بقلم*عبد الله صدقي بطبوطي*
كان الحضور النسائي في مختلف الانتخابات التي عرفتها البلاد محدودا، ورغم ذلك، فإن تاريخ المشاركة النسائية في خوض معركة الانتخابات بمنطقة الغرب اقترن مع أول انتخابات محلية عرفها المغرب مباشرة بعد حصوله على الاستقلال في سنة 1960.
وكانت “الضاوية عطار” أول امرأة تقتحم معركة الانتخابات، بعد ترشحها في الاقتراع الذي عرفه المغرب خلال السنوات الأولى للاستقلال، حيث وضع الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثقته في الضاوية عطار ( اسمها الحقيقي الراوية عطار. هذا ما أكده لنا المهندس المعماري سعيد غلول الذي كان من المقربين منها )، لتخوض معركة الانتخابات المحلية بمدينة القنيطرة.
وتعتبر هذه السيدة عطار، التي كانت تشتغل كممرضة عند الدكتور le Prêtre وهو احد الأطباء الفرنسيين الذي عرف بتعاطفه مع الحركة الوطنية في المغرب خلال فترة الحماية ، وكانت عيادته توجد فوق صيدلية الاتحاد التي توجد بمحاذاة سينما الاتحاد، من الوجوه النسائية التي اقتحمت المعترك السياسي إبان مرحلة الكفاح الوطني ضد الاحتلال الفرنسي، حيث تعرضت للاعتقال عدة مرات من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية بسبب نشاطاتها السياسية والنقابية داخل الاتحاد المغربي للشغل، ومساندتها للمعارك التي كان تخوضها الحركة النقابية في مدينة القنيطرة على الخصوص.
ومن أبرز هذه المعارك التي شاركت فيها، دعمها ومساندتها واحتجاجها على عدد من التعسفات والمضايقات التي كان ضحيتها عدد من العمال والعاملات في قطاع الحبوب بمدينة القنيطرة، والتي أدت إلى نزول حوالي ألفي 2000 امرأة إلى الشارع في مظاهرة ضخمة، والاحتجاج أمام المحكمة على الاعتقالات التي طالت بشكل تعسفي عددا من العاملات في قطاع الحبوب،
zakia Daoud ,,féminisme et Politique “au Maghreb Édition Eddif page 248
كما عرف عن هذه المرأة نشاطها داخل الحركة النسائية في إطار حركة النساء الديموقراطيات وهي حركة عالمية تابعة لليسار الاشتراكي . وقد اَهلها حضورها داخل الحركة النسائية المغربية ان ترأس وفد النساء المغربيات الذي شارك في موسكو سنة 1958 في مؤتمر النساء الديموقراطيات. وقد حظيت “الضاوية” ضمن الوفد الأفريقي باستقبال من طرف الرئيس “بريجنيف” زعيم الحزب الشيوعي في تلك الفترة.
وقد أعيد انتخاب الضاوية عطار في الانتخابات الجماعية بمدينة القنيطرة سنة 1976 باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( استقينا هذه المعلومات من السيد عبدالرحمان الصياد احد وجوه المقاومة المعروفة داخل مدينة القنيطرة ).
ورغم أن الفوز لم يحالفها في عضوية المجلس الجماعي خلال المحطات التي ترشحت فيها، فإنها تبقى المرأة التي كسرت الترشيح الانتخابي الذكوري، وفِي نفس الوقت جعلت من الاتحاد الاشتراكي أول هياة سياسية تعترف للمرأة بدورها وبأهميتها في الحياة السياسية المغربية .
تبارك الله قنيطرية وأفتخر حلالة رجال ونساءهم او عيالات او نص