المساء 24
  • الرئيسية
  • سياسة
    edit post

    العزيز يستنكر حملة التضييق والاعتقالات ضد مناضلي فيدرالية اليسار

    edit post

    النموذج التنموي الجديد بالمغرب: مقاربة تحليلية لرهانات التنمية

    edit post

    الدجاج الرومي

    edit post

    تعزيز التعاون الدفاعي المغربي–الأمريكي

    edit post

    التعاون البرلماني المغربي–الموريتاني.. دفعة جديدة لعلاقات الأخوة والتكامل

    edit post

    الحزب المغرب الحر يدعو إلى تعبئة وطنية لإنجاح المسار الإصلاحي المقبل

    Trending Tags

    • مجتمع
      edit post

      جبن فرنسي بالأسواق يهدد صحة المغاربة

      edit post

      احتجاجات عارمة بسبب تلوث الهواء بهذه المدينة

      edit post

      البرلمانية “أتركين” تثير مخاطر الجسيمات البلاستيكية في المياه المعبأة

      edit post

      نقابة فلاحية تحذر من احتقان اجتماعي بالجهات الجنوبية

      edit post

      التامني تستجوب الحكومة حول تفويض إصلاح 81 مؤسسة صحية خارج المساطر التنافسية

      edit post

      المغرب يحقق تقدما لافتا في محاربة الفقر متعدد الأبعاد وفق تقرير أممي جديد

      edit post

      طلاق بلا أوراق

      edit post

      حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم بسيدي علال التازي

      edit post
      التنسيق النقابي لموظفي غرف الصناعة التقليدية يثمن مأسسة الحوار الاجتماعي

      التنسيق النقابي لموظفي غرف الصناعة التقليدية يثمن مأسسة الحوار الاجتماعي

      Trending Tags

      • جهات
        edit post

        جدل في القنيطرة بعد استغلال وفد رسمي في “نشاط خاص” نظمته رئيسة المجلس البلدي

        edit post

        دفتر الحالة المدنية… لماذا يغيب في القنيطرة؟

        edit post

        فيدرالية اليسار بالمضيق تحذر من كارثة اجتماعية بسبب تفشي الكوكايين

        edit post
        كارثة بيئية تهز ميناء المضيق..نفايات سامة تُفرغ في البحر وسط صمت رسمي مريب

        كارثة بيئية تهز ميناء المضيق..نفايات سامة تُفرغ في البحر وسط صمت رسمي مريب

        edit post

        بركان..فيدرالية اليسار تستنكر الأحكام الصادرة في حق معتقلين على خلفية احتجاجات جيل Z

        edit post

        القنيطرة..مطالب بإصلاح الطريق الإقليمية 4248 الرابطة بين المكرن وسيدي يحيى الغرب والعمامرة

        Trending Tags

        • تربية وتعليم
          edit post

          أساتذة التعليم الأولي بجهة الرباط سلا القنيطرة يخوضون وقفة احتجاجية الإثنين المقبل

          edit post

          الصغيري تسائل الوزير برادة حول تعثر الدخول المدرسي وتفاوت توزيع الموارد

          edit post

          براعم مغاربة يحصدون الذهب في أولمبياد العلوم والرياضيات بماليزيا

          edit post

          أزمة القراءة… ما بين النص والتناص

          edit post

          تارودانت..المديرية الإقليمية توضح بشأن فيديو متداول حول وضعية مدرسة ب”أهل تفنوت”

          edit post

          “برادة” يؤكد استمرار تعميم مدارس وإعداديات الريادة

          Trending Tags

          • حوادث
            edit post

            وفاتان في انهيار منزل قديم بالدار البيضاء

            edit post

            توقيف 12 شخصا بالدار البيضاء للاشتباه في تورطهم في أعمال عنف وشغب رياضي

            edit post

            خنيفرة.. متابعة أربعة أشخاص بتهمة التزوير في وثائق محاسباتية تخص جمعيات

            edit post

            شرطة القنيطرة تضع حدا لحيلة “لص” كان يتظاهر بالخلل العقلي

            edit post

            الدار البيضاء..شرطي يحاول الانتحار بعد ارتكابه جريمة قتل بسلاحه الوظيفي

            edit post

            طنجة.. توقيف شاب بحوزته أزيد من 3000 قرص مهلوس

            Trending Tags

            • اقتصاد
              edit post

              المقاولات الصغرى بين التحديات والفرص

              edit post

              المكتب النقابي الموحد بسامير يطالب بإنقاذ المصفاة وإعادة تشغيلها

              edit post

              المغرب يشارك في المؤتمر العالمي للصناعة التحويلية 2025 بالصين

              edit post

              صادرات الصناعة التقليدية تحقق نموا بـ14%

              edit post

              الحرف المغربية في قلب معرض التصميم والأثاث بالرياض 2025

              Trending Tags

              • ثقافة وفن
                edit post

                رحيل الفنان المغربي عبد القادر مطاع عن 85 عاما

                edit post

                مهرجان “شوارع آرت” لفنون الشارع والفنون الشعبية في دورته الـ7 بخريبكة

                edit post

                إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة بالدوحة

                edit post

                دفاعًا عن “جنون” دون كيخوتي، ذاك العقل القابع في الهذيان

                edit post

                “رياض السلطان” يحتفي بالمسرح والإبداع في أكتوبر

                edit post
                “الزمن المنفلت”.. المنصوري الإدريسي يلامس جوهر اللحظة عبر اللون والضوء

                “الزمن المنفلت”.. المنصوري الإدريسي يلامس جوهر اللحظة عبر اللون والضوء

                Trending Tags

                • رياضة
                  edit post

                  الملك يستقبل المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة غدا بالرباط

                  edit post

                  شكرًا يا أشبال، لقد منحتمونا جرعة أملٍ مشرق في مستقبل المستديرة ببلادنا

                  edit post
                  الملك يهنئ المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بعد التتويج بكأس العالم

