محمد الخوى
بعد ثلاث سنوات عجاف، أي منذ الموسم الرياضي 2019-2020 ، لم يحقق فيها نادي برشلونة أي انتصار بمعقله على غريمه التقليدي نادي ريال مدريد، وفشل خلالها أيضا بالتتويج بلقب “لاليغا” بعدما فاز بها النادي الملكي في موسمين اثنين 2019-2020 و 2021-2022، وأتليتكو مدريد في موسم 2020-2021 ، عاد اليوم نادي برشلونة، ليس فقط ليجدد انتصاراته على نادي ريال مدريد بملعب “نوكامب”، ولكن أيضا ليسير بخطى ثابتة في طريق تحقيق لقب بطولة “لاليغا” لهذا الموسم الرياضي 2022-2023.
اليوم، وأمام 95000 متفرجا ملؤوا جنبات هذا الملعب/ التحفة، ضرب نادي برشلونة عصفورين بحجر واحد؛ فمن جهة انتصر على نادي القرن ب2-1، وهو الفوز 77 له على ريال مدريد في دوري البطولة منذ انطلاقتها في الموسم الرياضي 1928-1929، مقابل 78 للنادي الملكي، ومن جهة ثانية، وسع فارق النقط بينهما إلى 12 نقطة وعلى بعد اثنتي عشرة دورة على نهاية الموسم الرياضي الحالي.
هذا الفارق المريح من النقط، سيعبد الطريق، لا محالة، للنادي الكتالوني من أجل التتويج باللقب 27 له في تاريخ الدوري الاسباني، ذلك أنه سيكون من الصعب جدا، على ريال مدريد تذويب هذا الفارق الكبير من النقط، واللحاق بمتزعم الترتيب العام ب68 نقطة مقابل 56 للريال مدريد.
المباراة التي أدارها الحكم “ريكاردو دي بيرغوس بينغوتيسيا”، وهي مباراة الكلاسيكو الثالثة التي يديرها، كانت كبيرة، قوية، ممتعة ومثيرة بكل المقاييس، وأباحت بكل أسرارها، وكل طرف من طرفي المواجهة فيها كان يعرف جيدا ما يريد الحصول عليه من هذه المباراة.
نادي برشلونة يريد تعميق فارق النقط بينه وبين ريال مدريد، ووأد أية محاولة في مهدها تحسبا لأي عودة محتملة من جانب ريال مدريد، وهو مالا تريده ولا ترغب فيه بتاتا برشلونة.
من جانبه ، ريال مدريد جاء إلى ملعب “نوكامب” من أجل تحقيق انتصار مهم و استراتيجي والعودة بنقط المباراة الثلاث التي تساوي تقليص فارق النقط إلى ست فقط، عوض التسع التي كانت قبل هذه المواجهة الحاسمة.
وبالفعل، كادت أن تتحقق رغبة الفوز الجامحة للنادي الملكي الذي بدأ المباراة بقوة وكان سباقا إلى التسجيل في د 9 بنيران صديقة بعدما ارتطمت تمريرة ل”فينيسيوس جينيور” برأس الأوروغواياني “رونالد أراوخو” وخدعت الحارس الألماني “تير شتيغن” لتستقر في شباكه. بعد عشرين دقيقة من سيطرة الريال، تحولت السيطرة لنادي برشلونة الذي خلق عدة فرص للتسجيل، وكان أبرزها، الفرصة التي منحت هدف التعادل بواسطة اللاعب “سيرجيو روبيرتو” في د 44 و الذي اختير رجل المباراة، مباشرة بعد هذا الهدف ينتهي الشوط الأول.
في الشوط الثاني ،كانت السيطرة لنادي برشلونة، الذي احتكر الكرة بنسبة كبيرة، وسدد ثمان زوايا، مقابل زاوية واحدة للريال كانت في د 86، و مع ذلك، كانت الآلة المدريدية تتحرك ببن الفينة والأخرى، وخلق لاعبو الريال هم كذلك مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل، منها الإصابة التي سجلها “ماركو اسنسيو” في د 80، غير أن حكم المباراة، ألغاها، بعدما تدخل “الفار” حيث كان “أسنسيو” في وضعية شرود.
والمباراة تسير نحو النهاية، وبعدما أضاف الحكم خمس دقائق، يأبى الإيفواري “فرانك كيسيي” إلا أن يقضي على كل آمال ريال مدريد بالرجوع إلى مدريد ولو بنقطة واحدة قد تحيي معه طموحه في تقليص فارق النقط التسع، بعدما سجل هدفا قاتلا في مرمى الحارس البلجيكي “تيبو كورتوا” في د 92 بعد خطإ فادح في التغطية من جانب الدفاع المدريدي.
هذا الهدف الثاني كان كقطعة ثلج باردة على رؤوس لاعبي ريال مدريد الذين بدت عليهم الحسرة والتأثر، وفي المقابل عمت الفرحة والهيستيريا وتبادل العناق كل مكونات الفريق الكتالوني وجماهيره الغفيرة بملعب “نوكامب”.
انتصار مهم قد يساوي التتويج باللقب في آخر الموسم الرياضي الحالي مالم تقع مفاجأة مدوية. من يدري؟