تواصل الأحزاب السياسية المغربية إستنكار استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد للرئيس المزعوم للجمهورية الوهمية، على هامش انعقاد الدورة الثامنة لقمة طوكيو للتنمية الإفريقية (تيكاد) المنعقدة بتونس، معبرة عن إدانتها لهذه الخطوة، التي تجعل تونس تخرج عن الحياد الذي التزمت به في هذه القضية، و تنحاز، بشكل سافر، لأطروحة الجزائر.
وعبرت الأحزاب المغربية في بلاغات لها أو في تصريحات لأمنائها العامين عن استنكارها الشديد لما أقدم على الرئيس التونسي، الذي يشكل انقلابا على أواصر الصداقة والأخوة التي جمعت، دائما، بين الشعبين.
وقال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في تدوينة على “فيسبوك”، إن تصرف سعيّد “يَخْرِقُ بشكلٍ بليغ العلاقات التقليدية المتميزة والمتينة التي لطالما ربطت تونس والمغرب وشعبيهما منذ ما قبل الاستقلال”.
وأدان ، بشدة، الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها الرئيسُ التونسي، باستقباله للرئيس المزعوم للجمهورية الوهمية، في سلوكٍ عدائي، خطير ومرفوض، يَخْـــرِقُ بشكلٍ بالغ العلاقات التقليدية المتميزة والمتينة التي لطالما ربطت تونس والمغرب وشعبيهما منذ ما قبل الاستقلال. وهو سلوك أخرق يجسد مساساً سافراً بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وبالمشاعر الوطنية لكافة الشعب المغربي، وستكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين، وفق قوله.
وأضاف نبيل بنعبد الله “إنَّ هذا التصرف الأرعن للرئيس التونسي يُشكل حَلَقةً أخرى في مسار الانحراف الشعبوي الذي أدخل إليه تونس، في معاكَسةٍ تامة للتطلعات الديموقراطية القوية التي عبر عنها الشعب التونسي أثناء الربيع العربي. ومن الواضح أنَّ الرئيس التونسي اتخذ هذا القرار، وأرفقه بأشكال بروتوكولية زائدة وموغلة في الاستفزاز، خاضِعاً في ذلك لتأثيراتِ بلدٍ جار كَسَرَ، بمعاداته الممنهجة للمصالح الوطنية لبلادنا منذ عقود، طموحاتِ شعوب المغرب الكبير نحو الوحدة والتكامل.ولا يسعنا، في حزب التقدم والاشتراكية، سوى أن نساند المواقف والإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية، وستتخذها، دفاعاً عن وحدتنا الترابية وسيادة بلادنا”.
من جهته استنكر حزب الاصالة والمعاصرة ما قامت به الرئاسة التونسية ، مؤكدا أن الموقف لا يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين
وتعليقا على استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية ، قال نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة سمير كودار؛ “إن ما قامت به الرئاسة التونسية لا يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية تونس”.
وأضاف كودار، في تصريح لبوابة حزبه “بام .ما”، “الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين هو فعل غير مسبوق يؤكد بوضوح النهج الذي اختارته تونس، والمبني على مضاعفة المواقف السليية المستهدفة للمغرب ومصالحه العليا”، مبرزا أن اختيارات وتصرفات الرئاسة التونسية لم تترك للمملكة المغربية سوى اتخاذ خطوات دبلوماسية أولها مقاطعة قمة “تيكاد” منتدى التعاون الياباني الإفريقي.
وأردف نائب الأمين قائلا “الشعب التونسي يعلم جيدا عمق الاخوة والمودة التي تكنها المملكة المغربية لتونس وشعبها، وهو الشيء الذي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يعبر عنه في عدة مناسبات”، مشددا على أن جلالة الملك كان دقيقا وواضحا، بخصوص مواقف البلدان الشريكة والصديقة إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة.