نظم المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، أول أمس، بالمقر المركزي للحزب لقاء تواصليا تعبويا مع مناضلات و مناضلي الحزب بمدينة الدار البيضاء، والذي يندرج، بحسب منظميه، ضمن البرنامج النضالي الذي سطره المكتب السياسي لمرحلة ما بعد المؤتمر الاندماجي.
ووفق بلاغ توصل المساء24 بنسخة منه، فإن هذا اللقاء أطره محمد الساسي وفاروق المهداوي، عضوا المكتب السياسي للحزب نفسه، اللذان استعرضا في كلمتيهما المسار الذي قطعته عملية الاندماج منذ عقد ونيف، وما حملته من رهانات استهدفت، بحسبهما، توحيد اليسار كضرورة مجتمعية، والتي تكللت بعقد المؤتمر الاندماجي الذي شكل انعقاده في حد ذاته نجاحا وكسبا للوعد الذي قطعته المناضلات والمناضلين على أنفسهم طيلة هذا المسار، على حد قولها.
وقال المتدخلان إن فيدرالية اليسار انخرطت في مرحلة جديدة سمتها الانتقالية بما يعني ذلك المزيد من ترصيص الصفوف، وتعميق الرؤية الوحدوية في العديد من القضايا التنظيمية والسياسية والمجتمعية وغيرها، وهذا ما يشكل، في نظرهما، إحدى التحديات التي تتطلب شحذا استثنائيا لكل الطاقات النضالية لأجل تهيئ الشروط الفضلى لإنجاح محطة المؤتمر التأسيسي للحزب.
كما تناولت الكلمتان مجمل الأنشطة والمبادرات التي أطلقها المكتب السياسي عقب المؤتمر الاندماجي سواء ما تعلق بالحياة الحزبية الداخلية (هيكلة بعض القطاعات _ اطلاق عملي التبطيق عبر بوابة إلكترونية خاصة بعدا الغرض) أو ما تعلق بالانفتاح على المجتمع المدني وبلورة برامج نضالية مشتركة، أو ما تعلق بالوضع السياسي العام من خلال المبادرة الوطنية لمكافحة الفساد السياسي والاقتصادي والمالي التي أطلقها الحزب في شهر فبراير الأخير.
وكشف المتدخلان وجود مبادرات سترى النور قريبا مثل تحيين مقترح العفو العام والدفع بدسترة المضامين المشرقة في مدونة الأسرة، إضافة إلى مبادرات أخرى سيعلن عنها بعد انعقاد المجلس الوطني للحزب في غضون الأسابيع المقبلة ومصادقته على الأوراق التي تم إعدادها لهده المرحلة.
كما توقف عضوا المكتب السياسي بعمق عند طبيعة الاختيارات المنتهجة التي عمقت، بحسبهما الفوارق الطبقية و زادت من الهشاشة والفقر في صفوف شرائح وفئات واسعة من الشعب المغربي، وكذا المراجعات الخطيرة التي مست وضعية حقوق الانسان و الاستبداد الدي اتخد أشكالا غير مسبوقة في تاريخ المغرب المستقل.
الحاضرون في هذا اللقاء ثمنوا في تدخلاتهم مبادرة المكتب السياسي بالتواصل المباشر وعن قرب مع المناضلات والمناضلين في إطار التفاعل المتبادل المبني على النقد والنقد الذاتي، والنظر إلى المستقبل بروح نضالية عالية ومتفائلة مؤمنة بقدرة حزب فيدرالية اليسار على كسب رهانه الكبير في بناء مغرب ديمقراطي وشعب يتمتع بكافة الحقوق والحريات الضامنة للعيش بكرامة.
كما تقدموا بعدد من الملاحظات والبدائل التي قالوا إن من ڜأنها إثراء البرنامج النضالي للحزب خصوصا التي تمس الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والاهتمام ببعض القضايا النوعية التي تمس بعض الفئات كالنساء والشباب، وشددوا على ضرورة التعجيل بتنفيذ البرنامج النضالي المرتبط تبهيكلة تنظيمات الفروع والاقاليم في أفق استكمال بناء الأداة الحزبية ومواصلة مسيرته النضالية.