منعم أولاد ع الكريم
في إطار تفعيل روح البيان المشترك الموقع بالرباط بين المغرب وإسبانيا في 7 أبريل الماضي، عقد كل من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربي شكيب بنموسى ونظيرته الإسبانية “بيلار أليغرييا كونتيننتي” اجتماعا، يوم أمس، بمدريد، من أجل تمتين التعاون الثنائي المغربي الإسباني في مجال التربية والتكوين والتعليم العالي.
وحسب بلاغ مشترك بين الطرفين، فقد خلص هذا الاجتماع إلى الاتفاق حول تعزيز حضور اللغة الإسبانية داخل الوسط التربوي المغربي، سواء من خلال اعتمادها في تدريس مواد الشعب العلمية أو تقوية حضورها كلغة أجنبية ثانية داخل المؤسسات المدرسية المغربية، إضافة إلى تعزيز تكوين أساتذة اللغة الإسبانية المغاربة.
كما خلص هذا الاجتماع أيضا إلى ضرورة تعزيز مكانة اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس الإسبانية.
ويأتي هذا الاتفاق الهام، وفق ذات البلاغ، لتأكيد البعد الاستراتيجي في مجال التعاون المغربي الإسباني، وفي سياق الدينامية الجديدة والانتعاشة الكبيرة التي تعرفها العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصا بعد رسالة رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” إلى الملك محمد السادس في 14 من مارس الماضي، والتي عبر من خلالها عن تغيير موقف الدولة الإسبانية من قضية الصحراء المغربية، بتأييدها للمبادرة التي أعلن عنها المغرب في سنة 2007 والرامية الى منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية.
ويذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية عاشت عدة تقلبات خلال العقدين الأخيرين، تضررت منها كثيرا وضعية ومكانة اللغة الإسبانية داخل المنظومة التربوية المغربية، أدت إلى حذفها بشكل كبير من غالبية المؤسسات التعليمية المغريية، مع ما صاحب ذاك من تراجع في برامج التعاون المشترك من أجل تطوير التكوين الأساسي والتكوين المستمر لأساتذة اللغة الاسبانية المغاربة، الذين وجد أغلبهم نفسه فجأة في وضعية “الزائد عن الحاجة”. كما أن وزارة التربية الوطنية المغربية توقفت عن توظيف أساتذة جدد للغة الإسبانية منذ سنة 2013.