في اطار أنشطتها الثقافية والمعرفية، ستقيم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل يوم الخميس 22 دجنبر 2022 على الساعة الثانية بعد الزوال، حفلا تكريميا لكل من:
– الأستاذة زهور الشقافي، أستاذة علم الاجتماعي السياسي
– والأستاذ عبد الله محسن، أستاذ علم الاجتماع التنمية
– والأستاذ عمار حمداش، أستاذ المناهج الكمية والكيفية في العلوم الاجتماعية.
ويأتي هذا الحفل التكريمي المرتقب، في إطار ثقافة الاعتراف بالمجهودات التي بدلها الأساتذة في مساق تدريس الدرس السوسيولوجي برحاب جامعة ابن طفيل(سنة التأسيس 1989). ومن الجدير بالإشارة، تعد جامعة ابن طفيل من مجموع الجامعات-العمومية في التراب المغربي التي تتواجد في جهة الرباط سلا القنيطرة(رقم الجهة4)، التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة، تحقق الحدث في تصنيفات مهمة على الصعيد الوطني والعربي والدولي، نظرا لمساهمتها في نقل المعارف والتكوينات التي تساعد في تحقيق التنمية البشرية المستديمة.
من درس من الطلبة والطلبة الباحثين في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل التي عرفت إعادة هيكلة للكليات والتسميات، ككلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وميلاد شعب جديدة كشعبة الانثربولوجبة…، لابد أن يكون قد صادف أحد الدروس أو اللقاءات العلمية أو الكراسات التي أعدها الأساتذة الثلاثة في مساق تخصص تدريسهم. ناهيك عن من تتلمذ عليهم في موضوع أحد المواد (المؤسسات السياسية، التنمية، المناهج…. )، كان الأساتذة الثلاثة، يحرصون في محاضراتهم على إعطاء فرصة للطلبة للنقاش والتعبير عن رأيهم في موضوع الدرس في بعده النظري والميداني.
ومن الجديري بالإشارة حول اهتمامات الأساتذة وبعض تجاربهم العملية وانتاجاتهم العلمية الإشارة إلى أن الأستاذة زهور الشقافي، المتخصصة في علم الاجتماع السياسي، من الأساتذ برحاب الكلية الذين ساهموا في تعزيز فهم موضوع المؤسسات السياسية من خلال تدريس القوانين التنظيمية والمساطر المتعلقة بالجهة ونحوه…إلخ.
ولعله مما يجب التركيز عليه في مسار الأستاذة زهور الشقافي، بعد عمل التدريس؛ تجربة الأستاذة في المشاركة والممارسة السياسية التي توصف بالنوعية، من منطلق مشاركة المرأة المغربية في الشأن السياسي والتدبيري، حيث للأستاذة تجربة حزبية جعلتها أول امرأة تؤسس حزبا سياسيا في المغرب. كما للأستاذة تجارب في دواليب المسؤولية بالجماعات الترابية والجهوية…إلخ. هذه التجربة في مسار الأستاذة جعلتها محطة تناول العديد من المنصات الإعلامية والثقافية داخل المغرب وخارجه. ومما لا شك فيه، تعد تجربة الأستاذة المبكرة في الشأن السياسي المحلي، والجهوي، والوطني، مرجع تجربة نوعية في الدراسات التي تهتم بتناول قضية مشاركة المرأة السياسية في المغرب، والعالم العربي.
أما اسم الأستاذ عبد الله محسن، فيرتبط عمله كأستاذ في شعبة علم الاجتماع، بسوسيولوجية التنمية، حيث ساهمت محاضرات الأستاذ وكتابته في الموضوع في تقريب موضوع سوسيولوجية التنمية للطلبة، حيث يعد حقل سوسيولوجيا التنمية حقلا مترامي الأطراف. فبرغم من تشابكات سوسيولوجيا التنمية بالعديد من الحقول المعرفية، وكذا ارهاصات الموضوع التي ترجع في سياقات التفكير السوسيولوجي الفكري إلى عالمين الاجتماعيين- الألمانيين؛ كارل ماركس، وماكس فيبر، وما تلى ذلك من نقاش ونظريات ترجع لماركس وفيبر، وميلاد النظريات الحديثة في زمن العولمة والتحولات الماكروسوسيولوجية…إلخ. أي برغم من هذا المسار المتشعب في موضوع التنمية المرتبط بالأنساق الكبرى، وصراع الاديولوجيات، كان الدرس الملقى من قبل الأستاذ عبد الله محسن في متناول جميع الطلبة، المهتم وغير المهتم بفرع سوسيولوجيا التنمية، فالأستاذ وظف لغته السلسة، وتخصصه في الموضوع المعبر عنه عنوان أطروحاته ” التنمية واشكاليات الاستقلال في العالم الثالث: المغرب نموذجا دراسة تاريخية بنائية” الأطروحة التي أعدها الأستاذ في جامعة عين شمس بمصر، التي كانت من الجامعات العربية السباقة في حقل علم الاجتماع وقضايا التنمية عبر مساهمة مجموعة من الباحثين الذين أغنوا المكتبة العربية بمراجع عربية من تأليفهم أو مترجمة؛ كمحمد الجوهري، وكمال التابعي…إلخ. .
ومن الجدير بالإشارة إلى أن للأستاذ عبد الله محسن له مجموعة من المقالات المنشورة في المجالات العلمية، ومنها مجلة كلية الأدب و العلوم الإنسانية الصادرة عن جامعة ابن طفيل: «سوسيولوجيا الأنساق الثقافية والإديولوجيا: النسق السياسي-الحزبي نموذجا، أرضية عامة»؛ « تطور سوسيولوجيا التنمية: رؤية عالمية»..إلخ.
أما بخصوص الأستاذ عمار حمداش، فهو من بين الأساتذة الجيل الراهن لعلم الاجتماع الذين تجلى فيهم القلق السوسيولوجي- المغربي، حول مسـألة المناهج في علم الاجتماع، وهذا ما تعبره عنه كتابته في الموضوع، ومشاركته في الندوات واللقاءات العلمية، ومن خلال تأطيره للطلبة ومحاضراته في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.
للأستاذ عمار حمداش، إهتمام خاص، بالمسألة القروية بحيثيات أبعدها التاريخية والسوسيوانثربولوجية المتعلقة بمنطقة الغرب. إن كتابات الأستاذ عمار حمداش هي متنوعة، _ما وقفنا عليها_ تدور في مثلت؛ المنهج، وهذا ما عبر عنه مؤلفه« دفاتر طالب علم الاجتماع: تقنيات البحث السوسيولوجي» الذي مهد الطريق للعديد من الطلبة لإنجاز أبحاثهم وإلتقاط مسألة المنهج في العلوم الاجتماعية. وقضايا التنمية بمنطقة الغرب، والمتجلية في وضع المرأة-المرأة السلالية بالأساس « النساء السلاليات بالمغرب: أوضاع ومطالب»؛ والموضوع الثالث هو المسألة القروية والتحديث، حيث يعبر عنها مؤلفه« حول تجارب التحديث القروي بالمغرب: مع بيان من أجل البوادي المغربية ». وللاستاذ مجموعة من المقالات في مجلات علمية من بينها مجلة الآداب والعلوم الإنسانية-ابن طفيل القنيطرة: «العرض والقبيلة، قراءة في حكاية حسناوية»، « الإتجاه المؤنث: قراءة قي بعض مسارات تحول المجتمع المغربي الراهن ».