                  الملك يهنئ المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بعد التتويج بكأس العالم

                  edit post

                  المغرب يصنع التاريخ.. “أشبال الأطلس” أبطال العالم لأقل من 20 سنة

                  edit post

                  نتائج مشرفة للكرة المغربية قاريا: تعادل الجيش وفوز الوداد خارج الديار

                  edit post

                  منتخب أقل من 20 سنة على أعتاب إنجاز تاريخي في نهائي مونديال الشباب أمام الأرجنتين

                  Trending Tags

                  • مقالات الرأي
                    edit post

                    اعترافات جثة

                    edit post

                    الحقيقة لا تحب الأسئلة

                    edit post

                    إشكالية تحويل الأموال والاستثمار الخارجي للمغاربة: التحديات والرهانات

                    edit post

                    صرخة وراء الشاشات، وتحولات تتحدى المألوف

                    edit post

                    جيل Z.. بين الحقيقة ومحاولات التضليل

                    edit post

                    جيل شبابي جديد يحتاج إلى نخب جديدة وسياسة جديدة

                    edit post

                    إشكالية تحويل الأموال والاستثمار الخارجي للمغاربة: التحديات والرهانات

                    edit post

                    التَّجْوِيع جَرِيمَة حَرْبٍ، وصِرَاعٌ مِن أَجْلِ البَقَاءِ (قِرَاءةٌ في مَأْسَاةِ غَزَّةَ)

                    Trending Tags

                    • المساء24 TV
                      edit post

                      “فيديو” المساء24 ترصد لحظة غرق سفينة “جوني إم” ضمن أسطول الصمود العالمي

                      edit post

                      “فيديو” نقابة المياه والغابات تحذر من احتقان غير مسبوق وتطالب بتفعيل اتفاق 6 مارس

                      edit post

                      “فيديو” سفينة “أنس الشريف” التي تضم مغاربة تواصل شق البحر نحو غزة بعد إصلاح عطل أصابها

                      edit post

                      هذه أبرز معالم قانون الإضراب الذي سيدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل

                      edit post

                      القنيطرة..وقفة احتجاجية أمام مديرية السكنى ضد الفساد في برامج إعادة الإيواء “فيديو”

                      edit post

                      خنيفرة..احتجاج ساكنة دوار “إبيغلان” بجماعة “كروشن” دفاعا عن حصتهم من مياه نهر بالمنطقة “فيديو”

                      Trending Tags

                      • برامجنا
                      No Result
                      View All Result
                      • الرئيسية
                      • سياسة
                        edit post

                        العزيز يستنكر حملة التضييق والاعتقالات ضد مناضلي فيدرالية اليسار

                        edit post

                        النموذج التنموي الجديد بالمغرب: مقاربة تحليلية لرهانات التنمية

                        edit post

                        الدجاج الرومي

                        edit post

                        تعزيز التعاون الدفاعي المغربي–الأمريكي

                        edit post

                        التعاون البرلماني المغربي–الموريتاني.. دفعة جديدة لعلاقات الأخوة والتكامل

                        edit post

                        الحزب المغرب الحر يدعو إلى تعبئة وطنية لإنجاح المسار الإصلاحي المقبل

                        Trending Tags

                        • مجتمع
                          edit post

                          جبن فرنسي بالأسواق يهدد صحة المغاربة

                          edit post

                          احتجاجات عارمة بسبب تلوث الهواء بهذه المدينة

                          edit post

                          البرلمانية “أتركين” تثير مخاطر الجسيمات البلاستيكية في المياه المعبأة

                          edit post

                          نقابة فلاحية تحذر من احتقان اجتماعي بالجهات الجنوبية

                          edit post

                          التامني تستجوب الحكومة حول تفويض إصلاح 81 مؤسسة صحية خارج المساطر التنافسية

                          edit post

                          المغرب يحقق تقدما لافتا في محاربة الفقر متعدد الأبعاد وفق تقرير أممي جديد

                          edit post

                          طلاق بلا أوراق

                          edit post

                          حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم بسيدي علال التازي

                          edit post
                          التنسيق النقابي لموظفي غرف الصناعة التقليدية يثمن مأسسة الحوار الاجتماعي

                          التنسيق النقابي لموظفي غرف الصناعة التقليدية يثمن مأسسة الحوار الاجتماعي

                          Trending Tags

                          • جهات
                            edit post

                            جدل في القنيطرة بعد استغلال وفد رسمي في “نشاط خاص” نظمته رئيسة المجلس البلدي

                            edit post

                            دفتر الحالة المدنية… لماذا يغيب في القنيطرة؟

                            edit post

                            فيدرالية اليسار بالمضيق تحذر من كارثة اجتماعية بسبب تفشي الكوكايين

                            edit post
                            كارثة بيئية تهز ميناء المضيق..نفايات سامة تُفرغ في البحر وسط صمت رسمي مريب

                            كارثة بيئية تهز ميناء المضيق..نفايات سامة تُفرغ في البحر وسط صمت رسمي مريب

                            edit post

                            بركان..فيدرالية اليسار تستنكر الأحكام الصادرة في حق معتقلين على خلفية احتجاجات جيل Z

                            edit post

                            القنيطرة..مطالب بإصلاح الطريق الإقليمية 4248 الرابطة بين المكرن وسيدي يحيى الغرب والعمامرة

                            Trending Tags

                            • تربية وتعليم
                              edit post

                              أساتذة التعليم الأولي بجهة الرباط سلا القنيطرة يخوضون وقفة احتجاجية الإثنين المقبل

