يعتزم العالم المغربي المتخصص في بطاريات الليثيوم، رشيد اليزمي، تقديم براءة اختراع شاحن لا يستغرق سوى 5 دقائق لشحن البطارية.
وقال اليزمي في تصريح صحفي ، إن التجارب الأخيرة التي قادها برفقة فريقه -المستقر في سنغافورة- توصلت إلى شحن بطارية الليثيوم في 5 دقائق.
وتُعد هذه المدة أقل بنسبة 17% من التوقيت السابق الذي سجله العالم ذاته قبل عام تقريبًا، عندما وصل إلى مدة 6 دقائق.
وأوضح اليزمي أن التقنية الجديدة تعتمد على تدبير لتيار الكهرباء في البطارية بدل التركيز على ضغطها الكهربائي، وهي التقنية المسماة “الفولت غير الخطي”.
وأضاف أن الأبحاث الأخيرة حطمت الرقم القياسي في الشحن، بعد أن نجحت التجارب في شحن بطارية ليثيوم في 5 دقائق.
وأكد اليزمي أن تقنية الشحن الجديدة ملائمة لجميع بطاريات الليثيوم، من بطاريات الهاتف الذكي إلى بطاريات سيارات تسلا.
ولد اليزمي في مدينة فاس عام 1953، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، وبدأ حياته الجامعية في جامعة “محمد الخامس” في العاصمة المغربية، الرباط، قبل أن يغادرها عام 1972 نحو فرنسا، لبدء رحلة عملية جديدة كانت مقدمة لسطوع نجم المخترع المغربي في العالم.
وفي بلاد نابوليون، التحق الشاب الطموح بالأقسام التحضيرية التي أهلته بعدها للتخصص في هندسة الكيمياء بمعهد “غرونوبل للتكنولوجيا” حيث تابع دراساته العليا حتى نال شهادة الدكتوراه في الكيمياء عام 1985 من المعهد ذاته.
هذا الاختراع دفع العديدين لوصف المخترع المغربي بـ “أب بطاريات الليثيوم”.
أبحاث علمية مرموقة وبراءات اختراع في مجال الكيمياء، أهّلت المخترع المغربي لأن يكون واحداً من أبرز الباحثين في “المعهد الوطني للبحث العلمي” في باريس، ومديرا للبحوث فيه بين عامي 1998 و2007.
إلى جانب ذلك، عمل اليزمي في جامعات دولية مرموقة في عدد من دول العالم، كجامعة “كيوتو” اليابانية ومعهد “كاليفورنيا للتقنية” (كالتك) الأمريكي.
كما تعاون في مجال البحث مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، في برنامج يهدف لإرسال مركبات فضائية تعمل بالبطاريات القابلة للشحن إلى كوكب المريخ. وتُوّجت تلك البحوث عام 2005، بإرسال مركبة إلى المريخ تستعمل بطاريات ليثيوم تشحن بالطاقة الشمسية، لأول مرة. وفي عام 2010، استقر اليزمي في سنغافورة، مديراً للبحوث في الطاقة المتجددة بجامعة “نانيانغ” للتكنولوجيا.
المسيرة العلمية الحافلة للعالم المغربي، تخللها نيل أكثر من 120 براءة اختراع في الكيمياء، إضافة إلى نشره أكثر من 200 بحث علمي في مجلات علمية مرموقة.
إلى ذلك، تقلد اليزمي أوسمة وجوائز عالمية ومحلية، من أبرزها وسام “جوقة الشرف” ? في فرنسا، والوسام الملكي للكفاءة الفكرية من ملك المغرب. كما نال في 2014 جائزة “دريبر” التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية للهندسة في العاصمة واشنطن.
وفي 2016، تم تكريم المخترع المغربي من قبل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، بأعلى درجة تكريمية يمكن للحكومة الفرنسية منحها للمخترعين.
وعلى رغم بلوغه الـ68 من العمر، ما زال اليزمي ينكب على إجراء بحوثه، بلا كلل، علّها تتوج بإنجازات علمية في المستقبل القريب.