وفاء العنزي
أكاد أشم رائحته العطرة في كل بيت
رائحته التي تفوح بالأفق وتملأ كل الأماكن
أكاد أسمع صوته وأتمنى فعلا أبلغه وأبلغه أني اشتقت له…اشتقت لحظات الفرحة بصوت الآذان و لسماع دعاء المصلين….
اشتقت لحنين السماء وقت الغروب…
اشتقت لسماع أصوات صخب الدروب……
اشتقت لسماع صدى الأواني وصوت أثر أقدامي وهي تركض في البيت الضيق قبيل الغروب..
اشتقت كذلك لمائدتي العامرة المكتملة،مائدتي التي ينقصها ملح أحبائي،فرغيف حياتي ينقصه نضج على نار قلبي
مائدتي ،اه على مائدتي……
مائدتي التي ينقصها وميض شموعي،لكني أڜم رائحة عشق منبعثة منها……فخيالهم معي، يحيطون بي أينما حللت وارتحلت،أستأنس بطيفهم، بالرغم من خيوط الحنين التي تنسج لي ثوب من الاشتياق،عند كل رمضان….
كانت مائدة عامرة مكتملة لها طعم ونكهة ولون خاص بصمت ببصمة عشاق وأحباب
بعضهم غيبهم الموت وبعضهم في بلاد غربة هنا وهناك، لن أستطيع أن أجتمع معهم لا على السحور ولا على الفطور….
لن استطيع تجاذب اطراف الحديث معهم ونحن قابعون نتسامر وفناجين شاي وأطباق” سلو ” تتراقص بيننا
رمضان أتى والعيد سيأتي وستظل أماكن فارغة لن يملأها أحد وصوت أحاديث وضحكات لن تختلط بطهر لسانهم وسحر ابتسامتهم ،انتم يا عطر حياتي …أشم رائحتكم في كل الأرجاء….أكبح جماح نفسي لضمكم فأشغل لساني بالذكر والدعاء لكم،
أتى رمضان فتمرد قلبي ليداعب وجوها اشتقت لها،هم قطعة من قلبي، جزء مني ،
حل رمضان فطربت عيناي لرؤيتهم، لحضنهم لمعنقتهم يا قرة عيني ،ياسارتي وتويتي شمعتي المضيئتان،
أما أنت يا فقيدي،فقد أيقنت أن الأموات لا تصلهم إلا الدعوات،فالرحمة والمغفرة لروحك الطاهرة
أتى رمضان وأمحيت ذنوبي في سجدة وأزلت همومي بدعوة ،اللهم اجعلني دائمة الرضا كثيرة الشكر حسنة الطبع
واجعل رمضان مزيلا. لهموم أثقلت قلبي ،مخففا لأوجاع مزقتني، اللهم ارفع عني حمل التفكير والترتيل ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير وعطر لي طريقي بالخير وكل الخير
اللهم ابعد عني شر كل حاقد حاسد خبيث
اللهم انصرني على الظالمين الشامتين
اللهم قويني واعني على كدر الحياة ولا تجعلني انهزم امامها
اللهم قرب لي الخير واجعلني من الشاكرين الذاكرين
اللهم احفظ لي أبي وأمي وابناءي واصلحهم وكل أحبابي
اللهم احفظ كل احبائي واجعل لقائي بهم في الجنة ان شاء الله
كل عام وانتم بالف خير ورمضان كريم