كثر الحديث عن المجلس البلدي، واختلفت الآراء والأفكار، حتى جلسات المقاهي لا تخلو من هذا النقاش، رغم أن أمورا كثيرة لا يفهم الكثير تفاصيلها وخلفياتها وما وراءها، من خلفيات أيديولوجية وبرغماتية محضة.
حتى إعلامنا المحايد جدا، جدا ، لم يمل من ترديد “عبارات ثقيلة”، والتذكير بالدواعي السياسية وخطورة ما تنطوي عليه الأوضاع الحالية من تناحر مخزي للمصالح وتقاطعها لدى العديد من الفاعلين في الشأن المحلي.
وما يؤزم الوضع أكثر هو أن أعضاء المجلس “أغلبية ومعارضة” أصبحوا بدورهم يحللون ويخوضون في نقاش الأزمة وكأنهم ليسوا معنيين بالبحث عن حلول لها، وتتحول الجلسات والدورات إلى جدال لا طائل منه، لأن البعض من هؤلاء أصبحوا بين عشية وضحاها ناضجين وواعين في القضايا السياسية وأصبحوا يفهمون ويشاركون برأيهم، وما يجعل الصراع مستمر هو السؤال الذي يطرحه العام والخاص عن إمكانات وقدرات “الرئيس” هل هو قادر ام غير قادر!؟
هل هو ظالم أم مظلوم!؟ وهل بمقدوره أن يصل إلى بر الأمان!؟ في ظل غياب درع سياسي يحتمي به!!.
بينما الرئيس لا يبالي وفي غياب شبه تام، لا من حيث التواصل ولا من حيث قضاء مصالح المواطنين، أو أنه ينتظر صفعة من الأعلى تجعله يفكر بمنطق الخسارة حيث لا مجالا للإصلاح في ظل الأفق مسدود.
وعليه وسط كل هذه المعمعة أشهد أن هذه المدينة لا تخلو من العبث، بل أشهد أن هذه المدينة كلها لون من ألوان العبث…ولا أحد مستثنى من المسئولية تجاه هذه المدينة الجريحة، ونتيجة العبث.. مدينة تحتضر وساكنة تنتظر.
*ناشط الحقوقي ومتتبع للشأن العام