المساء24
لم يعد دور الأحزاب السياسية -خصوصا تلك التي تمتلك اليوم مفاتيح التسيير- يقتصر على إيجاد حلول للمشاكل اليومية للمواطن المغربي، ولا حتى في ترجمة الخطب الملكية وتنزيلها على أرض الواقع، عبر خلق ميكانزمات وآليات تمكن من ترجمة تصورات عاهل البلاد إلى فعل ملموس يلبي احتياجات المواطنين على المدى القريب والبعيد.
بل أصبح الأمر مألوفا لدى الجميع، حيث تزف علينا البلاغات خلال كل خطاب ملكي للإشادة والتنويه، مع العلم أن التنويه يكون كما قلنا سابقا بمحاولة ترجمة الخطوط العريضة لهذه التوجيهات الملكية، وقد نتفهم بلاغات أحزاب المعارضة، ونعذر أخرى بالرغم من وجودها داخل الحكومة، كونها لم تبادر إلى بثر إشارات واضحة حول الاحتكارات وتضارب المصالح على حساب المواطنين.
في هذا السياق، أصدر حزب التجمع الوطني للأحرار بلاغا بمناسبة الخطاب الملكي الذي تزامن مع حلول الذكرى الثالثة والعشرين لعيد العرش، أكدوا من خلاله تثمينهم لمضامين الخطاب الملكي، هذا وتطرق بلاغ الحزب إلى إشارات النهوض بوضعية المرأة عبر مشاركتها الكاملة في كل المجالات، وورش مدونة الأسرة، بالإضافة إلى تكريس دعائم الدولة الاجتماعية، من خلال تأهيل المنظومة الصحية الوطنية، بما يسمح بالتنزيل الأمثل لورش الحماية الاجتماعية.
كما أشاد الحزب بالمجهودات الكبيرة بقيادة عاهل البلاد التي مكنت الاقتصاد الوطني من الصمود أمام تداعيات الجائحة، وانعكاسات الجفاف، وعلق بذلك بلاغ الحزب شماعة ارتفاع أسعار المواد الأساسية على أسباب لا يد له بها، وأضاف أنه مشكل تعاني منه كل الدول.
هذا وغابت عن بلاغ الأحرار إشارات الخطاب الملكي حول محاربة الفساد ووضع حد للممارسات الاقتصادية التي ترمي إلى تحقيق المصالح الشخصية على حساب مصالح الوطن والمواطن، ومواجهة المضاربات والاحتكارات، فهل أحس الأحرار أنها رسالة موجة إلى قيادتهم لكي يتجاهلوها بهذه الطريقة؟
ماذا سيقول الحزب هذه المرة، أي تبرير سيكون عذرا أقبح من الزلة.