في رسالة مفتوحة وجهها إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إلى رئيسة جماعة القنيطرة، وعامل الإقليم، ووزير الداخلية، عبر عن قلقه من الوضع المتدهور الذي تعرفه المدينة، رغم إعلان الجماعة عن فائض مالي مهم يناهز 11 مليار سنتيم، معتبرا أن الفرصة مواتية اليوم لتصحيح المسار عبر استثمار هذا الفائض في مشاريع مهيكلة ذات أثر مباشر على الساكنة.
السدراوي استعرض في مراسلته مجموعة من المقترحات التي اعتبرها كفيلة برد الاعتبار للقنيطرة، منها إحداث 10 حدائق حضرية حديثة، وبناء 15 ملعب قرب بمواصفات رياضية متكاملة، وإنشاء مسبحين مغطّيين مخصصين للتلاميذ والنساء والشباب. كما دعا إلى تجهيز 10 قاعات ثقافية وتأطيرية، وفتح 5 وحدات طبية للقرب، إلى جانب إحداث 10 نقط لفرز النفايات داخل الأحياء والأسواق، وتهيئة ضفة وادي سبو لتحويلها إلى فضاء بيئي وسياحي جاذب.
ولم تغب الجوانب الاقتصادية والاجتماعية عن مقترحات الرابطة، إذ اقترحت إحداث حي حرفي بمنطقة العصام لاحتواء الورشات العشوائية، وإطلاق سوق نموذجي متنقل يستوعب أزيد من 300 بائع متجول، واقتناء حافلات للنقل المدرسي والجمعوي، فضلا عن تهيئة الأرصفة والممرات الخاصة بذوي الإعاقة وتعزيز الإنارة العمومية.
وحذرت الهيئة الحقوقية من مغبة تبديد المال العام في مشاريع سطحية واستعراضية، مؤكدة أن مثل هذه الممارسات تشكل إساءة للوطن وتضرب في العمق ثقة المواطن في مؤسساته. واعتبرت أن الرقابة المجتمعية والمحاسبة الشعبية تبقى الضامن الوحيد لحسن تدبير هذا الفائض، حسب رأيها.
كما دعت إلى تجاوز الصراعات السياسية داخل المجلس الجماعي، والتعاون بين الأغلبية والمعارضة، وتفعيل دور المجتمع المدني كشريك في التشخيص والتتبع، مع ضرورة انخراط الجهات والمؤسسات الإقليمية في إنقاذ المدينة من التدهور المستمر الذي تعرفه، على حد تعبيرها.
وختم السدراوي رسالته بالتأكيد على أن القنيطرة، التي كانت تلقب بـ”الجميلة”، تستحق اليوم نهضة حقيقية تعيد لها مكانتها وتحسن من ظروف عيش ساكنتها، داعيا المسؤولين إلى التحلي بروح المواطنة والإنصات لنبض الشارع.