المساء24
في خطوة نوعية تعكس التزام المملكة المغربية بتعزيز حضورها المهني والاحترافي في منظومة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، احتضنت مدينة سلا خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 26 يونيو الجاري، أول دورة من نوعها لتكوين “المحققين الوطنيين للأمم المتحدة”، بتنظيم من مؤسسة الدرك الملكي، في إطار تفعيل مركز التميز لعمليات حفظ السلام للقوات المسلحة الملكية.

هذا التكوين المتخصص، الذي جرى بمدرسة اللغات للقوات المسلحة الملكية، يندرج ضمن البرامج الاستراتيجية الرامية إلى دعم قدرات الضباط المغاربة في مجالات التحقيق المرتبطة بالمهام الأممية، خاصة في ما يتعلق بمكافحة العنف والاستغلال الجنسي داخل بعثات حفظ السلام ومحيطها.
واعتمدت الدورة في محتواها التكويني على مقاربة بيداغوجية قائمة على الكفاءات المهنية، مع تركيز دقيق على الجوانب القانونية والتنظيمية المعتمدة داخل منظومة الأمم المتحدة، لاسيما ما يتعلق بميثاق الأمم المتحدة وأخلاقيات العمل في بيئات متعددة الجنسيات.
وشملت المحاور الأساسية للدورة التكوينية الإحاطة بالإطار القانوني الدولي الناظم للتحقيقات الأممية، والتدرب على آليات جمع الأدلة والتعامل مع الضحايا والشهود، إلى جانب التمكن من إجراءات التبليغ والتوثيق وفق المعايير الدولية، وذلك في سياقات غالبا ما تكون معقدة ومتشابكة من الناحية القانونية والإنسانية.
وتميز الأسبوع الثاني من الدورة بتنظيم تمرين محاكاة ميداني تم من خلاله تطبيق المعارف النظرية على سيناريوهات واقعية مستوحاة من حالات سبق للأمم المتحدة أن تعاملت معها في بعثاتها، مما مكن المشاركين من تطوير مهاراتهم في اتخاذ القرار والتصرف الميداني في إطار أخلاقي واحترافي صارم.
هذا التكوين المتقدم يؤكد الدور المتنامي للمغرب داخل المنظومة الأممية، ليس فقط من خلال المساهمة العسكرية المباشرة في عمليات حفظ السلام، بل أيضا عبر تكوين وتصدير الكفاءات المهنية عالية التخصص، بما يعزز موقعه كشريك موثوق في مجال الأمن والسلم الدوليين.









































































