استنكر المكتبان الوطنيان للنقابة الوطنية للتعليم “CDT” والجامعة الوطنية للتعليم “FNE”، بشدة، ما وصفاه بالتطبيع التربوي.
وقالا في بلاغ مشترك “بالرغم من الرفض الشعبي المطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري، يأبى المغرب إلا أن يمعن في الارتماء بين أحضان الصهيونية، حيث يحتضن فعاليات مؤتمر من تنظيم N7، وهي شراكة بين المجلس الأطلسي ومؤسسة جيفري إم. تالبنز، خاص بالتعليم والتعايش بين 5 و7 دجنبر2022 بالرباط، وبمشاركة كل من السودان والأردن والبحرين والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، بهدف إظهار فوائد التطبيع لمواطني المنطقة، والخروج بتوصيات سياسية قابلة للتنفيذ لحكومة المنطقة، من شأنها زيادة التعاون وتعزيز مع الكيان الصهيوني المجرم، حيث تسعى الأنظمة المطبعة إلى تبرير ذلك بأهمية المكانة الاقتصادية والسياسية لهذا الكيان الاستعماري العنصري”.
وأعرب موقعا البلاغ، الذي توصل المساء24 بنسخة منه، عن مناهضتهما لأي شكل من أشكال التطبيع الممارس مع “كيان الأبارتايد”، وعلى رأسها التطبيع التربوي عبر التعليم والمناهج التعليمية، لخطورته الشديدة على وعي الطلاب وأبناء الشعب المغربي، والذي يتم تمريره من خلال قيم التسامح والتعايش في محاولة للتأثير مستقبلاً على وعيهم الجمعي، على حد تعبيرهما.
وجددت النقابتان رفضهما القاطع لأية محاولة تستهدف تغيير ثوابت القضية الفلسطينية، أو الاعتراف ب”الاحتلال والتطبيع معه”، واعتبرا التطبيع تسهيلا لسيطرة “الكيان الصهيوني” مستقبلاً على ثروات المنطقة وشعوبها، وسعيا لإتمام مشروعه “الاستعماري التوسعي”، وما يتلو ذلك من مخاطر على الأجيال القادمة، على حد قولها.
وأكدا أن “التطبيع هو محاولة لكي يصبح الكيان الصهيوني كياناً طبيعياً في المنطقة، ومحاولة كذلك للتستر على مئات المجازر التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وتشريده من أرضه، والالتفاف على حقه في العودة إلى وطنه فلسطين”.
وأضاف المكتبان الوطنيان للنقابة الوطنية للتعليم “CDT” والجامعة الوطنية للتعليم “FNE” أن عملية “التطبيع” في المناهج الدراسية هي جزء من مظاهر عديدة لمحاولة التطبيع تحت مبرر نشر ثقافة التسامح والتعايش، فيما تكرس المناهج التعليمية الصهيونية الكراهية المطلقة للعرب.
وشددا على مواجهة هذا “الاختراق التطبيعي” وحماية الأجيال الناشئة، وعبرها حماية المجتمع، عبر نشر ثقافة الوعي المضاد، وفضح كل الخطوات التطبيعية وكشف تهافتها وإبراز الطابع “الاستعماري والعنصري للكيان الصهيوني” في تعامله مع تلاميذ وأطفال فلسطين، والتعريف ببرامجها التعليمية المعادية للعرب والمسلمين قصد تفنيد ادعاء نشر ثقافة التسامح والتعايش.
كما طالبتا وزارة التربية الوطنية بالكف عن ما أسمياه العبث بالمقررات الدراسية وبالحياة المدرسية، وبإشراك النقابات التعليمية في كل ما يتعلق بتعديل المناهج والبرامج الدراسية حماية للأجيال القادمة من مخاطر تزييف الوعي وتشويه الشخصية المغربية.
ودعت النقابتان كل القوى الحية بالمغرب إلى مواجهة “التطبيع بكل أشكاله وحماية الأجيال وفضح كل المطبعين في المجال التربوي، بإعداد لائحة عار سوداء تشير إليهم وتؤرخ لخذلانهم، واستغلال كل المناسبات للتعريف بالقضية الفلسطينية في المدارس والمؤسسات التربوية”.