نبيل أخلال
عمق التخريب الذي طال مرافق جمعية “صنهاجة الريف للأطفال المعاقين ذهنيا” بمدينة تارجيست بإقليم الحسيمة وكذا السرقة التي شملت وثائق مهمة خاصة بها من طرف مجهولين، من جراح الجمعية التي تعيش منذ مدة على وقع أزمة حقيقية ألقت بظلالها على الأطفال المستفيدين من خدماتها.
وتنضاف تلك الأحداث التي أثارت حالة من الاستغراب وسط المجتمع المحلي، في غياب أي توضيح أو تحديد لهوية مرتكبي هذه الأفعال، إلى جملة من المشاكل الخطيرة التي تحد من طموح مسؤوليها في التدبير الحسن لشؤون هذه المؤسسة.
وتتفاقم الأزمة أكثر بحرمان الأطفال المستفيدين من خدمات الجمعية من حقهم في النقل الذي يمكنهم من المشاركة في الأنشطة التربوية والاجتماعية، سواء داخل المدينة أو خارجها.
هذا الحرمان تسبب في عرقلة واضحة لبرامج الجمعية، رغم وجود مركز متخصص حديث كان يمكن أن يوفر لهم البيئة الداعمة التي يحتاجون إليها.
وأعلنت رئيسة الجمعية عن إدانتها الشديدة لهذا الإقصاء الذي وصفته بغير المبرر، معتبرة أن حرمان الأطفال من خدماتهم الأساسية ما هو إلا نتيجة لرفض الجمعية الخضوع لبعض المصالح الخاصة أو أشكال الابتزاز.
وأشارت إلى أن هذه الفئة الهشة تحتاج إلى الاهتمام والدعم بدلًا من الإقصاء والتجاهل والتهميش.
وطالبت الجمعية الجهات المسؤولة، وعلى رأسها عامل إقليم الحسيمة، بالتدخل السريع لضمان حق الأطفال في النقل والرعاية والكرامة، وإنهاء هذا التهميش الذي يعانون منه.
هذا وتساءل متابعون للشأن المحلي عن دور الجهات الرسمية والمجتمع المدني في دعم الفئات الأكثر هشاشة داخل المجتمع. وطالبوا بعدم إقحام قضايا الأطفال بصفة عامة، والأطفال المعاقين ذهنيا بصفة خاصة والذين يحتاجون إلى عناية فائقة، في الصراعات الضيقة، والتعامل معها بطريقة تراعي احتياجاتهم وتضمن حقوقهم الأساسية، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز أو الإقصاء، وفق قولهم.