                              edit post

                              الصغيري تسائل الوزير برادة حول تعثر الدخول المدرسي وتفاوت توزيع الموارد

                              edit post

                              براعم مغاربة يحصدون الذهب في أولمبياد العلوم والرياضيات بماليزيا

                              edit post

                              أزمة القراءة… ما بين النص والتناص

                              edit post

                              تارودانت..المديرية الإقليمية توضح بشأن فيديو متداول حول وضعية مدرسة ب”أهل تفنوت”

                              edit post

                              “برادة” يؤكد استمرار تعميم مدارس وإعداديات الريادة

                              Trending Tags

                              • حوادث
                                edit post

                                وفاتان في انهيار منزل قديم بالدار البيضاء

                                edit post

                                توقيف 12 شخصا بالدار البيضاء للاشتباه في تورطهم في أعمال عنف وشغب رياضي

                                edit post

                                خنيفرة.. متابعة أربعة أشخاص بتهمة التزوير في وثائق محاسباتية تخص جمعيات

                                edit post

                                شرطة القنيطرة تضع حدا لحيلة “لص” كان يتظاهر بالخلل العقلي

                                edit post

                                الدار البيضاء..شرطي يحاول الانتحار بعد ارتكابه جريمة قتل بسلاحه الوظيفي

                                edit post

                                طنجة.. توقيف شاب بحوزته أزيد من 3000 قرص مهلوس

                                Trending Tags

                                • اقتصاد
                                  edit post

                                  المقاولات الصغرى بين التحديات والفرص

                                  edit post

                                  المكتب النقابي الموحد بسامير يطالب بإنقاذ المصفاة وإعادة تشغيلها

                                  edit post

                                  المغرب يشارك في المؤتمر العالمي للصناعة التحويلية 2025 بالصين

                                  edit post

                                  صادرات الصناعة التقليدية تحقق نموا بـ14%

                                  edit post

                                  الحرف المغربية في قلب معرض التصميم والأثاث بالرياض 2025

                                  Trending Tags

                                  • ثقافة وفن
                                    edit post

                                    رحيل الفنان المغربي عبد القادر مطاع عن 85 عاما

                                    edit post

                                    مهرجان “شوارع آرت” لفنون الشارع والفنون الشعبية في دورته الـ7 بخريبكة

                                    edit post

                                    إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة بالدوحة

                                    edit post

                                    دفاعًا عن “جنون” دون كيخوتي، ذاك العقل القابع في الهذيان

                                    edit post

                                    “رياض السلطان” يحتفي بالمسرح والإبداع في أكتوبر

                                    edit post
                                    “الزمن المنفلت”.. المنصوري الإدريسي يلامس جوهر اللحظة عبر اللون والضوء

                                    “الزمن المنفلت”.. المنصوري الإدريسي يلامس جوهر اللحظة عبر اللون والضوء

                                    Trending Tags

                                    • رياضة
                                      edit post

                                      الملك يستقبل المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة غدا بالرباط

                                      edit post

                                      شكرًا يا أشبال، لقد منحتمونا جرعة أملٍ مشرق في مستقبل المستديرة ببلادنا

                                      edit post
                                      الملك يهنئ المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بعد التتويج بكأس العالم

                                      الملك يهنئ المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بعد التتويج بكأس العالم

                                      edit post

                                      المغرب يصنع التاريخ.. “أشبال الأطلس” أبطال العالم لأقل من 20 سنة

                                      edit post

                                      نتائج مشرفة للكرة المغربية قاريا: تعادل الجيش وفوز الوداد خارج الديار

                                      edit post

                                      منتخب أقل من 20 سنة على أعتاب إنجاز تاريخي في نهائي مونديال الشباب أمام الأرجنتين

                                      Trending Tags

                                      • مقالات الرأي
                                        edit post

                                        اعترافات جثة

                                        edit post

                                        الحقيقة لا تحب الأسئلة

                                        edit post

                                        إشكالية تحويل الأموال والاستثمار الخارجي للمغاربة: التحديات والرهانات

                                        edit post

                                        صرخة وراء الشاشات، وتحولات تتحدى المألوف

                                        edit post

                                        جيل Z.. بين الحقيقة ومحاولات التضليل

                                        edit post

                                        جيل شبابي جديد يحتاج إلى نخب جديدة وسياسة جديدة

                                        edit post

                                        إشكالية تحويل الأموال والاستثمار الخارجي للمغاربة: التحديات والرهانات

                                        edit post

                                        التَّجْوِيع جَرِيمَة حَرْبٍ، وصِرَاعٌ مِن أَجْلِ البَقَاءِ (قِرَاءةٌ في مَأْسَاةِ غَزَّةَ)

                                        Trending Tags

                                        • المساء24 TV
                                          edit post

                                          “فيديو” المساء24 ترصد لحظة غرق سفينة “جوني إم” ضمن أسطول الصمود العالمي

                                          edit post

                                          “فيديو” نقابة المياه والغابات تحذر من احتقان غير مسبوق وتطالب بتفعيل اتفاق 6 مارس

                                          edit post

                                          “فيديو” سفينة “أنس الشريف” التي تضم مغاربة تواصل شق البحر نحو غزة بعد إصلاح عطل أصابها

                                          edit post

                                          هذه أبرز معالم قانون الإضراب الذي سيدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل

                                          edit post

                                          القنيطرة..وقفة احتجاجية أمام مديرية السكنى ضد الفساد في برامج إعادة الإيواء “فيديو”

                                          edit post

                                          خنيفرة..احتجاج ساكنة دوار “إبيغلان” بجماعة “كروشن” دفاعا عن حصتهم من مياه نهر بالمنطقة “فيديو”

                                          Trending Tags

                                          • برامجنا
                                          No Result
                                          View All Result
                                          المساء 24
                                          No Result
                                          View All Result
                                          • الرئيسية
                                          • سياسة
                                          • جهات
                                          • مجتمع
                                          • تربية وتعليم
                                          • حوادث
                                          • اقتصاد
                                          • ثقافة و فن
                                          • رياضة
                                          • مقالات الرأي
                                          • المساء 24 TV
                                          • برامجنا
                                          Home الرئيسية

