عمار أبو شعيب
شاء الرحمان أن يلتحق الفنان المحبوب نور الدين بكر إلى جواره صباح أروع يوم من أيام الله، ألا وهو يوم الجمعة يا فناننا المحبوب نور الدين بكر، عن عمر يناهز سبعة عقود، بعد منازلتك الشرسة والطويلة مع ذاك المرض الذي لا يرحم…
وقد اختارت تلك الغزوات المتتالية للعِلة الخبيثة أن تصيب مصدر انبعاث أروع الأدوار وأبهاها التي كنت تسحر بها ألباب عشاقك لأجيال، ألا وهو حنجرتك الذهبية…
لن ننسى أبدا ان آخر أعمالك كان سيتكوم “زنقة السعادة”، خلال شهر رمضان الماضي، على القناة الثانية، حيث جسّدتَ دور “شخص مريض”، وكأنك كنت متيقنا من اقتراب أجلك المحتوم …
وداعا يا أعز وألمع فنان رافقناه في أروع مشوار فني…
سنظل نحتفظ بصورتك كأفضل الكوميديين المغاربة على الإطلاق…
لن ننسى أيضا أنك عشت أفضل فترات مشوارك الفني في فترة التسعينات مع فرقة مسرح الحي، التي قدمت معها أفضل المسرحيات والتي أُعتبرت الأروع في تلك الفترة، من بينها مسرحيتي «شرح ملح» و«حب وتبن» سنة 1998.
ومن بوسعه أن ينسى بأنك اشتغلت في عدة مسلسلات وسيتكومات، لعل أشهرها مسلسل سرب الحمام سنة 1998 مع رشيد الوالي، ومجموعة من السيتكومات والمسرحيات…
لن نتخلى أبدا عن ترديد لازمتك التي اشتهرت بها كلما صادفنا شخصا يفقد مجداف سفينته وشِراعها في بحر الحياة الشديد الهيحان:
“راك غادي في الخسران يا حمادي”.
نم مطمئنا يا محبوب الجماهير…
ولا يسعنا إلا أن نتضرع إلى البارئ تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته مع الصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقا…