المساء 24
يصادف الخميس 21 سبتمبر اليوم العالمي لمرض الزهايمر الذي يتسبب بفقدان تدريجي للذاكرة، ويطول أكثر من 30 مليون شخص في العالم.
يعد هذا اليوم مناسبة لتحفيز الناس على فهم أفضل لمرض الزهايمر، وتعزيز التوعية بأعراضه والوقاية منه والرعاية لمن يعانون منه.
يهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد المتأثرين وكذلك تشجيع البحث العلمي والرعاية الصحية الملائمة، وتحقيقًا لهذه الأهداف، سنستكشف معًا الجوانب المتعددة لهذا المرض وكيفية العناية بالمصابين ورحلتهم نحو الأمل والتحسين.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يُعد مرض الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعا، ومن بين نحو 55 مليون شخص مصاب بالخَرَف على مستوى العالم، يُقدر أن نسبة المصابين بداء ألزهايمر تتراوح بين 60% و70%.
ما هو مرض الزهايمر ومتى اكتشف ؟
الزهايمر هو مرض مزمن يؤثر على الدماغ ويسبب تدهورًا تدريجيًا في الوظائف العقلية، مثل الذاكرة، والتفكير، والتصرف.
و يعد الزهايمر أحد أشكال الخرف،ومن ضمن اعراضه فقدان الذاكرة القصيرة والطويلة الأمد، صعوبة في إجراء المهام اليومية، تشتت الانتباه، وفقدان القدرة على التعلم وفهم المعلومات.
و تتفاقم هذه الأعراض مع مرور الوقت، وتصبح تأثيرات المرض أكثر تأثيرًا على حياة الشخص المصاب وحياة أسرته.
تم الكشف عن مرض الزهايمر لأول مرة في عام 1906 من قبل الطبيب الألماني ألويس ألزهايمر، الذي وصف حالة مرضية في مريضة اسمها أوغستا ديتر والتي كانت تعاني من أعراض شديدة من ضياع الذاكرة وتدهور الوظائف العقلية.
حينها قام ألزهايمر بدراسة تفصيلية لدماغ المريضة بعد وفاتها واكتشف تراكم تشابكات عصبية غير طبيعية وتكتلات أميلويدية في الدماغ، وهي صفات تميز مرض الزهايمر.
الآلية الأساسية لمرض الزهايمر
يعتبر مرض الزهايمر مرضًا عصبيًا مزمنًا يتسم بتدهور تدريجي في الوظائف العقلية والحالة العامة للدماغ.
يبدأ المرض بتكوين تراكمات غير طبيعية من بروتين البيتا أميلويد وتشابكات من البروتين التاو داخل الدماغ.
تؤدي هذه التغييرات البيولوجية إلى تلف الخلايا العصبية وفقدان تواصلها، مما يؤثر بشكل كبير على وظائف الدماغ والتفكير والذاكرة.
الآلية الأساسية لمرض الزهايمر تشمل:
تكون بروتين البيتا أميلويد (Aβ): يتكون بروتين البيتا أميلويد بشكل طبيعي في الجسم، لكنه يتجمع بشكل غير طبيعي ويشكل بلاكات أميلويد خارج الخلايا العصبية في الدماغ.
تكوين التشابكات العصبية (Neurofibrillary tangles):
تتكون التشابكات العصبية من تجمعات غير طبيعية من بروتين التاو داخل الخلايا العصبية، مما يؤثر على تواصل ووظائف الخلايا العصبية.
التلف العصبي وفقدان الخلايا العصبية: يؤدي تكون بلاكات الأميلويد والتشابكات العصبية إلى تلف الخلايا العصبية، وفقدان الاتصالات بينها، مما يؤثر على الوظائف العقلية والذاكرة.
الالتهابات الدماغية: يعتقد بعض الباحثين أن الالتهابات في الدماغ قد تلعب دورًا في تطور مرض الزهايمر أو تفاقمه.
التأثير الوراثي: يوجد عامل وراثي يلعب دورًا في زيادة فرص الإصابة بمرض الزهايمر، خاصةً عندما يكون هناك تاريخ عائلي للمرض.
في وقتنا الحالي يعد البحث عن طرق لعلاج أو تأخير تقدم هذه العمليات البيولوجية الرئيسية هدفًا رئيسيًا للعلماء والباحثين في مجال مرض الزهايمر.
عوامل الإصابة بمرض الزهايمر
الإصابة بمرض الزهايمر قد تتأثر بعدة عوامل، منها:
العمر: يعد العمر عاملاً مهماً، حيث تظهر معظم حالات الزهايمر عند سن 65 أو أكثر، ويصاب نصف الأشخاص الذين يبلغون 85 عامًا أو أكثر بمرض الزهايمر.
العوامل الوراثية (الجينات): هناك بعض الأشخاص الذين يحملون تغيرات جينية نادرة، تؤدي هذه التغيرات الجينية إلى إصابتهم بمرض الزهايمر في سن مبكر، مثل الأربعينات أو الخمسينات.
الوراثة العائلية: وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، مثل الأب أو الأخ، يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر من الرجال، وذلك لأنهن عادة يعيشن لفترات زمنية أطول.
الضعف الإدراكي المعتدل (Mild Cognitive Impairment): يزيد احتمالية إصابة الشخص بالزهايمر إذا كان يعاني من ضعف إدراكي طفيف.