                                          تلخيص كتاب “فلسفة الرفض” ل”غاستون باشلار”

                                          7 يونيو، 2023
                                          in الرئيسية, ثقافة و فن, على مدار 24
                                          0

                                          أحمد رباص

                                          كان كتاب “فلسفة الرفض”، الذي نُشر عام 1940، بمثابة إحياء كبير للإبستيمولوجيا الفرنسية. فيه سعى غاستون باشلار (1884-1962) إلى التوفيق بين التجريبية والعقلانية، ضمن عقلانية علمية، عقلانية “مفتوحة” تتغذى على اكتشافات العلم، بدلاً من توليد أنساق واسعة تنغلف على نفسها.
                                          تقع فلسفة العلم عموما في شططين متعارضين: إما أنها فلسفية بإفراط، أي أنها ترتبط كثيرا بالمبادئ العامة، بالماقبلي، أو بالقيم العقلانية، أو أنها علمية بإفراط، وبعبارة أخرى تقتصر على نتائج معينة، على المابعدي، او على القيم التجريبية.
                                          كانت الحاجة إلى فلسفة جديدة للعلم ملحة، فلسفة تظهر تحت أي ظروف يمكن أن تؤدي المبادئ العامة إلى نتائج خاصة، والعكس صحيح.
                                          يتعين التوصل إلى التوفيق بين التجريبية والعقلانية: “العقلانية يجب فهمها، التجريبية يجب تطبيقها”. أو مرة أخرى: “نثبت قيمة القانون التجريبي بجعله أساس التفكير. نقوم بإضفاء الشرعية على التفكير بجعله أساس التجربة”.
                                          هذه ليست ثنائية بمعنى أن التجريبية والعقلانية ليستا متعارضتين بل تكمل كل واحدة منهما الأخرى.
                                          العقلانية التطبيقية تأخذ الدروس التي يوفرها الواقع لترجمتها إلى برنامج للإنجاز. هكذ يعرّف غاستون باشلار العقلانية العلمية التي يدعو إليها بأنها التيار الإبستيمولوجي الذي بحسبه “لا يعتبر التطبيق هزيمة أو تسوية. يريد (التيار) أن يطبق. إذا تم تطبيقه بشكل سيء، فإنه يتغير. لا ينكر مبادءه لأجل ذلك، بل يجدلنها.
                                          نتيجة لذلك، يتميز هذا النوع من العقلانية عن الأنواع الأخرى بطابعه المفتوح:
                                          “إنها الفلسفة الوحيدة التي تطبق وهي تحدد تخطيها لمبادئها. باختصار، إنها الفلسفة الوحيدة المفتوحة. كل فلسفة أخرى تطرح مبادءها على أنها غير ملموسة، وحقائقها الأولى على أنها شاملة وكاملة. كل فلسفة أخرى تفتخر بانغلاقعها”.
                                          لذلك فإن الفلسفة الحقيقية للمعرفة هي فلسفة منفتحة تبحث في الواقعي عما يتعارض مع المعارف السابقة. بينما يميل الفلاسفة بشكل عام إلى اعتبار ما يتعارض مع نظرياتهم تفاصيل، أو علامات على اللاعقلانية في المعطى، ولا يعدلوا أطروحتهم بأي شكل من الأشكال.
                                          ثم يوضح باشلار المعنى الذي يعطيه لعبارة “فلسفة الرفض” التي اتخذها عنوانا لكتابه: “يجب أن يكون مفهوماً أن التجربة الجديدة تقول لا للتجربة القديمة، وبدون ذلك من الواضح أنها ليست تجربة جديدة”.
                                          فلسفة الرفض هي العقيدة الإبستيمولوجية المميزة التي تجعل من الممكن التفكير في التقدم العلمي ومرافقته. يحدث تقدم عندما ينظم العالم تجارب تهدف إلى نفي أو إبطال التجارب السابقة، وبالتالي التشكيك في النظريات المقبولة بشكل مسبق.
                                          يمكن أن تكون التجربة التي تؤكد فقط التجارب والنظريات السابقة مفيدة؛ ولكن ليس بفضل ذلك يكون التقدم العلمي قادرا على تحقيق قفزة نوعية إلى الأمام.
                                          لذا، فإن الأمر يتعلق بمحاولة تنظيم تجارب لدحض أو انتقاد النظريات المقبولة حتى الآن. هذا هو النهج الذي يعجل بالتقدم العلمي. الفلسفة التي تقول لا هي، خلافا لما قد يوحي به اسمها، ليست فلسفة منغلقة:
                                          “إن كلمة لا هذه ليست نهائية أبدا بالنسبة لعقل يعرف كيف يجدلن مبادءه”.
                                          إنها ليست “لا” الدالة على العدمية، بل إنها، على خلاف ذلك، نشاط بنّاء يهدف إلى التفكير وترسيخ الطابع الخصب للتجربة.
                                          يقدم باشلار طلبا مزدوجا: يطلب من الفلاسفة التمتع بحقهم في استخدام المفاهيم الفلسفية المنفصلة عن الأنساق التي نشأت فيها (مثلا: استخدم المقولة الكانطية دون أن تكون كانطيا). بالنسبة للعلماء، يطلب منهم أن يعترفوا بأن عملهم يسترشد بالافتراضات الميتافيزيقية (على سبيل المثال حول طبيعة المادة، إلخ..).
                                          يبدأ باشلار في الحلم: ضد الفلاسفة الذين يميلون إلى فهم الواقع من وجهة نظر واحدة تتغاضى عن كل شيء وتشمله، يجب أن تكون هناك فلسفة لكل مشكلة، لكل معادلة: نحن في حاجة إلى فلسفة ملمة بالتفاصيل الإبستيمولوجية.
                                          اخذ باشلار كمثال مفهوما علميا هو مفهوم الكتلة من أجل تحديد الأنواع المختلفة التي ينقسم إليها تفسيره الإبستيمولوجي.
