استنكر فاعلون جمعويون ما وصفوها بعملية “الإعدام” التي طالت مساحات كبيرة من الأشجار لإنجاز مشروع “مزرعة الطاقة الرياحية” بمنطقة جبل الحديد التي تقع على بعد 25 كلم شمال شرق إقليم الصويرة، والذي سينتج 600 جيغاواط ساعة سنويا.
وقال مهتمون بالشأن البيئي إن مكان المشروع عرف ارتكاب “مجزرة” في حق الغابة التي توجد في عين المكان، وتدمير مساحات كبيرة تقدر بالهكتارات من الأشجار بشكل فج يوحي بشبهة ممارسات غير قانونية قد تحيل مرتكبيها للمساءلة القضائية في حال فتح تحقيق من طرف الجهات المسؤولة.
وأشار الناشطون أن الشركة صاحبة المشروع قد استفادت من تواجد منطقة المشروع فوق جبل غير آهل بالسكان وبعيد عن أنظار السلطات وعيون المجتمع المدني والصحافة مما جعلها تقوم بإعدام مساحات كبيرة من الأشجار بدم بارد، على حد تعبيرهم.
وأضافوا في تصريحات متطابقة “نحن لسنا بطبيعة الحال ضد الطاقات النظيفة، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب الغطاء الغابوي لبلادنا بصفة عامة، واقليم الصويرة بصفة خاصة”.
وجدير بالذكر أن مشروع مزرعة “رياح جبل الحديد” بإقليم الصويرة، والذي فازت به مجموعة “Nareva Holding – Enel Green Power”، المرتبطة بالشركة المصنعة لتوربينات الرياح “Siemens Gamesa Renewables (ألمانيا)”، في عام 2016، بالمناقصة الدولية لتطوير وتصميم وتمويل وبناء وتشغيل وصيانة برنامج الرياح المتكامل بقدرة 850 ميجاوات، سيحشد استثمارا يبلغ حوالي 2.8 مليار درهم، ومن المقرر تشغيله التدريجي من النصف الأول من عام 2023، وسيوفر إجمالي إنتاج الكهرباء المتوقع لبرنامج الرياح المتكامل بقدرة 850 ميجاوات حوالي 2،380،000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وهو ما يعادل استهلاك مدينة بحجم الدار البيضاء، باعتباره مكونا مهما في الاستراتيجية الوطنية للطاقة، التي تهدف إلى تحقيق 52٪ من الطاقة الكهربائية المركبة القائمة على الطاقة المتجددة.