*المصطفى كليتي
العزيز وليد : تحية حب وتقدير وإكبار
دخلت للقلوب محبة وعرفان واسمك يتردد على كل لسان ، وأصبحت رجل الساعة بندواتك الصحافية عقب كل مباراة يكون فيها الفوز حليفك ، ومنجزاتك العظيمة في كأس العالم التي تشهدها ملاعب قطر ، يتغنى بها العالم ، رفعت رأسنا وارتقينا واعتزازنا بمغربيتنا المتجذرة ونحن كأمازيغ وعرب وأفارقة ، جعلتنا نفتخر ونعتز بمغربنا الحبيب ، وعلمنا الأحمر بنجمته الخضراء ، أضحى منشتراومرفرفا في كل مكان ، والكل يتلهف على رفع العلم المغربي وارتداء لباس الفريق الوطني المغربي والتباهي به ، ليس في المغرب فحسب بل في شتى أقطار العالم ، كأس العالم 2022 بقطر لحظة مغربية بامتياز ، علمتنا ياوليد ببياض قلبك وصفاء روحك وجلاء نوياك ، بأن نثق في أحلامنا ، فمن لايصدق أحلامه لامستقبل له ، وكم هو رائع أن تتحول الأحلام إلى حقيقة يضج بها الواقع المتحقق ، كان سقف الإنتظاراتـ ـ عادة ـ يقف عند شرف المشاركة والعودة حتى قبل انتهاء الدورة الأول ، وبعد التعادل مع كرواتيا و الإنتصار تباعا على كندا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال ، أصبح سقف الحلم عاليا ، ونحن ندخل باعتزاز منتشين بالنصر المبين المربع الذهبي ، أكيد لم تكن الإنتصارات المتتالية ، محض صدفة كما يدعي بعض المرجفين، وإنما حصيلة عمل جاد وعرق قمصان وسعي رجال أبلوا البلاء الحسن في الميدان ، من كان يتخيل قبل بدء كأس العالم بقليل ، وحتى عند أكبر المحللين الرياضين والصحافيين المتخصصين بأن الفريق الوطني لكرة القدم سيصنع الحدث الكبير ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، طوبى لنا بك ياوليد وبمن يقف في عونك ، لقد أبليت ووفيت وأبدعت وانتصرت وأفرحت وأسعدت.
الحبيب وليد :
منذ أن بدأ تنظيم منافسات كرة القدم العالمية سنة : 1930لم يصل فريق عربي أو إفريقي إلى دائرة النصف أو بالأحرى المربع الذهبي ، لم يعد الفريق الوطني المغربي يمثلنا فحسب ، بل أضحى الفريق الملتزم المنضبط والمنسجم والمدهش والمبهر ، يمثل كافة البلدان العربية والإفريقية ، وخرق ماكان من قبيل المستحيل ، بل المستحيل ليس مغربيا أو عربياأو إفريقيا، لقد ألف الفريق الوطنى المغربي الشعوب العربية ـ والقلوب شتى ـ حتى أصبحت وحدة تهتف بقلب واحد وهتاف واحد : المغرب ..المغرب .. المغرب ..
نعم ياوليد : جعلت والعز والفخريفعم القلوب بالبطولات والأمجاد ، لكن العزيز وليد تبقى أصيلا لا تغتر ولاتتدعى أو تتبجح وتتكبر ، تتمسك بهدوء حكمتك ، وترتب أوراقك ، ولا تبخس أو تستصغر الفرق التي توجهها بل تقدرها وتعرف مدى مكانتها ، تأخذ جميع الحسابات في الإعتبار وتمضي قدما وتنطلق حاثا اللاعبين ومعك الجماهير مرددة : وسر.. وسر.. وسر.. بإصرار وتحدي والإرتقاء دوما مغربي .
وليد الجميل :
وأنا أتابع مباريات الفريق الوطني المغربي المثيرة في المقاهي ، شدني الحضور المكثف للجمهور المتتبع ، فالحصول على مقعد من أجل المتابعة والمشاهدة أمسى عزيزا ، المقاهي غاصة بالأطفال والشباب ذكورا وإناثا ورجالا ونساء ، وكلهم قلب واحد والأصوات لا تكل أو تمل عن الهتاف والصياح طوال زمن المباريات ، تتحول المقهى إلى ملعب حقيقي بأجواء يسوده التوثر بين خوف ورجاء ، وكلما هدد الفريق الخصم المرمى ، ارتفع الصفير والدعوات والآهات والزفرات طورا وطورا آخر ترتفع التهاليل والزغاريد وقرع طبول ونفخ مزامير ، كأن هذه الجماهير المحتشدة تعيش حقيقة مايجري وسط الملعب ، بقلوب خافقة مترقبة ، متمنية أن يبقى الفريق الوطني محتفظا بنتائج الفوز مستعجلة صفارة المعلنة على النهاية ، لتخرج الحشود بعد ذلك إلى الشارع متلحفة بالعلم الوطني مرددة الأغاني والأهازيج راقصة مبتهجة ، مطلقة أبواق السيارات مرددة النشيد الوطني ، متبادين التهاني والعناق ويتضاعف الحماس ويتوهج وتنضم جماعات إلى جماعات وتشكل مسيرة موحدة تتغنى بالفوز والنصر لساعات متأخرة من الليل ، أيام احتفالية مفعمة بالبهجة والفرح عشناها ونعيشها .