                                          تعكس هذه الأنواع المختلفة من التفسير التطور المعرفي، الذي يسير دائما في اتجاه تماسك عقلاني أكبر.
                                          النوع الاول من أنواع تفسير كتلة الجسم يمكن وصفه بالحيوي.
                                          لكون هذا النوع يعكس تقديرا “جشعا” للواقع، فهو يعتبر أن أكبر فاكهة هي الأفضل. لهذا السبب “يجسد مفهوم الكتلة الرغبة ذاتها في الأكل”.
                                          وهكذا يقع لنا خلط بين الكتلة والحجم. لكن سرعان ما تتناقض التجربة مع هذا التفسير الأول غير المرضي. غير أن التناقض الأول هو، كما هي الحال دائما، المعرفة الأولى.
                                          هو تناقض عدم التناسب، في بعض الحالات، بين “الكبير” و “الثقيل” (وبالتالي بين الحجم والكتلة). ليس “الأكبر” بالضرورة هو “الأغنى”. يأخذ باشلار كمثال قوقعة فارغة. من هنا ينشأ مفهوم “الكثافة”، نوع من “الثراء الحميم” ما يجعل مفهوم الكتلة مستوعبا (صيغة اسم الفاعل).
                                          يقود هذا التناقض الأول العقل العلمي إلى تجاوز الجانب المرئي لجسم ما (حجمه) لتقدير كتلته. لا بد، والحالة هاته، من إيجاد أداة تسمح بتحديد الكتلة بشكل أكثر موضوعية؛ هذه الآلة هي الميزان. ثم بعد ذلك يدخل العقل في مرحلة ثانية: التجريبية (أو الواقعية).
                                          مع هذا المفهوم البسيط والإيجابي يتوافق فكر تجريبي صلب، واضح، إيجابي، ثابت. نعتقد أن المشكلة قد تم حلها:
                                          فكر كهذا تجريبي مرتبط بمثل هذه التجربة القطعية يطلق عليه اسم الفكر الواقعي.
                                          ومع ذلك، فالأمر ليس بهذه البساطة. تستخدم التجريبية بالفعل الأداة (الميزان)، قبل معرفة النظرية (مبدأ الرافعة).
                                          إنما في المرحلة التالية، مرحلة العقلانية، يصبح مفهوم الكتلة أكثر تعقيدا. من خلال ميكانيكا نيوتن العقلانية، اهتدينا إلى أنه يجب علينا تحديد هذا المفهوم في علاقته بمفاهيم أخرى: مفهوم الكتلة يتحدد إذن في مجموعة من المفاهيم وليس فقط كعنصر أولي من تجربة فورية ومباشرة.
                                          كتلة جسم تتحدد في علاقة بقوته وسرعة الأخيرة.
                                          تتأسس هذه المفاهيم الثلاثة بشكل مترابط على علاقة عقلانية واضحة ما دامت هذه العلاقة يتم تحليلها بنجاح بواسطة القوانين العقلية لعلم الحساب.
                                          من وجهة نظر واقعية، هذه المفاهيم في غاية التنوع، وبالتالي فإن الجمع بينها في نفس الصيغة يكون من قبيل الوهم.
                                          ومع ذلك، فإن العقلانية تتجاوز نفسها، ونصل إلى ما يسميه باشلار بالعقلانية الكاملة، العقلانية المعقدة، عندما نكتشف أن الكتلة تعتمد على السرعة: وبالتالي فإن كتلة الجسم تتناسب مع إزاحة هذا الجسم. تؤدي هذه المساهمة الأساسية لمبدأ النسبية لإينشتاين إلى فهم أن فكرة الكتلة المطلقة ليس لها معنى.
                                          هنا مرة أخرى نجد أنفسنا أمام تعقيد في مفهوم الكتلة. هذه الفكرة البسيطة في البداية فسحت المجال لمفهوم معقد.
                                          يصبح هذا التعقيد كليا (بمعنى أنه لم يعد مفهوما على نحو حدسي)، في المرحلة الأخيرة ، التي يسميها باشلار بالعقلانية الجدلية، أو حتى بالما فوق عقلانية.
                                          في ما يتعلق بمفهوم الكتلة، نصل إلى هذه المرحلة الأخيرة مع ديراك الذي يوضح أن هناك كتلتين لجسم واحد. الأولى هي الكتلة كما فهمتها الفلسفات السابقة، من الواقعية إلى العقلانية المعقدة. وحتى إن كانت كل من هذه المقاربات الإبستيمولوجية تميزها بشكل مختلف، فقد اتخذت جميعا منها موضوعا لها. لكن ديراك يوضح أن الكتلة الثانية لجسم ما هي كتلة سالبة!
                                          إذا التقى نصف ميكانيكا ديراك بالميكانيكا الكلاسيكية والنسبية ومددها، فقد أفضى النصف الآخر إلى جدلية.
                                          بالنسبة لعالم من القرن التاسع عشر، يبدو مفهوم الكتلة السالبة “وحشي”. بالنسبة لنا أيضا، نحن الذين كثيرا ما نظل محاصرين في المفهوم الواقعي للكتلة:
                                          لدينا كسائر الناس ساعات من الواقعية وحتى حول مفهوم مدروس مثل مفهوم الكتلة، لم نخضع تماما للتحليل النفسي.
                                          يمكننا أن نفهم الفرق بين شكلي العقلانية (البسيط والجدلي) من خلال فهم أنه إذا كان الشكل الأول يتوافق مع فلسفة ” كما لو”، فإن العقلانية الجدلية أو الما فوق عقلانية تتوافق مع فلسفة “لماذا لا “: لماذا لا تكون الكتلة سالبة؟ إنما هنا يولد الحلم العلمي: ما الذي يمكن أن تتوافق معه الكتلة السالبة؟
