محمد الخوى
في المباراة رقم 52 من مباريات الأدوار النهائية لكأس العالم، المقامة حاليا بدولة قطر، والتي تخص المباراة رقم 3 التي أجريت لحد الآن في دور الثمن النهائي، تغلب المنتخب الفرنسي على نظيره البولندي بثلاثة أهداف لهدف واحد.
المباراة التي احتضنها ملعب “الثمامة”، وبحضور 40989 متفرجا، كانت مباراة متحركة وشيقة وطبعتها الفرجة، وعرفت سيطرة شبه مطلقة في أغلب فتراتها لمنتخب الديكة؛ في حين اعتمد المنتخب البولوني على الحضور الدائم و المتميز لحارس مرماه “تشيزني” والذي أنقذ منتخب بلاده من عدة أهداف محققة، وعلى تحصين دفاعه ووسط ميدانه وإغلاق جميع المنافذ أمام سرعة ومهارة اللاعبين الفرنسيين.
أمام الصلابة الدفاعية لمنتخب بولونيا، أبدع المنتخب الفرنسي في تنويع تحركاته واختراقاته من كل الجهات وفي إحدى الكرات العرضية من اللاعب “عثمان ديمبيلي” ضيع “أوليفيه جيرو” هدفا محققا في الدقيقة 28 عندما كان وجها لوجه من المرمى الفارغة.
ومن جهته ناور المنتخب البولوني بعدد من الهجمات على مرمى الحارس “هوغو لوريس” لم تشكل في غالبيتها أية خطورة على مرماه، ومنها ضربة خطأ نفذها في د 32 العميد “روبيرت ليفاندوفسكي” فارتطمت بجدار الدفاع الفرنسي، وكانت أخطر فرصة أتيحت للمنتخب البولوني جاءت في الدقيقة 37 عندما تصدى الحارس “هوغو لوريس” والمدافع “رفائيل فاران” في تدخلين متتاليين لكرة بولونية كادت ان تستقر في الشباك.
وبقيت المباراة على حالها بالحملات والحملات المضادة إلى غاية الدقيقة 44 حيث سجل المهاجم “أوليفيه جيرو” الهدف الأول للمنتخب الفرنسي وهو هدفه الثالث في هذه الكأس و هدفه 52 مع منتخب بلاده وبه تجاوز اللاعب “تيري هنري” بأهدافه 51 مع منتخب بلاده.
في الشوط الثاني من المباراة دخل المنتخب الفرنسي أكثر إصرارا وعزما على مضاعفة الحصة وحسم النتيجة، تحسبا لما قد يحدثه المنتخب البولوني من مفاجآت غير سارة له فتسيد هذا الشوط في أغلب أطواره وشكل الزئبق واللاعب الأنيق “كيليان مبابي” خطورة كبيرة ودائمة ومستمرة على دفاع و مرمى المنتخب البولوني. وبالفعل تمكن في الدقيقة 74 من تسجيل هدفا ثانيا ولا أروع بقذيفة قوية ومركزة لم يستطع ولم يقو معها الحارس “تشيزني” على التصدي لها.
بعد هذه الإصابة تحركت الآلة البولونية بشكل كبير في محاولة منها لإدراك هدف التعادل، غير أنها لم تتمكن من ذلك، بل أضاف اللاعب “مبابي” الهدف الثالث لفرنسا و هدفه الشخصي الثاني له في هذه المباراة والخامس له في هذه الكأس. ويمكن اعتبار اللاعب “كيليان مبابي” هو رجل هذه المباراة بدون منازع.
وفي الدقيقة 91 أعلن الحكم الفنزويلي “خيسوس فالينزويلا” ، عن ضربة جزاء لمنتخب النسور البيضاء ، بعد الرجوع إلى تقنية الفار ، سجلها اللاعب “روبيرت ليفاندوفسكي” على مرحلتين بعدما فشل في الأولى وتمت إعادتها بسبب خروج الحارس الفرنسي من مرماه قبل تنفيذ ضربة جزاء الأولى، وبذلك يكون العميد البولوني قد سجل فقط هدفين خلال هذه الكأس العالمية، وهو الهداف رقم واحد وبدون منازع لمنتخب بلاده ولفريقه السابق “بايرن مونيخ” الألماني ولفريقه الحالي نادي برشلونة الإسباني.
بالمناسبة، وصل الحارس المتألق “هوغو لوريس” إلى رقم 142 مباراة دولية لعبها مع منتخب بلاده وهو نفس عدد المباريات التي خاضها “وليام تورام” مع المنتخب الفرنسي.
وبهذا الانتصار المقنع وتجاوزه لمنتخب بولونيا، سيلاقي المنتخب الفرنسي الفائز في مباراة إنجلترا والسنيغال التي تدور أطوارها حاليا في ملعب “البيت”.