إياب نهائي عصبة أبطال إفريقيا: الأهلي يعزز رقمه القياسي الإفريقي باللقب 11

محمد الخوى

لم يتمكن نادي الوداد الرياضي من تحقيق لقبه الثاني على التوالي عندما واجه، أمس، خصمه العنيد نادي الأهلي المصري بملعب المركب الرياضي محمد الخامس. وحدهما النادي الأهلي حقق اللقب الثاني على التوالي في ثلاث مناسبات وكان ذلك خلال مواسم 2005 و 2006 ؛ 2012 و 2013 ثم في سنتي 2020 و 2021، أما بالنسبة للنادي الترجي الرياضي فقد تمكن من ذلك في موسمي 2018 و 2019.

نهائي الوداد الرياضي والنادي الأهلي في الموسم الرياضي الحالي هو الثالث من نوعه الذي يجمع الفريقين في المباريات النهائية الخاصة بكأس هذه العصبة بعد النهائي الأول في سنة 2017 والذي آلت نتيجته لوداد الأمة في مجموع المباراتين حيث انتهى لقاء ملعب القاهرة بالتعادل 1-1 وب 1-0 في مباراة العودة بالدارالبيضاء، و في النهائي الثاني للموسم الرياضي الأخير 2021-2022 انتصر نادي الوداد ب2-0 في المباراة الوحيدة التي جمعتهما بملعب المركب محمد الخامس.
وفي المجمل، التقى فريق الوداد الرياضي بالنادي الأهلي في 12 مناسبة في منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية وخلالها انتصر الوداد في ثلاث مباريات وانتصر الأهلي في ستة وتعادلا الفريقان في ثلاثة، سجل الأهلي 14 هدفا مقابل 12 للأحمر البيضاوي.

نادي الوداد الرياضي كان يمني النفس كثيرا في تحقيق لقبه الثاني على التوالي والثالث له على حساب النادي الأهلي و الرابع له في هذه المسابقة خاصة بعدما خسر في مباراة الذهاب التي جرت بملعب القاهرة الدولي ، يوم الأحد 04 يونيو ، فقط ب 2-1 و وكله امل في ان يستفيد من هدف لاعبه سيف الدين بوهرة الذي كان من الممكن أن يحتسب كهدف ذهبي في حالة لو كان الوداد الرياضي قد فاز في مباراة الإياب هاته ب 1-0 غير ان ذلك لم يحصل في هذه المباراة بعدما انتهت بالتعادل ب 1-1.

المباراة التي قادها الحكم الأثيوبي باملاك تيسيما وحضرها أزيد من ستين الف متفرج من بينهم عددا من اللاعبين القدماء للوداد الرياضي و فضلا عن العشرات من مشجعي النادي الأهلي واللاعب محمود الخطيب جوهرة النادي وهدافها الأول و رئيس نادي باريس سان جيرمان ومالك قنوات البين سبور الشيخ حمد آل خليفة كانت متعة ومشوقة ومثيرة وقوية وتخللتها طبعا مجموعة من الإصطدامات والتشنجات بين اللاعبين بعضها تجاوز في بعض الأحيان حدود اللعب المسموح به ومع ذلك بقيت المباراة في إطارها العادي والطبيعي وهو ما يحدث عادة في مثل هاته المباريات لأن لكل فريق حساباته وطموحاته الخاصة المشروعة ؛ فنادي الوداد يريد فرض هيمنته وسيطرته في المباريات النهائية على النادي الأهلي ويريد إضافة اللقب الرابع و فريق الأهلي يريد وضع حد لهيمنة الوداد عليه في المباريات النهائية و فك عقدة الوداد الرياضي و يرفض أن ينهزم للمرة الثالثة أمام الوداد الرياضي وفي ظرف ستة مواسم رياضية فقط أي منذ نهائية 2017.

مجريات المباراة في شوطها الأول كانت لمصلحة نادي الوداد الرياضي الذي نزل بكل ثقله من أجل تحقيق السبق وتسجيل الهدف الذي قد يقربه من الفوز بالكأس ومن أجل ذلك نظم العديد من الهجمات وقد شكل اللاعبان محمد أوناجم ويحي عطية الله من الجهة اليمنى خطورة واضحة على مرمى الحارس محمد الشناوي وفي إحدى تسديدات المباشرة للأخطاء الجانبية التي تكلف بها الظهير الأيمن الودادي والدولي يحي عطية الله يسجل هذا الأخير هدفا مباشرا في مرمى حارس النادي الأهلي في الدقيقة 27 مع تمويه من طرف محمد أوناجم. بعد هذا الهدف توالت سيطرة الوداد الرياضي في هذا الشوط واحتكر الكرة بنسبة 70% مقابل 30% لممثل كرة القدم المصرية الذي اكتفى ببعض الحملات المضادة التي لم تشكل ولم تكتسي خطورة كبيرة على مرمى الحارس الودادي يوسف مطيع و كانت تفشل في الوصول لمرماه بفضل تدخلاته الناجحة والصلابة الدفاعية للفريق البيضاوي.

في الشوط الثاني تغيرت معطيات ومجريات المباراة وظهر ذلك بتراجع نسبة احتكار الوداد للكرة حيث تراجعت إلى 54% مقابل 46% للنادي الأهلي. المدرب السويسري مارسيل مارتان كوهلير قام بتغيرات همت دخول مصطفى شريف ومحمد عبدالقادر ؛ هاذان اللاعبان أنعشا وحركا الخط الهجومي لفريق النادي الأهلي الذي أصبح يتسيد الشوط الثاني ويوالي هجوماته التي أصبحت تكتسي خطورة على مرمى الحارس يوسف مطيع وفي تسديدة للركنية الثانية للفريق الأهلاوي يتمكن اللاعب محمد عبدالمنعم برأسية مركزة من وضع الكرة في مرمى فريق الوداد الرياضي مسجلا هدف التعادل في د 78 ؛ هذا الهدف نزل كقطعة ثلج باردة على رؤوس لاعبي الوداد الذين فقدوا التركيز والسيطرة على أعصابهم وكاد الفريق المصري أن يضاعف الحصة في أكثر من مناسبة إلى أن أعلن الحكم عن نهايتها في الدقيقة 98.

بهذا الإنتصار المستحق يكون النادي الأهلي المصري قد عزز رقمه القياسي الإفريقي بلقبه الحادي عشر بعد الألقاب العشرة الأخرى التي حققها خلال مواسم :1982-1987-2001- 2005- 2006- 2008-2012- 2013-2020- 2021 فضلا عن اللقب الحالي 2023.
وكان قد انهزم في خمس نهائيات في مواسم : 1983- 2007- 2017-2018 و 2022.

من جانبه توقف عدد الألقاب التي فازت بها الوداد الرياضي في ثلاثة و حققها سنوات : 1992- 2017 و 2022
وتعتبر خسارته للقب في هذا الموسم 2023 ثالثة له بعد خسارته للقب في موسمي 2011 و 2019 أمام نادي الترجي الرياضي التونسي بعد تعادله بالدارالبيضاء ب 0-0 وهزبمته في تونس ب 1-0 أما في سنة 2019 فقد تعادلا الفريقان بالدارالبيضاء ب 1-1 وانسحب الوداد الرياضي في ملعب راديس بتونس بسبب الفار وكانت النتيجة هي التعادل 1-1.