                                          يمكن لباشلار الآن أن يشرح بمزيد من التفصيل ما يتوافق مع “فلسفة الرفض”. يتعلق الأمر بعمل جدلي ضروري للعقل، والذي يحافظ في المناقشة على النتائج التي تم الحصول عليها. هذا هو العمل الذي يقود العقل إلى تبني ثم رفض المقاربات الإبستيمولوجية المختلفة الموصوفة أعلاه، من أجل التقدم في فهمنا للمفهوم.
                                          لذلك فإن فلسفة الرفض بناءة في الأساس، على عكس ما قد يوحي به اسمها: هذه الفلسفة التي تقول “لا” ليست إرادة للنفي. لا تنفي بدون دليل، ولا تتهرب من أي قاعدة، ولا تقبل التناقض الداخلي، ولا تنفي أي شيء في أي وقت أو بأي طريقة.
                                          إنها تختلف عن الجدل الهيغلي، من حيث أنها تجريبية، في حين أن التجاوز الهيجلي يبقى مندرجا عند باشلار في الماقبلي.
                                          تجدد الما فوق عقلانية فهمنا للعالم بعمق: “تكفي مسلمة واحدة لجعل كل الطبيعة تغني.”
                                          تحدد الما فوق عقلانية بطريقة ما موضوعا فوقيا – “ناتجا عن موضعة نقدية، وموضوعية لا تحتفظ من الموضوع سوى بما انتقدته”.
                                          الذرة مثال على الموضوع الفائق، كما يظهر في الفيزياء الدقيقة المعاصرة.
                                          نلاحظ أنه ما دام التقدم صعد من الروحانية إلى العقلانية الجدلية، يتوقف الحدس المباشر عن كونه مصدرا للحقيقة، بل يصبح مصدرا للأخطاء، التي يتعين تصحيحها: “الحدوس مفيدة جدا: تصلح لأن يتم تدميرها”.
                                          أو مرة أخرى: “في جميع الظروف، يجب أن يفسح الفوري الطريق للمبني”.
                                          يعيد باشلار بناء العلاقات بين العلم والعقل. يمكن للفلاسفة أن يحاولوا (وهذا غالبا ما يوجد في عقائدهم الإبستيمولوجية) الإشارة إلى الكيفية التي يجب أن يتقدم بها العلم. هذا انطلاقا من تصورهم الميتافيزيقي للعالم.
                                          بالنسبة لباشلار، العكس هو الذي يجب القيام به: “العلم يعلم العقل. يجب أن يطيع العقل العلم، العلم الأكثر تقدما، العلم المتطور . من الضروري تجنب هذا المنعكس الذي قد يكون لدى مؤلف النسق الفلسفي، المتمثل في رفض تجربة لا تتفق مع هذا النسق، والذي غالبا ما يتم بناؤه قبليا: “لا يحق للعقل زيادة تجربة فورية؛ على العكس من ذلك، يجب موازنتها مع التجربة الأكثر تنظيما وثراء”.
                                          لذلك إذا ثبت أن علم الحساب متناقض، فلن نتخلى عن هذا التخصص، لأنه مفيد للغاية، وقد قدم الكثير من البراهين على الدقة. سنصلح عقلنا، أي سنطور تصورا إبستيمولوجيا يسمح بالتناقض ويحتويه.
                                          في الحقيقة، “لا يقوم علم الحساب على العقل. بل هو عقيدة العقل التي تقوم على علم الحساب الأولي”. يجب أن يمتثل العقل لشروط المعرفة، وليس العكس”.
                                          هكذا، يجب أن تستمع فلسفة العلوم إلى العلوم وتقدمها، ولا تسعى إلى توجيهها انطلاقا من تصور تم تطويره قبليا:
                                          “يجب أن يطيع العقل العلم. الهندسة والفيزياء والحساب هي علوم. إن العقيدة التقليدية للعقل المطلق والثابت ليست سوى فلسفة. إنها فلسفة عفا عليها الزمن”.
                                          بطريقة ما، يجب أن تنحني الفلسفة للعلم إذا أرادت أن تكون أكثر من فلسفة، إذا كانت تريد الارتقاء إلى مستوى العقل. هذا الحكم القاسي للغاية الذي اطلقه باشلار هو رد فعل على الفلسفات التي تقدم نفسها، بالنسبة للمؤرخ، بالشكل الذي أطلقنا عليه بالوراثة “فلسفة الشك”. إن فلسفة الشك هذه في التاريخ هي قبل كل شيء التجلي الخاص لفلسفة ممتلئة دائما، كمحاولة لشرح العالم بأسره الذي يحيط بنا. كل أولئك الذين يعملون من أجل معرفة الواقع يواجهونها بالضرورة. يمكن لنا أن نقول عن فلسفة الشك هذه في التاريخ أنها فلسفة الشك في إمكانية معرفة الواقع بشكل عام. بل هي فلسفة تضع معرفة الواقعي كشيء ثانوي، أو تختزل هذا الواقعي، أو الواقعي الدال في الدائرة الميتافيزيقية.
                                          وعليه، فإن الموقف القطعي الذي تبناه باشلار لا ينفي جوهر حجته، أي ما نعنيه بعقل في تعارض مع فلسفة بسيطة. في أحسن الأحوال، يحل محل النقاش حول مفهوم العلم، والذي يناقض تثمينه هايدجر بشكل جذري. لكن الشك في إمكانية المعرفة الوضعية والعقلانية يمكن تطويره أيضا باسم العقل العلمي.
                                          بالعقل، يمكننا أن نعني شيئا مختلفا تماما عما يعنيه سبينوزا:
                                          “كل الأشياء ضرورية، في الطبيعة لا يوجد خير ولا شر. هكذا يجب أن ينتمي كل ما نريده من الإنسان إلى نوعه، الذي ليس شيئا آخر سوى كائن عقلاني”.
                                          كان باشلار في مقدمته أكثر حذرًا: ” إن استخدام الأنساق الفلسفية في المجالات البعيدة عن أصلها العقلي هو دائما عملية حساسة، وغالبا ما تكون عملية مخيبة للآمال”. عندما نريد تسليط الضوء على مشاكل العلم بواسطة التفكير الميتافيزيقي، يتم خلط المبرهنات بالنظريات الفلسفية ، فيستاء الجميع: علماء فلاسفة ومؤرخون. يظن الفيلسوف أنه بدون علم، وقبل العلم، تكون له القدرة على تحليل النشاط المتناغم للوظائف العقلية. يضيف باشلار أن التفكير علميا “يعني أن يضع المرء نفسه في الحقل الإبستيمولوجي الوسيط بين النظرية والتطبيق، بين الرياضيات والتجربة”. وهكذا فإن الفلسفة الملائمة للفكر العلمي يجب أن تضع نصب نظرها رد فعل المعرفة على البنية العقلية.
