رضا سكحال
شكل إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة بطائرة دون طيار ضربة موجعة للتنظيم المتطرف، إذ تعد أكبر صفعة تلقاها القاعدة بعد استهداف زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، مات “بن لادن” ومات “الظواهري” لكن القاعدة لم تمت بعد.
تبنى التنظيمات الإرهابية بالإضافة إلى السمع والطاعة على فلسفة الانتقام الحاضرة بقوة داخل كل ذات إرهابية، فسيكولوجية التطرف تنبع من الانتقام من أي شيء ومن كل شيء، لهذا فالعالم سيكون على المحك بسبب تداعيات مقتل زعيم القاعدة، وعلى حسب استراتيجية من سيخلف زعيمهم الراحل، إلا إذا حدث انقسام بالبيعة الذي من شأنه أن يضعف التنظيم أكثر، وهذا وارد.
من سيخلف الظواهري على رأس القاعدة؟
سؤال يؤرق الاستخبارات الأمريكية والعربية، خصوصا منها المصرية، المغربية، والجزائرية، قد يطرح القارئ سؤال لماذا؟
الإجابة تكمن في كون الأسماء المتداولة من طرف تقارير الاستخبارات الأمريكية ينتمون لهذه الدول الثلاث، مما يجعل هذه الدول ترفع مؤشر اليقظة الأمني استعدادا لأي طارئ من شأنه أن يعكر أمنها الترابي.
المصري محمد صلاح الدين زيدان
يلقب “بسيف العدل” من مواليد عام 1960 في المنوفية، عمل كضابط سابق في القوات الخاصة المصرية، وهو أحد أبرز القادة العسكريين في القاعدة، ويعتبر مسؤولها الثالث تنظيميا.
هذا وتعرض الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومة تفضي إلى اعتقاله أو استهدافه، وتجدر الإشارة إلى أن “محمد صلاح الدين” كان متهما بالاشتراك في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات سنة 1981، اكتسب خبرة في القتال بعد انظمامه (للمجاهدين) إبان الصراع السوفياتي الأمريكي حول أفغانستان.
وتشير بعض التقارير الأمنية أنه ساعد في التخطيط لتفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام سنة 1998، أسندت إليه مهمة تدريب المقاتلين باعتباره ضمن وحدة حراس بن لادن.
يزيد مبارك الملقب بـ”أبوعبيدة يوسف العنابي”
وهو مواطن جزائري ذو 53 سنة بويع أميرا “للقاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي سنة 2020، يكن العداء لفرنسا، إذ سبق أن ظهر بشريط فيديو سنة 2013 يدعو فيه إلى شن هجمات ضد المصالح الفرنسية في جميع أنحاء العالم.
شارك “يوسف العناني” في الحرب الأهلية الجزائرية في تسعينات القرن الماضي بين الحكومة والمتطرفين الاسلاميين، وكان عضوا نشيطا في صفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التنظيم الجزائري المسلح الذي نشط إبان الحرب الأهلية الجزائرية.
وحسب بعض التقارير الأمنية، فقد أشارت إلى أن مبارك فقد لياقته بسبب إصابات قديمة.
عبدالرحمن المغربي
مغربي الجنسية من مواليد 1970، يتحدر من مدينة مراكش، يعرف باسم محمد آباتي ويلقب بـ”ثعلب القاعدة”، وهو صهر الظواهري، تولى منصب القائد العام للقاعدة في أفغانستان وباكستان منذ سنة 2012.
يقال أنه الأقرب للظواهري حتى قبل زواجه من ابنته، فقد كان علبته السوداء وكاتم أسراره، وتجدر الإشارة أنه درس البرمجة في ألمانيا.
نعتقد أن القاعدة لن تعلن على إسم قائدها الجديد، على الأقل في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها تنظيمها، وذلك خشية على استهدافه، لكن يبقى الأقرب لخلافة الظواهري المصري محمد صلاح الدين الملقب بسيف العدل بنسبة 80 بالمائة، لكونه كان مقاتلا بالجيش المصري، ولكونه مصري الجنسية يدخل ضمن اهتمام القاعدة بصحراء سيناء، كونها تعتبر ملاذا للمتطرفين والتكفيريين، وكذلك لكون القاعدة فشلت في بناء تنظيمها بالمغرب العربي، وهي الآن في مرحلة إعادة بناء التنظيم والتفكير في الانتقام.
ويبقى احتمال تولي المغربي والجزائري قيادة التنظيم أمرا واردا، لكنه ضعيف جدا.