المساء24
احتضنت رحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق – الدار البيضاء، أمس وأول أمس، جلسات مناقشة رسائل التخرج لنيل شهادة الماستر في القانون العام والعلاقات الدولية، والتي تقدم بها ثمانية باحثين من الفوج الثالث لماستر القانون الدولي والترافع الدبلوماسي، تحت إشراف الأستاذ محمد بودن، ووسط لجنة علمية تتألف من الأساتذة عز الدين خمريش “رئيسا”، ويونس صبار وهشام خلوق “عضوين”.
وتميزت المواضيع المقدمة بالتنوع والتفرد، مع التزام صارم بالمنهجية العلمية والمزج بين الممارسة الميدانية والبحث الأكاديمي. وقد أشادت اللجنة العلمية بهذه الخصائص في معرض مداخلاتها، التي اتسمت بثراء معرفي وتفاعل رفيع المستوى، عكس نضج الطلبة الباحثين واستيعابهم العميق لقضايا راهنة ومعقدة.
وتناولت الرسائل قضايا بالغة الأهمية، من بينها علاقة الثقافة بالدبلوماسية، حيث ناقش الباحث عبد الرزاق كواري موضوع دور السينما في تعزيز العلامة الوطنية للدول من منظور السياسة الخارجية، من خلال دراسة مقارنة بين المغرب ونماذج عالمية.
أما الباحث رضا زوراق، فقد سلط الضوء على الدبلوماسية الاقتصادية المغربية في ضوء اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF)، بينما تطرقت الباحثة ضحى غانمي إلى المسارات الجديدة لدبلوماسية التكامل والاندماج، واتخذت من المبادرة الأطلسية نموذجا للتحليل.
وفي المجال القانوني الدولي، تناول الباحث عبد الغني أعراب موضوع حصانة المباني الدبلوماسية في ضوء اتفاقية فيينا والتجارب الدولية.
من جهته، انكب الباحث مصطفى فصحي على دراسة الطبيعة الكونية والسيادية لمثلث الغذاء والطاقة والماء، من خلال طرح سؤال الترابط واستعراض الخيارات الممكنة في النموذج المغربي.
أما الباحثة شيماء قصبي، فناقشت إشكالية حجية الاتفاقيات الدولية أمام القاضي المغربي، في حين عالجت الباحثة بشرى حدادي موضوع مسؤولية منظمة الطيران المدني الدولي “ICAO” في تنظيم الملاحة الجوية الدولية من زاوية قانونية دقيقة.
وفي سياق الاهتمام بالتحولات الجيوسياسية الجديدة، تناولت الباحثة ضحى غانمي في رسالتها موضوع المسارات الجديدة لدبلوماسية التكامل والاندماج، حيث اختارت المبادرة الأطلسية كنموذج تطبيقي، محاولة استجلاء أبعادها السياسية والاستراتيجية، ودورها في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
واختتم الباحث مصطفى جوال سلسلة المناقشات برسالة حول مبدأ العقد شريعة المتعاقدين “Pacta Sunt Servanda” في القانون الدولي، مستحضرا تجليات هذا المبدأ في الممارسة الدولية.
وشهدت الجلسات حضورا مكثفا للطلبة والمهتمين، إلى جانب أسر وأقارب الطلبة الباحثين، في أجواء احتفالية علمية عكست رمزية اللحظة، وتكريم مجهودات علمية متميزة.
وفي مشهد لافت، أصر الأستاذ المشرف محمد بودن على أن يناقش أحد طلبته رسالته مرتديا الزي المغربي التقليدي “جلباب وطربوش أحمر”، تأكيدا على رمزية هذا الزي كمكون من مكونات الهوية الوطنية، ولكونه لباسا رسميا يحضر في افتتاح الدورات البرلمانية والمناسبات الدبلوماسية، كما أنه كان جزءا من المشهد الجامعي المغربي منذ تأسيس جامعة محمد الخامس سنة 1957، في ربط بين أصالة الماضي وراهنية الحاضر.

مسيرة موفقة للأستاذ مصطفى جوال ولي جميع طلاب الآخرين وشكر للأساتذة الدين صهرو على تنضيم هدا الحفل