعار المحروقات وهزالة المساهمة المقدمة من طرف الحكومة، مما جعل المقاولات مضطرة للاشتغال بخسائر ودون أرباح.
وعبرت الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي عن تشبثها بالمقترح الذي قدمته في محطات سابقة، بتحمل الدولة لقيمة الديون المتراكمة على قطاع النقل السياحي عبر تمويلها من إحدى الصناديق العمومية لتحرير المقاولات من قبضة شركات التمويل، وإعادة جدولة قيمة الدين بقيمة مقدور عليها تؤديها مقاولات القطاع ابتداء من أجل معقول لفائدة الصندوق الداعم دون فوائد، وذلك من أجل إعادة الثقة في الاستثمار، وتشجيع الشباب لولوج المبادرة الحرة.
وأعلن مهنيو القطاع رفضهم المطلق لفرض فوائد عن تأخير سداد الديون لفترة الجائحة، ولكافة أشكال التلاعبات التي تحاول بعض شركات التمويل القيام بها لإجبار المقاولات على الأداء قبل الموعد المحدد في القرار الحكومي في 1 يناير 2023، محملين الحكومة وبنك المغرب والقطاعات الوزارية المعنية المسؤولية الكاملة في حماية مقاولات النقل السياحي من جشع بعض شركات التمويل التي تسعى لامتصاص دم القطاع ولو على حساب الحفاظ على مناصب الشغل واستمرار عمل المقاولات، على حد تعبيرهم.
ودعت الفيدراليةً الحكومة إلى إيجاد حل عاجل لأزمة غلاء المحروقات والارتفاع المتواصل في أسعارها، ومراجعة قيمة المساهمة الهزيلة المخصصة لقطاع النقل السياحي، وتسريع إيجاد حل للشركات والمركبات المقصية من المساهمة بسبب مشاكل التقنية في المنصة.
وأكدت الهيئة ذاتها أن الأسعار التي وصلت إليها المحروقات أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار مقاولات النقل السياحي، وتعميقا لأزمة القطاع الذي أصبح يشتغل بدون أرباح بسبب ارتباط المقاولات بعقود وحجوزات سابقة، وهو ما يحول دون الاستفادة من استئناف النشاط السياحي ويحد من فعالية برامج إنعاش القطاع.
واستغرب مهنيو النقل السياحي صمت الأحزاب السياسية والفرق والمجموعات البرلمانية التي لم تتجاوب مع مطالبنا ودعواتنا لها بالترافع على ملف النقل السياحي داخل قبة البرلمان.
وأعلنت الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب استعدادها لخوض احتجاج جديد أمام مقر وزارة السياحة وباقي القطاعات الوزارية المعنية، في حال استمرار إقصاء القطاع من برامج إنعاش السياحة والحملات الترويجية والاجتماعات الرسمية، وفي حال التماطل في الوفاء بمخرجات اجتماع 7 دجنبر 2021 وعدم تنزيل القرارات المرتبة عنه، مؤكدة عزمها مواصلة النضال عن كرامة القطاع بكل الوسائل القانونية، إلى حين الاستجابة لجميع المطالب المشروعة.