*محمد حمضي*
يوم الاثنين 10 أكتوبر خلد المغرب بنسائه ورجاله اليوم الوطني للمرأة المغربية، الذي كان قد أعلن عنه الملك محمد السادس من فوق منصة المؤسسة التشريعية في خطاب 10 أكتوبر 2003، وأعلن عن مدونة الأسرة .
تخليد المغرب هذه السنة لليوم الوطني للمرأة المغربية يؤطره سياق جديد عنوانه المركزي ما جاء به خطاب العرش الأخير ( 30 يوليوز 2022) ، الذي أعاد فيه جلالة الملك موضوع مدونة الأسرة للواجهة، بسبب ما لحق روحها ، و حزمة من موادها من تأويلات بالإمكان عدم تدقيقها أن ينتهي بالإجهاز على المنسوب المرتفع للمكتسبات الحقوقية التي تم تحقيقها لفائدة الأسرة المغربية بمكوناتها الثلاثة ، المرأة والرجل والأبناء .
اليوم الوطني للمرأة المغربية يشكل بالنسبة للفعاليات المدنية والحقوقية بإقليم وزان مناسبة لتنظيم بعض الأنشطة لترصيد ما تم تحقيقه اقليميا من منجزات لفائدة نساء وزان ، و التحديات التي تم رفعها لمحاصرة معاناتها التي تضاعفت خلال فترة وباء كورونا ،وكذا ما خلفه الجفاف الذي يضرب الاقليم . معاناة نلخصها في الفقر ، والأمية ،وغياب الاستقلالية المالية ، وصحة الأمهات ، والأفكار الدونية القاتمة ، والصور النمطية التي تعود بالمرأة إلى الوراء ، والعنف بكل أشكاله ، البحث عن الماء الشروب ، النقل المدرسي …).
وفي هذا الإطار نقرب قراء الموقع من بعض المشاهد الوزانية ذات الصلة بمحتوى تخليد اليوم الوطني للمرأة المغربية .
المشهد الأول
لا يمكن ونحن بوزان نحتفل باليوم الوطني للمرأة أن لا نقف على المجهود الحقوقي الملموس للمديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خديجة بنعبد السلام وهي تتابع عن كثب انطلاق الموسم الدراسي الحالي .
نسجل لها تجاوبها السريع مع مرافعة فاعل حقوقي نشترها الجريدة من أجل انقاد تلميذة في وضعية إعاقة كادت ظروفها الاجتماعية تجهز على حقها في التعليم. وهكذا وبفضل تجاوبها ( المديرة الإقليمية ) وتفاعل ثلة من أبناء وزان تم توفير الحد الأدنى من الشروط التي سمحت للتلميذة بمتابعة تعليمها بإعدادية مولاي التهامي ، والذي بالمناسبة ندعو الطاقم التربوي والاداري بالمؤسسة التعليمية الاهتمام أكثر بهذه التلميذة ، وهذا السلوك الراقي ليس بغريب على أسرة التربية والتعليم
المشهد الثاني
دائما بقطاع التعليم ، وفي اطار التعاون بين المديرة الإقليمية والآلية الحقوقية وعضوها بوزان ، وبعد جهد جهيد استنفرت فيها كل زادها القانوني والحقوقي والانساني ، انتصرت المديرة الاقليمية ، للمصلحة الفضلى لطفل/تلميذ كان مهددا في استكمال مشواره التعليمي بسبب مشاكل عائلية ، وها هو اليوم يتابع دراسته بعاصمة الجهة .
المشهد الثالث :
كما سبق وأشرنا لذلك في مقال سابق ، فقد تعزز مجال النهوض بحقوق المرأة بوزان بإنجاز مركز لاستقبال النساء ضحايا العنف بحي القشريين تابع لمؤسسة التعاون الوطني .ورغم أن أبوابه ظلت موصدة لسنوات ، ورغم ما لحق عملية التسليم المخدوم لمرافقه ، فإن جمعية نساء وزان للتنمية التي شرعت مطلع شهر شتنبر الأخير في استقبال النساء ضحايا العنف بجناح من بين أجنحته الأخرى، أصيبت عضوات مكتبها بالصدمة للتصميم الهندسي للمرفق الاجتماعي العمومي الذي لا يحفظ كرامة النساء المعنفات اللواتي مضطرات للإقامة بالمركز لفترة معينة ، كما أن عملية التجهيز لم تكتمل بعد ، ومن المنتظر أن يعرف المركز أشغالا جديدة .
المركز ورغم وضعيته استقبل قبل أيام وبأمر من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوزان ، أول شابة ضحية اغتصاب ومولودها .
المشهد الرابع :
زيت الزيتون الوزانية شهرتها تخترق كل الحدود ، لذلك خلال فترة جني الزيتون وتحويله إلى زيوت بأنواع حسب الطلب ، تتحول دار الضمانة إلى “كعبة زيتية” يحج لها الناس من ربوع الوطن . لكن ناذرا ما تم الانتباه للمعاناة الحقيقية التي تقبض أنفاس النساء اللواتي يشتغلن في الحقول لجني الزيتون .
تخليد اليوم العالمي للمرأة يتزامن مع موسم الجني الذي يخلق المئات من فرص الشغل في وجه النساء الباحثات عن تحسين أحوال أسرهن الاقتصادية، وتحقيق نزرا من الاستقلالية عن الغير ، سواء كان هذا الغير زوجا ، أو أخا أ أو أبا ، أو صديقا . استقلالية لا تكتمل كرامة المرأة إلا اذا لمستها عن قرب . لكن ظروف الاشتغال في حقول جني الزيتون تكون محفوفة بحزمة من المخاطر ، عناوين هذه المعاناة مبتدأها غياب أي حماية اجتماعية للعاملات اللواتي تتسلقن الأشجار مع ما قد ينتج عن ذلك حوادث الشغال ( ما أكثر ما حدث ذلك) ، مرورا بالاستغلال الفاحش حيث الأجور نحيلة ، انتهاء بالتحرش الجنسي والعنف في مخاطبتهن و ….
على سبيل الختم
ما أتينا على نقله وتقاسمه مع القراء قليل من كثير الانجازات التي تحققت لفائدة المرأة ، والمعاناة التي تعاني منها نساء إقليم وزان . لذلك الكل يتطلع إلى مضاعفة مختلف المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين لمجهوداتهم المادية والأدبية من أجل النهوض بحقوق المرأة بدار الضمانة الكبرى. في نفس الآن يبدو لنا بأن الضوء يجب يسلط على قضايا المرأة الوزانية في يومها الوطني (10 أكتوبر) ، بنفس كمية الأشعة أو أكثر التي تسلط عليها في يومها العالمي( 8 مارس) . وكل يوم وطني للمرأة المغربية وهن على درب المساواة في الحقوق سائرات .