العزيز وليد الركراكي :
الفريق الذي أشرفت على تدريبه وإعداده في مدة لا تتعدى أشهر ثلاث ، وحققت بسعيك الرائع والجميل والمعجزات ، جعلك والفريق محط أنظار العالم ، لم تدخل التاريخ فقط بتجاوز فرق هامة وقوية ، وإنما بتجربتك المائزة والتي ستمسي ـ بصدق ـ وصفة أو استراتيجية وليد الركراكي في تدبير مجريات مباراة في كرة القدم ، خارطة أو خطة لعب ابتكرتها وأبدعتها ستكون محط متابعة ودرس وتمحيص ، وتجعل المدرب المغربي يتكاتف مع أشهر مدارس التدريب العالمية ، لأن كرة القدم علم ومعرفة وتكوين مستمر ،فقد أسست وأبدعت طرقا مبتكرة وجديدة سيكون لها دون ريب صدى وأثر إيجابي .
الحبيب وليد :
ليست فقط كرة معبأة بريح ، بل إنها لعبة ساحرة ، تتشابك مع السياسة والإقتصاد والإجتماع والنفس والوجدان ، ولاعبوالفريق أعطوا دروسا للعالم في الحميمية والأصالة المغربية ، فالمغرب أمة لها مميزاتها وخصوصيتها ، مغرب الإسلام والتآلف مغرب الحرص على قيم الأسرة والدفء العائلي ، لقد كانت الأمهات والآباء سندا داعما لك ولفريقك الزاهي ، أثناء المقابلات الدولية ، نموذج مغربي في التآزر يروج ويسود العالم ، كل العيون تصوب نظرها عليك وعلى الفريق المغربي المتوهج ، في لحظة كأس العام بقطر 22 ، جعلتم كل مغربي وعربي وإفريقي يتطاول بعنقه ويشعر بالعزة وشرف الميل والإنتساب ، لأننا كنا دوما وعلى مر التاريخ نشعر بالدونية وتبخيس الذات ، فالغربي هو المتقدم والحداثي والمتطور ، بيد أننا في الصفوف الآخيرة ولانرى غيرها بديلا ، إنها طفرة نحو الغد ونحو مستقبل واعد بالكثير ، حقا كتبت وفريقك المستقبل ، فما أروع وأجمل هذا الصنيع ، جعلتم كل مغربي يعتد بانتمائه لأنسيته المغربية.
يا وليد :
منذ سنوات خلت كنت مجرد كومبارس في شريط المخرجة المغربية نرجس النجار ” انهض يامغرب ” وهاأنت يومئذ بطل الأبطال والحلم في حكم المتحقق ،
وضعت وفريقك المغرب في سكة مسارات تنموية واستثمارية منفتحة على أكثر من مجال وصعيد ، فكرة القدم بوابة للمشاريع الإقتصادية الكبرى ، فبالإضافة إلى اللاعبين المكرسين في الأندية الأوربية والدولية ، لا يفوتنا أن نذكرـ الغالي وليدـ بأنك وضعت ثقتك في لاعبي البطولة الوطنية وكذا لاعبي أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ، وفي هذا مؤشرات إيجابية هامة وغير مسبوقة ، لا ريب بأن الطاقة الإيجابية التي يضخها الفرح في القلوب ، تكون دافعا لمضاعفة الجهد والعمل ،كما ستنعكس هذه الإنتصارات على النشء المغربي ، وكل التطلعات تتوخى أن تسود روح الفريق وجدية العمل كل المهن والقطع والإنشغالات في مغربنا العزيز، فأنت الحبيب وليد زرعت مايمكن أن نحصده لأعوام وأعوام وأجيال بعد أجيال ، صنعت وفريقك مدا تاريخيا ، سنجنى في العاجل والآجل ـ لامحالة ـ ألذ وأطيب الثمار.
وليد المبارك :
نعتزبك وبفريقنا والعتيد ، إن قيد الله لنا الفوز بكأس العالم فذلك سقف طموحنا وغايتنا ، وإن لم يتم ذلك ـ إذا قدر الله وماشاء فعل ـ فحسبنا أننا فزنا بما هوأكبر من كأس العالم ، بعدما سجلنا حضورا لن يوزن بثمن ،وكذا ثقتنا في ذاتنا وأحلامنا وطموحاتنا ، وفوق كل هذا وذاك حققنا الأكبر والأهم ، فعبقريتنا المغربية كانت ولاتزال وستظل تكتب بإصرار وبمداد الفخر تاريخا مرصعا بنجوم الرفعة والمجـــــــــد.