قالت هيئة شباب تامسنا الأمازيغي إن تخليد رأس السنة الأمازيغية الجديدة يأتي مرة أخرى بأبعاده ودلالاته القوية دون أي اعتراف رسمي من طرف الدولة المغربية، رغم أن كل مرتكزات الترسيم وشروطها أصبحت متوفرة منذ سنوات، سواء تعلق الأمر بالدستور أو بالقوانين التنظيمية، أو الميزانيات والاعتمادات المطلوبة، على حد قولها.
واتهمت الهيئة نفسها الحكومة بالتقاعس عن إقرار هذا الاعتراف الذي يعني بالنسبة لها رمزية قوية ترتبط بثقافة البلد وهويته الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، مما يحتم إعادة قراءة تاريخ المغرب من أجل تثمين أعلامه ورموزه وإبراز أمجاد مختلف مراحله، وتعميم اللغة الأمازيغية في التعليم وفي جميع مرافق الدولة وقطاعاتها الحيوية، وتدارك وضعية مدرسي اللغة الأمازيغية وحمايتهم من التمييز الذي يعرقل أداءهم لمهمتهم.
وأضافت، في بلاغ توصل المساء24 بنسخة منه، “لعله مما يحز في نفوسنا، أن تمر سنة أخرى دون استجابة الحكومة للعديد من المطالب الملحة والحيوية لأمازيغ المغرب، وأولها حل مشكل الأراضي والموارد والثروات التي يتم استنزافها دون أن تستفيد منها الساكنة التي تظل ضحية الفقر والتهميش، مما خلق توترا دائما بين السكان والدولة إلى اليوم، كما خلق آفة الرعي الجائر المسلط على مناطق سوس، ومعضلة الخنزير البري، وهي مشاكل تدل على غموض سياسة الدولة تجاه المناطق المهمشة، وانعدام الإرادة لديها لتنميتها وخدمة ساكنتها طبقا للدستور. كما أن التمييز ضد ساكنة البوادي والجبال بمحاولة عرقلة البناء وفرض قوانين الوسط الحضري على المجال القروي هو إجراء تعسفي مخالف للقانون ولا يمكن قبوله”.
واستنكر”شباب تامسنا” ما وصفوها بمظاهر التناقض مع الدستور ومع التزامات الدولة الاستمرار في استعمال عبارات اختزالية في الحديث عن “عروبة” بلدنا دوليا سواء في المنافسات الرياضية أو المؤتمرات والقمم السياسية، دون اعتبار لأمازيغيته ولمكوناته المختلفة. كما سجلت بهذه المناسبة كذلك استمرار “التمييز في وسائل الإعلام ضد الأمازيغية بالتراجع عن إنتاج برامج باللغة الرسمية الأمازيغية، وإقصاء المواهب الأمازيغية الشابة من المسابقات الفنية المتلفزة، كما ندين الاستمرار في بناء منشآت ومؤسسات جديدة دون الكتابة في واجهاتها ولوحاتها باللغة الأمازيغية بجانب العربية”، مطالبين في هذا الإطار بمحاسبة المسؤولين عن الصفقات العمومية المتورطين في هذه الخروقات.
وندد أصحاب البلاغ بما يعانيه الفنان الأمازيغي من تهميش وتمييز، خاصة بعد عامين من الجائحة، وقالوا إنه يتواجد في وضعية وصفوها بالصعبة وتقتضي من الحكومة العمل على تخصيص جزء من ميزانية الأمازيغية لدعم الفنون الأمازيغية المختلفة، داعين الحكومة المغربية إلى جعل هذه السنة سنة الانتقال من الخطاب إلى الممارسة ومن الوعود إلى التطبيق العملي.