رضا سكحال
ارتفعت أصوات المغاربة باختلاف مواقعهم وتوحدت صرخاتهم بعنوان “أخنوش إرحل”، هو فعل يحوي أربعة أحرف بدلالات كبيرة، تعود بنا إلى أحداث تونس الخضراء، حين أخرج أبناء قرطاج بطاقتهم الحمراء في وجه زين العابدين بنعلي مطالبينه بالرحيل.
وفعلا رحل بنعلي بعد سنوات مص فيها دم الشعب التونسي كأنه مصاص دماء، لكن مهلا إلى أين سيرحل أخنوش؟ ومن سيعيد لنا التربية؟
ومن سيجرأ على سبنا من أتباع القادمين؟
إبقى يا عزيز فالمغرب يحتاجك، لن ننسى مليار الغرامة التي أهديته لنا في عز أزمة كورونا بعد أن خصمته من 17 مليار التي اختفت، كنت تفكر لنا وكنا نسبك…فيا لنا من حمقى!
كنت تخبئ لنا نقودنا حين تنبأت بفيروس كورونا قبل منظمة الصحة العالمية، وقبل الجميع، فيا لك من خطير يا عزيز.
نناشدك باسم “ليصانص” و”المازوط” الذي نشتركه معك بهذا الوطن أن تبقى، ولا تكترث للأصوات حين ترتفع وتصرخ في وجه سيادتك، ولا للأقلام وهي تفيض بحروف تلعن حمامتك، فجميعهم مرضى، وأنت العاقل رفقة رشيدك الطيب.
الأفوكادو ستحزن لرحيلك، فمن بعدك سيغض البصر عن ضيعات أسيادنا الإقطاعيين؟
الوطن ما زال بحاجة إليك وإلى حمامتك الزاجلة، لا تكترث لمن يصفونها بالغراب، هي حمامة رغما عن أنوفهم، فلا تدعهم يعكرون صفاء مزاجك، إنعم بالسكينة والهدوء يا عزيزنا.
كنا يتامى بدونك، مكسوري الجناح، لا ظهر لنا، ولا من يرعى مصالحنا قبلك، كنا نعيش في الجاهلية حتى أخذت بيدنا نحو النور…فلا تطفئ الأنوار يا عزيز، فهي حتما ستظلم من دونك.
تذكر وأنت تفكر بالرحيل قبل انتهاء ولايتك، أن لا أحد فعلها قبلك، ولا أحد سيفعلها بعدك، حتى صاحب المعاشين العجوز الذي شاخ وظل لسانه سليطا طل علينا من جديد بعكازه، كأنه يقول:
أنا باقي ومعاشي باقي، ولم أخلف يوما اتفاقي…
أرجوك يا عزيز أن تسدي فينا معروفا، إبق معنا لتحكم فينا، لتزمجر فينا…واقنع شباط بالعودة لساحة السياسة، ليمسك زمام أمور المعارضة رفقة بنكيران، وبين الفينة والآخرى أطلق سراح لسان رئيس غرفة البرامان، ليخرج بتصريحات نارية، وبعدها يقصفه شباط بقفشاته، لينتهى الأمر بضحكة بن كيران العجيبة كآخر لمسة تعلن تسجيل هدف في شباك المعارضة، لعلنا نستمتع قليلا، ولعلنا نقتل هذا الملل الذي طوقنا.
أتعلم يا عزيز؟
أن خريجي الجامعات يشكرون وزيرك شكيب بتسقيفه السن لولوج مهنة التعليم، كل خريجي الجامعات يشكرونه، ويصفونه “بولد الناس”، لأنه جعلهم يتقون شر مهنة المتاعب، ودفع بأغلبيتهم للتفكير في الهجرة.
بالله عليك، من الأفضل بالنسبة لهم؟
كما قد استفاد كل خريجي الجامعات من برنامج فرصة، وأعرف شخصيا صديقا عزيزا، تم إقصاؤه من مبارايات التعليم، بكى فرحا وبعدها وضع ملفه بهذا البرنامج وتم قبوله، وهو الآن يعمل مربي للأرانب بدواره الذي لا ينقطع عنه الكهرباء كل مساء، صحيح أن جميع أرانبه قد ماتت، لكن المهم هو المشاركة.
وهو يشكركم بدوره، ويوجه تحياته لسعادة الوزير شكيب بن موسى.