عاد مكتب جمعية أحضان لحماية الأطفال في وضعية صعبة بوزان من جديد للاجتماع الحضوري، بعد أن ظلت عضواته وأعضاؤه على امتداد شهر غشت (العطلة السنوية) في تواصل مستمر متتبعين لأهم القضايا الطارئة التي عرفها إقليم وزان ، ومعبرين فيها عن مواقف لا يلفها الغموض، وخصوصا ما تعلق بقضايا الأطفال الذين تعرضوا لنهش الكلاب الضالة بوزان ، أو ما تعلق الاعتداء بما أصبح معروفا بقضية ” بدوفيل الجديدة ” .
ووفق تقرير للجمعية، فإن اجتماع مكتبها، المنعقد أول أمس، انطلق بقراءة الفاتحة والترحم على شهداء الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت مناطق من بلدنا الغالي ، والتوجه إلى الله سبحانه بأن يعجل بشفاء الضحايا ويضمد جراحهم .
واغتنم مكتب الجمعية فرصة اجتماعه الدوري ليؤكد عن اعتزازه وافتخاره الكبيرين بروح التضامن العالية التي عبر عنها الشعب المغربي بكل مكوناته وشرائحه مع أبناء الوطن ضحايا الزلزال، وهو التضامن، الذي يقول التقرير، إنه أبهر العالم وانبهر له، وأكد للقريب والبعيد بأنه على صخرة ” الوطن فوق الجميع ” وعلى صخرة ” ارفع رأسك ، إنك مغربي(ة) ” ، تتكسر الصعاب.
وفي هذا الإطار، سجل مكتب الجمعية باعتزاز كبير انخراط الجمعية في حملة التضامن ما أن علم بحدوث الكارثة الطبيعية ، حيث نادى في بلاغ أصدره بالمناسبة ، بدعوة المواطنات والمواطنين التعجيل بالتطوع بالدم ، كما سجل انضمامه التلقائي بالمبادرة المدنية، بجانب مختلف الفعاليات المدنية والارادات الحسنة التي التقت بدار الأطفال، وفي زمن قياسي وبشفافية، جعلت شلال المساعدات المادية يتدفق من ينابيع كل الشرائح الاجتماعية.
كما سجل مكتب الجمعية في ذات التقرير ما وصفه بالتفاعل السريع والايجابي للادارة الترابية المحلية التي جسدت على أرض الواقع في هذه المحنة المفهوم الجديد للسلطة ، الذي سبق و نادى به جلالة الملك محمد السادس من أجل جعل السلطة في خدمة المواطن(ة).
وعرف الاجتماع أيضا مناقشة باقي نقط جدول الأعمال الذي جاء ثريا من حيث القضايا التي تلامس حقوق طفلات وأطفال وزان ، وخصوصا من هم/ن في وضعية صعبة .
وهكذا صادق مكتب الجمعية على تخصيص منحة مالية متواضعة خاصة بالدعم المدرسي ، تقدم لأطفال في وضعية صعبة للتخفيف من الانتهاك الذي قد يلحق حقهم/ن في التعليم ويؤدي بهم.
كما تمت المصادقة على ربط الاتصال بالسيدة المديرة الاقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من أجل ضخ نفس في مضمون اتفاقية الشراكة التي تجمع الجمعية المديرية ، وذلك بإطلاق قافلة تحسيس بمخاطر التحرش الجنسي بالطفلات والأطفال بمؤسسات الابتدائي والثانوي الإعدادي، وتأتي أولوية هذا الموضوع على ضوء ما يصل مكتب الجمعية من معلومات من هنا وهناك، وكون أول الضحايا هم الطفلات والأطفال في وضعية صعبة.
واعتبارا لما أضحى يعرفه محيط المؤسسات التعليمية بالمدينة كما بالعالم القروي، حيث بات يشكل مرتعا للتحرش بالتلميذات والتلاميذ، وفضاءات مفتوحة للترويج لكل أنواع المخدرات، فقد قرر مكتب الجمعية مراسلة رئيس المنطقة الإقليمية للأمن الوطني، ورئيس الادارة الإقليمية للدرك الملكي من أجل تحيتهما على المجهودات التي يقومان بها بشهادة الجميع، ومن أجل دعوتهما لتكثيف مجهوداتهما من أجل جعل محيط المؤسسات التعليمية آمنا ويضمن السلامة الشخصية لكل فرد ، كما هو منصوص عليه في الفصل 21 لدستور المملكة المغربية.
مكتب جمعية قرر أيضا ربط الاتصال برئيس اللجنة المحلية لحماية الأطفال والنساء ضحايا العنف لتحديد عنوان الورقة التأطيرية التي ستتقدم بها رئيسة جمعية أحضان نورة أوطالب في الاجتماع القادم للجنة المحلية، للتأكيد على أن الجمعية ترفض أن تكون مجرد رقم صالح لتأثيث هذا اللقاء أو ذاك، ولأن الجمعيات طبقا لأحكام الدستور قوة اقتراحية.
وبخصوص الشق المتعلق ببرنامج عمل الجمعية خلال الموسم الجاري، يضيف التقرير، فقد صادق الاجتماع جملة من الفعاليات ذات الصلة بتقوية القدرات والتكوينات ، والفعاليات المفتوحة التي تلامس واقع الطفولة في وضعية صعبة بوزان ، وعقد الاجتماع السنوي المنصوص عليه في القانون الأساسي للجمعية وفتح مكتبها في وجه الطاقات الجديدة لتعزيزه ، وفتح باب المركز بعد أن تمت الموافقة على الاتفاقية التي تجمع الجمعية بالمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بوزان ، كما جاء ذلك في اتصال بالمندوب الإقليمي بالسيدة رئيسة الجمعية، وعقد جلسة عمل من ادارة الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي وغيره من الادارات المعنية بعالم الشغل ليأتي تشغيل المستخدمات والمستخدمين مطابقا للقانون ويحفظ كرامتهم/ن .
هذا وأعلن مكتب الجمعية عن استئناف نشاطه ( الذي لم يتوقف أصلا)، مهيبا بكل الفعاليات الشريفة والنزيهة الاستمرار في دعم جمعية أحضان التي تعتبر، بحسب ما جاء في التقرير المذكور، ملكا لساكنة إقليم وزان، ولأبناء وزان في كل ربوع المملكة وبكل أرجاء العالم، وأشار إلى أن الساكنة بدعمها للجمعية فإنها تدعم المبادئ المؤسسة للحكامة الجيدة، وتؤسس للمقاربة الحقوقية في التعاطي مع قضايا الأطفال في وضعية صعبة.