تراجعت نسبة الملء في سدود المملكة إلى مستويات مقلقة لا تتعدى 26 في المائة بفعل موجة الجفاف التي يشهدها المغرب هذه السنة، إثر قلة التساقطات المطرية وسوء توزيعها، حسب معطيات كشفت عنها وزارة التجهيز والماء يوم الخميس 25 غشت الجاري.
ويعزى هذا التراجع في مستوى مياه السدود إلى الانخفاض الكبير في حجم التساقطات المطرية هذا العام، إذ تم تسجيل 188 ملم إلى متم أبريل 2022، أي بانخفاض 42 في المائة مقارنة بمتوسط الثلاثين سنة الماضية (327 ملم)، وبنسبة 35 في المائة مقارنة بالموسم السابق (289 ملم) في نفس التاريخ.
وبالإضافة إلى قلة التساقطات المطرية وتأخرها، اتسمت مواصفات التساقطات بسوء التوزيع الزمني والمجالي، إذ أن حوالي 55 في المائة من إجمالي التساقطات المطرية سُجل في شهري مارس وأبريل، وأقل من ثلث التساقطات المطرية سجل في نونبر ودجنبر.
وأوردت الوزارة أن سدود المملكة التي تفوق سعتها الإجمالية 16 مليار متر مكعب سجلت حتى الآن حقينة تناهز 4.2 مليار متر مكعب، عوض 6.6 ملايير متر مكعب المسجلة خلال نفس التاريخ من السنة الماضية.
ويتوفر المغرب حاليا على حوالي 145 سدا كبيرا، و250 سدا صغيرا، وتتفاوت نسبة الملء داخل هذه السدود حسب موقعها الجغرافي. فبينما تعرف بضعة سدود واقعة على الأنهار الكبرى وفي المناطق المطيرة نسبة ملء متوسطة، كما هو الحال بسد وادي المخازن بالقصر الكبير، والذي تراجعت نسبة ملئه لتصل إلى 51 في المائة، عوض 76 في المائة خلال نفس الفترة من العام الماضي، وسد الوحدة بتاونات، وهو أكبر سد في المغرب، والذي وصلت حقينته إلى حدود أمس لنحو 44 في المائة، وسد النخلة بتطوان 66 في المائة، وسد طنجة المتوسط 94.8 في المائة.
كما تعاني السدود الواقعة في وسط وجنوب المملكة من تراجع ملحوظ في مخزونها المائي كما هو الحال بالنسبة لسد بين الويدان بإقليم أزيلال البالغة سعته 1,5 مليار متر مكعب و الذي نزلت حقينته إلى 9.4 في المائة في 25 غشت 2022، ونفس التدهور عرفه مخزون سد المسيرة وهو ثاني أكبر سد بالمغرب، الواقع في إقليم سطات حيث هبط معدل ملئه إلى 4.5 في المائة، وهو تراجع قياسي لم يسبق أن سجل منذ تشييده عام 1975 علما أن هذا السد يؤمن الحاجيات المائية لآلاف الهكتارات من المناطق الواقعة في جهة الدار البيضاء- سطات.