                                          رغم أن استخدام الأنساق الفلسفية في المجالات البعيدة عن أصلها العقلي غالبا ما يكون عملية مخيبة للآمال، إلا أن الأمر لا يتطلب سوى عشر صفحات ليهتدي باشلار إلى “المطالبة بالحق في استخدام العناصر الفلسفية المنفصلة عن الأنساق التي ولدت فيها”.
                                          هذا التناقض، الذي لم يفشل في تبريره، يُظهر أن موقفه لا يمكن الدفاع عنه (من الناحية الفكرية) وأنه هو نفسه جزء من مركزية منطقية معينة، تحل البناءات الخطابية محل البرهان. استنتاجه أكثر وضوحا بقدر ما تكون القضية غامضة.
                                          في الواقع، يتعامل الفيلسوف والعالم مع الشيء نفسه، أي “علاقة الوجود بالعالم”، التي تجعل تعريف فكرة الوجود والعالم أمرا لا مفر منه. لا توجد حدود عقلية قبلية بين الفيلسوف والعالم، ولكن الأشياء الفكرية سيكون لها جوانب مختلفة للغاية وفقا لتمثلاتنا عن العالم والوجود في العالم.
                                          نحن نتفهم جيدا قلق باشلار، الذي يبدو لنا أنه كان الشغل الشاغل في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والذي قد يبدو ان الزمن عفا عليه إلى حد ما في النصف الأول من القرن العشرين. إن الظهور النهائي لهذا الاهتمام هو بالضبط ما حدد أحد حدود الفترة التاريخية التي يغطيها بحثنا؛ الا وهي قلب العلاقات بين العلم والفلسفة، والمسافة المأخوذة من السلطات الميتافيزيقية ، والتقارب مع التجربة الإمبريقية.
                                          ومع ذلك، إذا أثبتت مضخة الفراغ أو المنشور إمكانية وجود الفراغ وانحراف الضوء، والذي كان حتى ذلك الحين لا يمكن تصوره رسميا، إذا كانا يشكلان بالتالي إضافة عقلانية في المعرفة، ظلت فكرة العقلانية مرتبطة بالإنشاءات السكولائية. هل يجب أن نرفض الفلسفة إذن؟ النشاط العلمي يطور التناقضات أمام فهم الإنسان. أصبح أول منتج للأسئلة الفلسفية. من وجهة النظر هاته، كان كانط ب”جدله العقلي”، مفكرا مفصليا.
                                          عن هذه الأسئلة والتناقضات، التي يساهم العلم بشكل كبير في تطويرها، يقدم العلم إجابات جزئية فقط، وستظل كذلك على الدوام. يلاحظ باشلار بوضوح أن أي معرفة جديدة تقتضي طرح محموعة من الأسئلة، وإعادة تنظيم آفاقنا العقلية. “يكتب قائلا أن أطروحة مثل أطروحتنا، التي تفترض أن المعرفة تطور للعقل، والتي تقبل الاختلافات التي تؤثر على وحدة ومتانة ‘انا أفكر’ لابد وأن تزعج الفيلسوف (…) المعرفة العلمية هي وعي العقل الذي يتأسس على الاشتغال على المجهول بالبحث في الواقع عما يخالف المعرفة السابقة.
                                          ذلك ليس ببعيد جدا عن تصورات سبينوزا: “المعرفة هي معاناة بحتة؛ وهذا يعني أن عقلنا يتم تعديله بطريقة يستقبل معها أنماطا أخرى من التفكير لم تكن موجودة من قبل..”
                                          إن إعادة التنظيم هذه ليست آلية ولكنها عمل فكري يناشد بالتحديد “العقل” أو “العقلانية”. لا يمكن للعلم الذي يقود القفزات في أنماط التفكير أن يحدثها بنفسه.
                                          لا يدعي باشلار أن الفلسفة عديمة الفائدة. ولكن من أجل “إعادتها إلى مكانها” يجب أن تخضع للتفوق العلمي، وللقيام بذلك، من الضروري إبعاد العقل الثابت والمطلق الذي يحصر الفكر ولا يسمح له بالتطور على إيقاع المكتسبات العلمية.
                                          الفضاء الذي يبرزه باشلار، والذي يتطور فيه الفكر العلمي، أي مكان يقع بين الممارسة العلمية والفلسفة، يبدو مصطنعا إلى حد ما.
                                          من الصعب تخيل أن الإبستيمي يمكن أن ينبثق من خليط مقدر بوعي من الممارسة والنظرية. كم يبدو صعبا القيام بتفكير إبستيمولوجي دون مراعاة الأشياء التي تتعامل معها العلوم المرصودة. هل يمكننا “جعل الممارسة والنظرية تلتصق ببعضهما البعض؟”
                                          في الواقع، يفترض وجود هذا الفضاء أننا قادرون على عكس أنفسنا خارج ممارساتنا وخارج تمثلاتنا، لاختراع بُعد ثالث، والذي سيكون إبستيمولوجيا: نظرة العالم إلى علمه. فكيف نتخيل إذن أن هذا العالم ينحي جانبا رؤيته للعالم، رؤية اشتغلت عليها كل من الفلسفة والممارسة العلمية. في الحقيقة، الإبستيمولوجيا فلسفة محدودة.
                                          ربما يظن المرء، كما يكتب إدغار موران، “أن تمديد الأساليب الكمية وأنماط التشيؤ المناسبة للعلوم الطبيعية إلى الإنسان من شأنه أن يحطم الانعزالية الإنسانية، ويعيد دمج الإنسان في الكون، وأن فلسفة الإنسان الخارق ستكون واحدة من التخيلات الأخيرة ، واحدة من آخر المقاومات المعارضة لعلم الإنسان. في الواقع، أقيمت الوحدة على أساس المنهج وليس على أساس النظرية”.