الإصابة برضوض في الرأس:
التعرض لإصابة في الرأس يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
الأسلوب الحياتي والعادات الصحية:
قد يؤدي الخمول وقلة النشاط البدني، التدخين، ارتفاع ضغط الدم ، ارتفاع الكوليسترول ، داء السكري غير المتحكم به بشكل جيد، نقص النشاطات الاجتماعية ، وتناول حمية قليلة من الخضار والفواكه إلى الإصابة بهذا المرض.
أعراض مرض الزهايمر
مرض الزهايمر هو حالة مرضية تتسم بتدهور التفكير والذاكرة بشكل تدريجي، مما يؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية. تظهر الأعراض بشكل أساسي في كبار السن وتتضمن الآتي :
الضعف في الذاكرة: والذي يشمل نسيان المواعيد والأحداث والمحادثات.
تكرار الجمل والأسئلة: وهو حيث يقوم الشخص بتكرار الجمل أو يسأل نفس السؤال بشكل متكرر دون أن يكون مدركاً لذلك.
صعوبة في التعرف على المحيط: مما يؤدي في بعض الحالات إلى ضياع المصاب في أماكن كانت مألوفة له.
الصعوبات في التعبير: والتي تظهر في اختيار الكلمات المناسبة للنطق والكتابة.
مشاكل في القدرة على التفكير: مثل عدم القدرة على إدارة الحسابات المالية للأسرة ومتابعتها.
صعوبة في أداء الأمور اليومية: مثل ارتداء الملابس والاستحمام.
الاكتئاب وتقلبات المزاج: الذي يمكن أن يرافق المريض.
الأوهام: مثل الاعتقاد بأن شيئاً ما قد سُرق دون أن يكون هذا الاعتقاد مبنياً على وقائع.
تغيرات في نمط النوم: والتي يمكن أن تتضمن مشاكل في النوم أو تقلبات في أنماط النوم.
ومن أهم أهداف اليوم العالمي للزهايمر
توعية الجمهور: يسعى اليوم العالمي للزهايمر إلى نشر المعرفة والفهم حول مرض الزهايمر، وذلك لتحسين التوعية العامة حول الأعراض والتأثيرات المترتبة على المصابين بالمرض والمعنيين بهم.
دعم المصابين وأسرهم: يهدف هذا اليوم إلى تقديم الدعم والمساعدة للأشخاص المصابين بالزهايمر ولأسرهم، وتوفير المعلومات والموارد التي تساعدهم على التعامل مع التحديات التي تنطوي عليها مرحلة المرض.
تشجيع البحث العلمي: يشجع هذا اليوم ويدعم البحث العلمي لفهم أفضل لآليات المرض وتطوير علاجات جديدة وفعالة وتحسين رعاية المصابين.
تشجيع التمويل والدعم: يسعى اليوم لزيادة الدعم المالي والتمويل للمشاريع والبرامج التي تعنى بالبحث حول الزهايمر والخرف، وكذلك تحسين الخدمات والدعم للمصابين وأسرهم.
تشجيع السياسات الصحية الفعّالة:
يعمل اليوم العالمي للزهايمر على التأثير في صنع القرارات والسياسات الصحية لتحسين الرعاية والدعم للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر والمجتمعات التي ينتمون إليها.
باختصار، يتعلق اليوم العالمي للزهايمر بزيادة الوعي وتحفيز العمل في مجالات الرعاية، البحث، والتشجيع على مستوى العالم لمكافحة وفهم هذا المرض المدمر.
كيفية العناية بالمصابين و رحلة الامل للشفاء ؟
العناية بالمصابين بمرض الزهايمر تتطلب التفهم والصبر، إليكم بعض الخطوات والنصائح لرحلة العناية بالمصابين وكيفية تشجيعهم :
فهم المرض وتوعية الأسرة
قم بتعلم الكثير حول مرض الزهايمر، أعراضه والتحديات التي يواجهها المصابون وأسرهم.
شارك هذه المعرفة مع أفراد الأسرة والرعاة لضمان فهمهم الصحيح ودعمهم للمريض.
إنشاء بيئة آمنة ومحفزة
جعل المسكن سالمًا ومألوفًا للمصاب.
استخدم علامات وأشياء مألوفة للتسهيل على المريض التنقل والتعرف على محيطه.
توفير دعم اجتماعي
توفير دعمًا اجتماعيًا ودمجًا للمرضى في مجتمعهم، مثل الانخراط في نشاطات اجتماعية محددة.
تقدّيم الدعم العاطفي والمعنوي للمريض بمشاركة الوقت والحديث والاستماع لتجاربهم ومشاكلهم.
تنظيم جدول زمني منظم
أنشئ جدولًا يوميًا يشمل نشاطات منتظمة وممتعة، مما يساعد على تنظيم يوم المريض وتحفيزه.
تحفيز النشاطات العقلية والبدنية
التشجيع على ممارسة التمارين البدنية المناسبة للعمر والحالة الصحية.
تقدّيم أنشطة ذهنية مثل ألعاب الذاكرة والألغاز لتحفيز العقل.
التغذية الصحية
تأكد من توفير وجبات صحية وتشجع على تناول الخضار والفواكه والمأكولات الغنية بالعناصر الغذائية المهمة.
توفير رعاية طبية مناسبة
تأكد من أن المصاب يتلقى الرعاية الطبية اللازمة ويتبع نظام الدواء الموصوف بانتظام.
التعبير عن المشاعر والصدق