يحتضن الملعب الأولمبي “أتاتورك” باسطنبول، غدا السبت ابتداء من الساعة الثامنة بالتوقيت المغربي، المباراة النهائية لكأس عصبة الأبطال الأوروبية في نسختها 68، والتي ستجمع بين فريقي مانشيستر سيتي وانتير ميلان، وهي المواجهة النهائية الخامسة التي تجمع بين الفرق الإنجليزية والإيطالية والتي تطبعها دائما الإثارة والمتعة والتشويق، بل إن إحداها انتهت بأحداث دراماتيكية، وأعني بها مباراة جوفنتوس وليفربول سنة 1985 بملعب “هيزل” ببروكسيل، حيث انتصر فريق السيدة العجوز بإصابة لصفر، لكنه فقد أكثر من ثلاثين من مناصريه الإيطاليين، وعلى إثر هذه الأعمال الإجرامية والأحداث الهوليغانزية منع الإتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرق الإنجليزية من المشاركة في مختلف المسابقات الأوروبية قبل أن يتم رفع المنع.
تعود أول مواجهة نهائية بين الأندية الإنجليزية والإيطالية إلى سنة 1984 وكانت قد جمعت بين ناديي روما وليفربول بملعب الأولمبيكو بالعاصمة الإيطالية وانتهت بانتصار الريدز بالضربات الترجيحية 4-2 بعدما كان الوقت القانوني والشوطين الإضافيين قد انتهى بالتعادل بإصابة لمثلها.
في سنة 2005 ، أجريت اول مباراة نهائبة بهذا الملعب التحفة حيث تواجها فريقا ليفربول واس ميلان في مباراة مثيرة ظفر بها أصدقاء العميد ستيفان جيرار بعد تفوقهم بالركلات الترجيحية بثلاثة لإثنتين بعدما كان الوقت القانوني والشوطين الإضافيين انتهيا بالتعادل بثلاث إصابات لمثلها، وكان الفريق الإيطالي متقدما بثلاثية نظيفة قبل ان يسجل ليفربول ثلاث إصابات في سبع دقائق فقط وفي نهائي سنة 2007 بالعاصمة اليونانية أثينا سيثأر الفريق الإيطالي لنفسه بعدما تفوق على خصمه العنيد نادي ليفربول بإصابتين لإصابة واحدة.
تجدر الإشارة إلى أن الملعب الأولمبي “أتاتورك” قد تم بناؤه في ظرف أربع سنوات فقط بين سنتي 1999 و 2002 ، وتبلغ طاقته الإستعابية أكثر من 82000 متفرجا، ويحتوي على عدد من التجهبزات والمرافق، مما دفع بالإتحاد الأوروبي لكرة القدم سنة 2004 لتصنيفه مجمعا رياضيا من فئة خمسة نجوم.
المواجهة النهائية بين مانشيستر سيتي وانتير ميلان تعتبر الأولى من نوعها بين الفريقين، وهي مفتوحة على كل الاحتمالات، والفريقان معا يريدان حسم المواجهة الخامسة له، بعد التعادل في المواجهات بين الفرق الإنجليزية والإيطالية، رغم ميل الكفة لصالح أشبال المدرب “بيبي غوارديولا”، حيث سيعمل جاهدا هذا الأخير على إضافة لقب ثالث له خلال هذا الموسم وهو المزهو حديثا بلقبي “البرميير ليغ” وكأس الإتحاد الإنجليزي، وسيكون هدفه الظفر بلقبه الأول مع مانشيستر سيتي، بعدما فشل هو وفريقه في تحقيق أول لقب له في هذه المسابقة في المباراة النهائية التي جمعته بنادي التشيلسي بملعب “دراكون” ببورطو سنة 2021 ، خلال جائحة كورونا، وانتهت لصالح “البلوز” بإصابة لصفر.
على العكس من ذلك تماما ، ظفر خصمه نادي انتير ميلان بثلاثة ألقاب سنوات 1964-1965و 2010 و جاء ذلك على حساب ريال مدريد ب 3-1 ، نادي بنفيكا البرتغالي ب 1-0 وعلى بايرن ميونيخ ب 2-0 ، في حين خسر نهائيتين سنتي 1967 ضد سلتيك كلاسكو الأسكتلندي ب 2-1و ضد أجاكس أمستردام الهولندي ب 2-0 في 1972، وقد تكون الرابعة أيضا للفريق، حيث لا يؤتمن على مكر ودهاء وخداع كرة القدم الإيطالية فهي قادرة على قلب كل الموازين وكل التوقعات وقلب الطاولة على خصومها، ولو في أوج عطاءاتهم.
المباراة النهائية سيقودها طاقم تحكيمي بولندي بقيادة “سيمون مارسينياك” وبمن فيهم أيضا حكمي “الڤار” و أسندت مهمة الحكم الرابع للروماني “ستيفان كوفاكس”.