                                          Tags: غاستون باشلارفلسفة الرفضكتاب
                                          ShareTweetShareSend
                                          Subscribe
                                          Notify of
                                          guest
                                          guest
                                          0 التعاليق
                                          Inline Feedbacks
                                          شاهد كل التعاليق

                                          إعلان

                                          آخر الأخبار

                                          edit post

                                          مونديال تشيلي للشباب..المغرب يعبر إلى ربع النهائي

                                          10 أكتوبر، 2025
                                          edit post

                                          برنامج “حديث المساء” يستضيف مهدي الزواوي رئيس المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين

                                          4 أكتوبر، 2025
                                          edit post

                                          القيادي في نقابة الـ”سيدتي” مصطفى نعينيع في ضيافة برنامج “عين على قضايانا”

                                          4 أكتوبر، 2025
                                          edit post

                                          القيادي في حزب الزيتونة “العبدلاوي” في ضيافة برنامج “حديث المساء”

                                          4 أكتوبر، 2025
                                          من شروط النشر :‫‫ عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.
                                          جرأة، موضوعية، مصداقية
                                          المساء 24
                                          • من نحن
                                          • للنشر في المساء 24
                                          • للإشهار
                                          • شروط الإستخدام
                                          • فريق العمل
                                          أقسام الموقع
                                          • سياسة
                                          • جهات
                                          • اقتصاد
                                          • ثقافة وفن
                                          • رياضة
                                          • مجتمع
                                          • تربية و تعليم
                                          • حوادث
                                          جرأة، موضوعية، مصداقية
                                          المساء 24
                                          • من نحن
                                          • للنشر في المساء 24
                                          • للإشهار
                                          • شروط الإستخدام
                                          • فريق العمل
                                          أقسام الموقع
                                          • سياسة
                                          • جهات
                                          • اقتصاد
                                          • ثقافة وفن
                                          • رياضة
                                          • مجتمع
                                          • تربية و تعليم
                                          • حوادث
                                          جميع الحقوق محفوظة | © El Massae 2022
                                          No Result
                                          View All Result
                                          • الرئيسية
                                          • سياسة
                                          • مجتمع
                                          • جهات
                                          • تربية وتعليم
                                          • حوادث
                                          • اقتصاد
                                          • ثقافة وفن
                                          • رياضة
                                          • مقالات الرأي
                                          • المساء24 TV
                                          • برامجنا

                                          © 2022 El Massae  جميع الحقوق محفوظة

                                          Welcome Back!

                                          Login to your account below

                                          Forgotten Password?

                                          Retrieve your password

                                          Please enter your username or email address to reset your password.

                                          Log In
                                          wpDiscuz

                                          من نحن

                                          المساء 24 موقع إلكتروني إخباري مستقل بطاقم صحفي وإداري عالي التكوين يلتزم بالصحافة المجتمعية ويسعى إلى إحداث الفارق عما هو موجود .
                                          خطه التحريري يتميز بالشفافية والدقة والموضوعية، ويؤمن بالرأي والرأي الآخر، يتلمس هموم المواطن ويعالج قضاياه من زوايامختصين وأخصائيين وخبراء .
                                          المساء 24 يطرح الإشكالات ويبحث عن حلول لها، كما يحلل الواقع ويسعى للإجابة عنه .
                                          يراقب الشأن العام المحلي والوطني ومسؤوليه، وهو بذلك صوت المجتمع، وفضاء إعلامي مفتوح للجميع، نحو الكلمة والرأي بكل مصداقية وبمحتوى جاد وراق .
                                          المساء 24 النافذة الكبرى على أخبار مدن وجماعات هذا الوطن، ستبقى وفية لخطها التحريري المستقل والمحايد والمؤمن بالقيم العليا للوطن وشعبه، والمؤمن بالتغيير والعمل المسؤول في احترام تام لأخلاقيات المهنة والعمل الصحافي الحر .
                                          طاقم الموقع الإلكتروني الإخباري المساء 24 سينقل لكم الحقائق والوقائع والمعلومات دون تحجيم أو تضخيم وبكل موضوعية ومهنية بعيدا عن الطعن في الأشخاص والمؤسسات والتشهير بها .
                                          تفتح المساء 24 الإلكترونية صفحاتها لكل المواطنين ومن مختلف الاتجاهات والمناطق للتعبير عن آرائهم وانشغالاتهم، وستكون مستجيبة ومنصتة ومتفاعلة في الآن نفسه مع كل آهاته وانتظاراته أينما كان .