منعم أ ع الكريم
انتقل الى عفو الله ورحمته، صباح اليوم، بإحدى مصحات الرباط، واحد من أبرز أعلام الرياضة والسينما بتطوان الحاج الحسين بوديح، عن سن يناهز 83 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ويعتبر الحاج بوديح من أبرز الرؤساء الذين تعاقبوا على تسيير نادي المغرب التطواني، إذ قاد نادي الحمامة البيضاء خلال فترات متفرقة ما بين السبعينات، الثمانينات وعقد التسعينات من القرن الماضي، عُرف خلالها بالاستماثة من أجل الدفاع عن مصالح المغرب التطواني، وقدم تضحيات جسام لصالحه في وقت كان تسيير نازي لكرة القدم بالشمال أمر شاق للغاية بسب ضعف البنيات التحتية وشح الموارد المالية والتهميش الذي كانت المنطقة عرضة له حينها.
وكان الحاج الحسين بوديح أول مسير رياضي من تطوان يلج دواليب الجامعة الملكية لكرة القدم كعضو جامعي. كما كان من ضمن اللجنة التي كلفت بالترويح لملف المغرب لاحتضان كأس العالم 1994 بدول أمريكا اللاتينية، بحكم إتقانه الكبير للغة الإسبانية.
واقترن إسم الحاج بوديح، رحمه الله، أيضا بعالم الفن والسينما بحكم امتلاكه لمجموعة من دور السينما بتطوان، التي جعلها دائما في خدمة الثقافة عموما والفن السابع خصوصا بتطوان، وكان شريكا أساسيا لمهرجان تطوان الدولي لسينما دول البحر الأبيض المتوسط، الذي أصر على حضور حفل افتتاح دورته الأخيرة (27) رغم حالته الصحية الصعبة حينها.
ورغم تراجع دور القاعات السنمائية في العقود الأخيرة، بقي الحاج الحسين بوديح محافظا عليها ومتمسكا بها، بل حول إثنان منها إلى تحفتين معماريتين يحق لتطوان أن تفخر بهما، وهما سينما “أبنيدا” وسينما “إسبانيول”.
يذكر أن مجموعة من الفعاليات الرياضية بتطوان كانت قد قامت بتكريم الحاج الحسين بوديح خلال شهر غشت الماضي، ترك خلاله عبارة هزت مشاعر كل محبي الرجل قال فيها: «ما قدمته لي تطوان أكبر بكثير مما منتحته لها».
هذا وسيوارى جثمان الفقيد الحاج الحسين بوديح بعد ظهر اليوم بمدينة الرباط. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.