تفاصيل “هاشتاك” أطلقه المغاربة رفضا للساعة الإضافية..فهل ستستجيب الحكومة للإرادة الشعبية أم ستتعنت؟

*الصحافي حسن الخباز

اهتزت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا على إيقاع “هاشتاك” ناري يطالب أصحابه بإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي أي بزيادة ساعة على توقيت جرينتش.
هذه الساعة الإضافية سماها الناشطون “الساعة المشؤومة” وطالبوا بإلغائها وعدم العمل بها بعد اعتمادها لعقد من الزمان، ورفضها المغاربة منذ أعلنت عنها إحدى الحكومات السابقة.

ولأول مرة يتحدى المغاربة حكومتهم عبر عصيان هذا القرار وعدم الامتثال له، وقرروا إرسال أبناءهم للمدارس حسب التوقيت العادي الموافق لتوقيت جرينتش الذي كان معمولا به منذ عقود بالمغرب.

هذا وخرج مجموعة من المؤثرين عبر صفحاتهم الفايسبوكية التي تحظى بعدد كبير من المتابعين، مدعمين لهذا القرار الشعبي، حيث تبنوا هم أيضا “هاشتاك”: #لا_للساعة_المشؤومة، وشددوا على ضرورة العودة للتوقيت القديم “جرينتش”.

وعزا أصحاب ال”هاشتاك” رفضهم للساعة الإضافية كون هذا التوقيت يضع سلامة التلاميذ الصغار وأمنهم على كف عفريت، نظرا الخطورة التي تحدق بهم أثناء مغادرتهم لبيوتهم في جنح الظلام صوب مدارسهم، وهي الخطورة التي تتضاعف أثناء فصلي الخريف والشتاء.

انطلقت خلال إذن هذه الحملة الشعبية الهادفة للاستمرار في التوقيت العادي الذي تم اعتماده طيلة شهر رمضان، والرافضة للتوقيت الصيفي الذي تعتمده الحكومة طيلة شهور السنة باستثناء شهر رمضان الأبرك.

ويدعو أصحاب هذه الحملة لتعبئة شاملة لكل المغاربة من أجل التعبير عن رفضهم للعودة إلى العمل بالتوقيت الصيفي بكل الطرق المشروعة إن واصلت الحكومة تحديها لإرادة الشعب .

وجدد معارضو القرار الحكومي التأكيد على أن التوقيت الصيفي يؤثر سلبيا على الحياة اليومية للشعب المغربي، سواء فيما تعلق بمواعيد العمل والدراسة أو بالصحة والراحة النفسية.

وعلى ذكر الصحة و الراحة النفسية، فقد سبق لدولة أوكرانيا أن ألغت العمل بالتوقيت الصيفي حفاظا على صحة مواطنيها وتلبية لطلبهم الملح بالعودة للتوقيت العادي. واستندت الحكومة الأوكرانية في تغيير التوقيت الرسمي على ما يشكله هذا الأخير من عوامل سلبية على صحة الإنسان، ولكونه أيضا يخل بالساعة البيولوجية، مما يؤدي لانخفاض الإنتاجية وزيادة الإرهاق، فضلا عن انتشار الأمراض المزمنة. لذلك أكدت أوكرانيا رسميا أنها استغنت عن هذه العادة التي وصفتها بالضارة.

للإشارة فإن المغاربة من مختلف أنحاء المملكة نشروا صورا لمشاهد مؤلمة وقعت في الظلام الدامس سببها الرئيسي هذه الساعة المشؤومة، وفق تعبيرهم، معربين عن جام غضبهم إزاء العمل بالتوقيت الضار بالمغاربة.
هذا وارتفع مؤخرا منسوب الرفض الشعبي لهذا القرار الذي تصر الحكومة على الاستمرار فيه في تحد صارخ لإرادة المغاربة الذين طالما وقفوا ضد هذا القرار لكن دون جدوى .

بعد هذا الالتحام والالتفاف الشعبي ضد الساعة الإضافية، وبعد إصرار وصمود المغاربة ضد الاستمرار في تطبيقه، هل سترضخ حكومة أخنوش لرغبة الشعب أم أنها ستواجه هذه الإرادة الشعبية بالرفض؟.

*مدير جريدة الجريدة بوان كوم