بلعيد كروم
تعيش مدينة القنيطرة على وقع أزمة بيئية خطيرة بعد تفشي انتشار غبار أسود في سمائها بشكل مخيف أضحى يهدد ساكنتها بالإصابة بأمراض جد خطيرة كالسرطان، وهو الوضع الذي جعل المواطنين في هذه المدينة يعيشون حالة من الغليان والتوتر الشديدين بفعل الانتهاكات المتواصلة للحق في الصحة.
وأصيب القنيطريون بخبية أمل كبيرة بعد الإخلال بالوعود التي سبق وأن وزعها عليهم مسؤولون حكوميون ومنتخبون بقرب رفع معاناة الكارثة البيئية عن عاصمة الغرب، خاصة بعد التحرك الذي تم رصده على مستوى مجموعة من الوزارات المعنية، كوزراء الداخلية والطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، لوضع حلول عاجلة.
وتلح ساكنة المدينة على الكشف عن نتائج التحقيقات التي انطلقت منذ سنوات لتوضيح كافة الملابسات المرتبطة بهذا التلوث البيئي الخطير، خاصة بعد تباين الآراء والمواقف بشأن المصدر الحقيقي للغبار، حيث ظل هذا المطلب مركونا في رفوف مكاتب المسؤولين الذين بدوا غير آبهين بالأخطار المحدقة بصحة المواطنين، رغم وجود دراسة علمية أنجزت منذ عدة سنوات حول درجة تلوث الهواء بالقنيطرة والتي كشفت أن بعض مؤشرات التلوث، ومنها التلوث بالمعادن الثقيلة، مرتفعة جداً مقارنة مع المعايير الأوربية والمعايير الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية.
وسبق وأن وجه فاعلون سياسيون ونشطاء جمعويين رسائل إلى الجهات المعنية يتهمون فيها بشكل مباشر المحطة الحرارية المنتجة للطاقة الكهربائية بالقنيطرة بالوقوف وراء تلوث سماء المدينة بهذا الغبار المسموم، نتيجة عدم التزامها بشروط حماية البيئة والسلامة الصحية.
ورغم أن الوضع سيء للغاية، تؤكد المصادر، خاصة في ظل تضارب تصريحات المتدخلين في تحديد مصدر الغبار الأسود، فإن أي من الوزارات المعنية لم تكشف بعد عن نتائج أبحاثها وتحقيقاتها التي انطلقت في عهد الحكومات الثلاث السابقة، لتظل طي الكتمان، وهو الموقف الذي يثير غضب القنيطريين الذي سبق وأن خرجوا إلى الشارع بأقنعة على أنوفهم وأفواههم للتعبير عن سخطهم واحتجاجهم على تجاهل المسؤولين مخاطر هذا التلوث الهوائي على صحتهم وصحة أبنائهم واستمرار تسترهم عن مصدره.